الرئيسية | الشروط والقوانين | سياسة الخصوصية | اتصل بنا | الأرشيف | RSS |
![]() |
![]() |
يمنع منعا باتا طرح موضوع إعلاني دون مخاطبة الأدارة |
|
المنـتدى الاسـلامي لنشر الوعي الاسلامي وقضايا المسلمين والصور الاسلاميه |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() [FRAME="8 70"]قصَّة موسى مع الخَضِر
. الخَضِـرُ نبيٌّ من أنبياء الله تعالى .. وقيل في نسبه إنه بَلْياءُ بنُ مَلْكَانَ بنِ فالَغ بنِ عابَر بنِ شالخ بنِ قَيْنانَ بنِ أَرْفَخْشَذ بنِ سام بنِ نبيِّ الله نوح . كانَ ميلادُه قبلَ ميلاد نبيِّ الله إبراهيم لأنَّ الخَضِـرَ يَكُونُ ابنَ عَمِّ جَدِّ سيِّدنا إبراهيم . وهو ، أي الخَضِـر ، لا يَزالُ حَـيًّا إلى يومنا هذا . ولا يموتُ حتَّى يُرفعَ القرءانُ من الأرض . وإنما سُمِّيَ الخَضِـرَ لأنه جَلَسَ على بقعة من الأرضِ بيضاءَ لا نباتَ فيها فإذا هي تهتزُّ وتنقلبُ من تحته خَضْرَاءَ نَضِـرَة .. وقيل : سُمِّيَ خَضِـرًا لأنه أينما يُصَلِّي يَخْضَرُّ ما حَوْلَه .. وأمَّا كُنيتُه فـ" أبو العبَّاس " .. إنَّ الخَضِـرَ ، عليه السَّلام ، نبيٌّ كريم مُعَمِّر ، كانَ يعيشُ بينَ البَشَرِ ثمَّ جَعَلَ الله تعالى له الماءَ كأنه أرض ، فهو يعيشُ إلى الآنَ في البحرِ على وجه الماء وحدَه منفردًا ، وهو محجوبٌ عن الأبصار . وقد يأتي إلى مكان ولا يراهُ إلاَّ شخصٌ واحدٌ من بينِ الحاضرين ، ولا يراهُ إلاَّ مَنْ شاء الله له ذلك .. ولنقرأ مَعًا سَبَبَ التقائه بموسى عليهما السَّلام .. لمَّا نجَّى الله بني إسرائيلَ من فِرْعَوْنَ وجُنُودِه واستقرَّ أمرُهم قامَ سَيِّدُنا موسَى خَطيـبًا في المسلمين يَعِظُهُمْ ويُذَكِّرُهُمْ بأيام الله تعالى . فلم يتركْ نعمةً أنعمَ الله عليهم بها إلاَّ وعَرَّفَهُمْ إيَّاها . فقال له رَجُلٌ من بني إسرائيلَ :" يا رَسُولَ الله ، هل في الأرضِ مَنْ هُوَ أعلمُ منك ؟؟ " .. فقال موسى :" لا " ، فعَتَبَ الله عليه حينَ لم يَرُدَّ العلمَ إليه ولم يقلْ :" الله أعلم " .. وأَوْحَى إليه قائلاً :" وما يدريكَ يا موسى أينَ أضعُ علمي ، بلى إنَّ لي على شاطئ البحرِ رَجُلاً أعلمَ منك ، هو عبدُنا الخَضِـر " .. معناه يُوجَدُ مَنْ هُوَ مُطَّلِـعٌ على نوعٍ من العلمِ لم تَطَّلِـعْ عليه أنت . وكانَ علمُ الخَضِـرِ علمَ معرفةِ بَوَاطنِ أُمُورٍ قد أُوْحِـيَتْ إليهِ ، وكانَ علمُ موسى علمَ الأَحكام والفُتْيَا بظاهرِ أقوال النَّاسِ وأفعالهِم ، فيكونُ الخَضِـرُ أعلمَ من موسى بأحكامِ وَقَائعَ مُفَصَّلةٍ مُعَيَّنَة لا مُطْلَقًا .. فلمَّا سمعَ موسى هذا اشتاقتْ نفسُه الفاضلةُ وهمَّتهُ العاليةُ لتحصيلِ علمِ ما لم يعلمْ وللقاء مَنْ قال فيه رَبُّه إنه أعلمُ منك .. ورِحْلَةُ موسى إلى الخَضِـرِ إشارةٌ عظيمةٌ إلى أنَّ العَالِمَ لا ينبغي له أنْ يكتفيَ بما عندَه من العلم بل