[frame="13 10"]كلام أعجبني فنقلته لكم:
كثيراً ما كانت تتوق نفسي لزيارة أرضك، بل و كنت أشتاق إليك و كأن التي ولدتني من سلالة ملوكك الكرام أو حتى ربما كنت مسقط رأس والدي..
لم أشتق يوماً لأهلك، فمنذ الصغر كنت لا أحبهم لعنصريتهم التي حكى لي والدي عنها، ولكن لطالما أحببت تنسم هواءك و غرتني حدائقك التي "تعكس" طبيعتك الخلابة
بل حتى ألوان تلك المباني الشاهقة كنت كثيراً ما أتلهف على نرول المطر حتى يزيد من "رونقها"..
ثم انني و في السنة الماصية لمحتك مترددة بين نزع غطاءك و بين ابقاءه فأدركت أن كل ما أحببته فيك ما كان إلا من تراسيم ذلك القناع..فطلبت منك و بأدب في خاطرتي "حبيبتي لندن...انزعي القناع" ..لأبين فداحة ما أنت واقعة فيه و أهلك..و كيف اني اغتررت بك يوماً، إلا أنك ظللت كما أنت!
اليوم..أصبحت أحمد الله أني لست على أرضك، و أن نتنك قد يصلني لكني لا أجري وراءه كما كنت..
أتذكرين؟؟
تتسائلين كيف ما زال نتنك يصلني؟
دعيني افتح يا "بريطانيا" ذلك الملف الطويل..الذي لا يمكن أن يغيب عن عيني يوماً بعد اليوم..
أتذكرين كيف كنت تدعمين الأضعف دائماً حتى تضمني بذلك كسر شوكة القوي و بقاء الأضعف تحت سيطرتك؟
هل نست مدنك مشروع "مونتيبوري" عام 1828؟
موشيه مونتيبوري ضابط بلاطك المبجل الذي صاهره رجل أعمال يهودي اسمه "روتيالد" و بتلك المصاهرة تم عقد تحالف بين المال و السلطة في بريطانيا.
"مونتيبوري" الذي استطعت به الضغط على الدولة العثمانية حتى تسمح للهجرة اليهودية الى فلسطين.
و من تلك السنوات التي كلها ضغوطات و محاولات لو أسردتها لدميت الصفحة من خبثك و طمعك، إلا إني أكتفي بذكر أنك و في عام 1905 م كنت أنت و باقي الدول الاستعمارية قد عقدتم مؤتمراً أطلعتم فيه على انتصارات المسلمين السابقة و سيطرتهم المطلقة و لاحظتم فيها تقهقرهم و ضعفهم فما كان منكم أيها الأوغاد إلا أن اتفقتم على انشاء "الدولة الحاجزة" و هي فلسطين كدولة تشطر دولة المسلمين الى قسمين آسيوي و أفريقي وبذلك تضمنون "يا خبثكم" استمرار التفرق بين الدول الاسلامية و ضعف دعمها لبعضها و كأنكن جميعاً قد اتفقتن على قاعدة "فرق تسد"
ثم هل تظنينا ننسى "لورانس العرب" الذي خدعنا الاعلام في تصويره بالبطل، و ما هو الا من ارهاصات خبثك فكان الممهد للحملة البريطانية على الوطن العربي.
نعم فقد أقنع الشريف حسين بالثورة ..أما الثمن فهو أن يكون جنوب اليمن و امارات الخليج لبريطانيا، و جنوب العراق ذات وضع اداري "خاص" يتبعك يا بريطانيا أيضاً ، و غرب الشام للشريف حسين.
وبخبث عقدت يا بريطانيا معاهدة أخرى و هي اتفاقية "سايكس بيكو" عام 1916 بينك و بين فرنسا تقضي بأنه يتم تقسيم المنطقة العربية بحيث تكون العراق و الأردن و حيفا و ما حولها لك يا بريطانيا أما سوريا و لبنان فلفرنسا و تبقى فلسطين تحت اشراف دولي، (وطلعت من المولد بلا حمص يا الشريف) !
و بخسة و في نفس الوقت عقدت معاهدة ثالثة مع المنظمة الصهيونية و في نفس زمن المعاهدتين السابقتين تقضي بمستقبل فلسطين!