ينبغي أنْ يطلبَ دائمًا منه المزيدَ ولو كَلَّفَهُ هذا تحمُّلَ مشقَّات السَّفَر .. فسأل موسى رَبَّهُ أنْ يُرِيَهُ إيَّاه ، فأَوْحَى الله إليه أن ائتِ البحرَ فإنكَ تجدُ على شاطئه سَمَكَةً ، فإذا رأيتَها فخُذْهَا وادفعْها إلى فتاك يُوشعِ بنِ نون ثمَّ الْزَمْ شاطئَ البحرِ . فإذا نسيتَ السَّمَكَةَ وهَلَكَتْ منكَ فهناكَ تجدُ العبدَ الصَّالِحَ الذي تَطْلُبُه عندَ مَجْمَعِ البحرَين ، وهو المكانُ الذي وُعِـدَ فيه موسى لقاءَ الخَضِـر ، وهو مُلتقَى بحرَيْ فارسَ والرُّوم . فأعلمَ الله تعالى موسى حالَ الخَضِـرِ ولم يُعْلِـمْهُ مَوْضِـعَهُ بعينهِ ممَّا زادَ شَوْقَ موسى إليه .. فقال :" لا أزالُ أسير حتَّى يجتمعَ البحران فيصيرانِ بحرًا واحدًا أو أُمْضي زَمَنًا طَويلاً حتَّى أجدَ هذا العَالِمَ " .. وهذا إخبارٌ من موسى ، عليه السَّلام ، وهو الدَّاعي إلى الحَقِّ والعلم بأنه هَيَّأَ نفسَه لتحَمُّلِ التَّعَب الشَّديد والعَناء العظيم في السَّفَرِ لأَجْلِ طَلَبِ العلمِ ، وذلكَ تنبيهٌ على أنَّ المُتَعَلِّمَ لو سَافَرَ من المشرقِ إلى المغرب لطلبِ مسألة واحدة لَحُقَّ له ذلك .. فانطلقَ موسى ومَعَهُ فتاهُ يُوشَعُ بنُ نون الذي كانَ يَتَعَلَّمُ منه ويُرافقُه ويخدُمه وأخذا سَمَكَةً مملوحةً مُهَيَّأَةً للأَكْلِ وخُبْـزًا زادًا لهما ومَضَيَا . ثمَّ وَصَلا إلى مُلْتقَى البحرَينِ وجلسا عندَ ظِلِّ صخرة في مكان قُرْبَ ضِـفَّـةِ البحرِ ووَضَعَا رأسَيهما فناما .. وكانَ في أصلِ الصَّخرة عينُ ماء يُقالُ لها عينُ الحياة تنـزلُ مثلَ شَلاَّل صغيرٍ لا يُصيبُ من مائها شيءٌ إلاَّ حَيِيَ بإذن الله ، فأصابَ السَّمَكَةَ المملوحةَ شيءٌ من ماء تلكَ العَين ، فتحرَّكت وانسلَّت من الوِعاء الذي كانتْ فيه ودَخَلَتِ البحر . والغريبُ أنَّ هذه السَّمَكَةَ كانَ قد أُكِلَ نصفُها وبقيَ النصفُ الآخَر ، فكانَ هذا الأمرُ معجزةً لموسى عليه السَّلام . ويُذْكَرُ أنَّ أهلَ تلكَ النَّاحية رَأَوْا بعدَ هذه المعجزة نوعًا جديدًا من السَّمَك كانَ من نسلِ تلكَ السَّمَكَة ، فأَحَدُ جانبَيها شَوْكٌ وعَظْمٌ وجلدٌ رقيقٌ على أحشائها والجانبُ الآخَرُ صحيحٌ ، إشارةً إلى أنه لمَّا حَيِـيَـتْ بعدَ أنْ أُكِلَ منها استمرَّت فيها تلكَ الصِّفَةُ ثمَّ في نسلها . واستيقظَ الفتى يُوشَعُ فرأَى السَّمَكَةَ قد خَرَجَتْ من الوِعاء ، فقال :" لن أُوقظَ رَسُولَ الله موسَى الآن ولكنْ سأخبرُه بعدَما يستيقظ " . وعندَما استيقظَ موسى نسيَ فتاهُ أنْ يُخْـبِـرَهُ عن خُرُوجِ السَّمَكَة ونسيَ موسى أنْ يسألَ الفتى إنْ كانَ رأَى شيـئًا غريبًا . فانطلقا بقيَّة يومهِما وليلـتَهما ولم يشعُرا بجُوعٍ ولا تَعَب .. حتَّى إذا كانَ الغَدُ وقد مَشَيَا مسافةً طَوِيلةً قال موسَى لفتاهُ :" ءاتنا غَدَاءَنا لقد تعبنا من هذا السَّفَر " .. ولم يجد موسَى