أو تذكرين؟
أو تذكرين وعد بلفور و الذي سبقه تسابقك و الجيوش العربية لدخول فلسطين على أمل من العرب أن يقيموا دولتهم العربية الكبرى، فما هي إلا وعد مشئوم خرج من أرضك على لسان وزير خارجيتك بلفور و الذي يقتضي التزامك تجاه المنظمة الصهيونية العالمية بإقامة وطن قومي
أو تطمعين أن ننسى كلمة قائد قواتك عام 1917 عندما دخل القدس حيث قال: الآن انتهت الحروب الصليبية!
و هل كانت هناك حروب بالأصل، أو ما انتهت قبل 800 سنة أم انها بقت في قلوبكم و استعمرتها كل تلك السنين؟
مهلاً..
أعدك يا بريطانيا:
أعدك يا بريطانيا أني لن أنسى جيشك في فلسطين الذي حاول قمع الثورة الكبرى في فلسطين عام 1938
و سأظل أذكر انشاءك لتنظيم فلسطيني "الفصائل الفلسطينية" نشرتها بين الشعب لتقنعي الفلسطينين أن الثورة لا فائدة منها
و سيظل في نفسي أنك لم تتركي فلسطين الا بعد أن تأكدتي أن زمام أمرها بيد المغتصبين
وأظل أذكر اعلانك عام 1950 ببيانك الثلاثي أنت و أمريكا و فرنسا بالتزامكن بحماية اسرائيل.
و أنك شجعت الفلسطينيين بمكافآت مالية حتى يخرجوا من فلسطين لتفتحي المجال بالهجرة اليهودية أكثر.
أعدك يا بريطانيا أني سأذكر دوماً تلك الهجرات اليهودية التي دست بها أجساد أخواننا في فلسطين
أعدك يا بريطانيا أني لن أنسى حركاتنا الجهادية و قمعك لها، وسأظل أربط كل ما يجري اليوم بخبثك بالأمس و الذي ما زال متصلاً بسلسلة من القرارات الخبيثة
لن أنسى الشهيد عزالدين قسام، و لن أنسى عبدالله عزام..ولن أنسى جهاد محمد رشيد رضا و ولا موسى كاظم الحسيني و لا الحاج أمين الحسيني.
سأظل أذكرك قبل اليهود حين أرى صور شهداءنا
لن أنسى حرب 56 ، والذي كانت ناقتك فيه استعادة سيطرتك على قناة السويس و ليست هي لك أصلاً.
دع عنك ذلك!
دع عنك أخي كل الخرافات بأن ما قيل تحريض..هو تاريخ مدمي شئنا ذلك أم أبينا، هو تاريخ يحكي نفسه إلا إنهم أرادوا تغييب عقول شعوبنا و نسيانهم ذلك التاريخ و الذي يعلم الله أني ما أظهرت لكم منه الا القليل فتجدون في شعوبنا من اغتر بتلك الحضارة و تلك الأرض، فأصبحت بريطانيا و أوروبا بأسرها هي منبع الحرية، وأصبح بعضنا يتكالب عليها تكالب الوحوش على بئر ماء في البرية.
أو على الأقل، قل هم أمثالي ممن اغتروا بتلك الأرض و احبوها و نسوا ذلك التاريخ، إلا إن الدماء لا تنسى، ولو بقيت فيها دهراً لأدركت في منتهاه أن نتن التاريخ لا يزال يشم حتى لو بعدت المسافة بيننا.
كلمة أخيرة يا بريطانيا..
هل علمت الآن لماذا عفت النفس عن أرضك و أرض أخواتك، و هل أدركت أن حر صيف الخليج بات أطيب في نفسي من شلالات المطر إن بقى لكم منه شيء، و اني أدعوا الله أن لا يبيتني ليلة عندكم الا طلباً للعلم و تمكيناً في الأرض.
مع ذلك تبقى قلوبنا مفتوحة لمن جاءنا من عندكم يبغي الحق و سنظل نبتسم رغم تلك الجراحات و نظل نتعلم منكم ما ننصر به أمتنا و نترك لكم نتنكم.[/frame]
26-07-2006, 01:40 PM
رويدك لندن..فلن أنسى بلفور!
المواضيع المتشابهه