التعبَ حتَّى جاوزَ المكانَ الذي أَمَرَ الله به .. ثمَّ تَذَكَّرَ يُوشعُ ما كانَ من أمرِ السَّمَكَةِ فأخبرَ موسَى فقال وقد شَعَرَ باقتراب لقائه بالخَضِرِ :" ذلكَ ما كُنَّا نبغيهِ ونطلبُه " .. ثمَّ عادا في الطَّريقِ نفسِها إلى حيثُ فَقَدَا السَّمَكَة . وهناكَ وَجَدَ موسَى نبيَّ الله الخَضِـرَ على طِـنْـفِـسَةٍ خَضْراءَ مُسَجًّى بثوب أخضرَ مستلقٍ على ظهرِه على وجه الماء ، فقال موسى :" السَّلامُ عليكم " .. فقال الخَضِـرُ :" وعليكمُ السَّلام ، مَنْ أنت ؟؟" .. قال :" أنا موسَى " .. قال :" موسَى بني إسرائيل ؟؟" .. قال :" نعم " .. قال :" أَلَمْ يَكُنْ لكَ في بني إسرائيلَ ما يَشْغَلُكَ عن السَّفَرِ إلى هنا ؟؟" .. قال :" بلى ، ولكنَّني جئتُك لتعلِّمني ممَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا " .. فقال الخَضِـر :" أما يكفيكَ يا موسى أنَّ التوراةَ بيدَيكَ وأنَّ الوحيَ يأتيك ؟؟.. إنني على علمٍ من علمِ الله علَّمنيه رَبِّي لا تعلمُه أنت ، وأنتَ على علمٍ من علم الله عَلَّمَكَهُ الله لا أعلمُه أنا " .. فتَلَطَّفَ سَيِّدُنا موسى في القَوْل وتجَمَّلَ بأحسنِ ما وَهَبَهُ الله من أَدَب الحديث وفَضَّلَ التواضعَ وقال :" هل تأذَنُ أيها العبدُ الصَّالِحُ أنْ أُرافقَكَ لتعلِّمني ممَّا عَلَّمَكَ الله على أنْ ألتزمَ أَمْرَكَ ونهيَكَ ؟؟" .. فقال الخَضِـرُ لموسَى :" إنكَ لنْ تستطيعَ معيَ صبـرًا عن الإنكارِ والسُّؤَال ، وكيفَ تَصْبِـرُ على ما لم تُحِـطْ بهِ خُبْـرًا " .. الخَضِـرُ يُؤَكِّدُ لموسَى أنه لنْ يستطيعَ الصَّـبْـرَ عن الإنكارِ والسُّؤَال ما دامَ يُرافقُه ، وعَلَّلَ الخَضِـرُ ذلكَ بأنه ، أي الخَضِـر ، يَتَوَلَّى أُمُورًا هي في ظاهرِها مناكير ، والرَّجُلُ الصَّالِحُ لا يتمالكُ أنْ يَجْزَعَ إذا رَأَى ذلكَ فكيفَ إذا كانَ نبيًّا !!.. فقال موسى بلسان الرَّجُلِ الصَّادق الحَريصِ على طلب العلم :" ستجدُني إنْ شاءَ الله صابرًا ولا أَعصي لكَ أمـرًا " .. فقال الخَضِـرُ :" فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء قبلَ أنْ تنتهيَ الرِّحلةُ وأُبيِّنَ لكَ ما قد تتساءلُ عنه " .. ولقد ذَكَرَ الله في القرءان الكريم ما دارَ بينَ الخَضِـرِ وموسى (( قال له موسى هل أَتَّبِـعُكَ على أنْ تُعَلِّمَنِ ممَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا . قال إنكَ لنْ تستطيعَ معيَ صبـرًا . وكيفَ تَصْبِـرُ على ما لم تُحِـطْ بهِ خُـبْـرًا . قال ستجدني إنْ شاءَ الله صابرًا ولا أَعصي لكَ أَمْـرًا . قال فإنِ اتَّبعتني فلا تسألني عن شيءٍ حتَّى أُحْدِثَ لكَ منه ذِكْـرًا ))[الكَهْف/66-70].. أعادَ موسَى فتاهُ إلى بني إسرائيل وانطلقَ مَعَ الخَضِـرِ يمشيانِ على ساحلِ البحر إلى أنْ لمحا سفينةً ، فطلبا من أهلها حَمْلَهُمَا إلى حيثُ يذهبون ، فحَمَلاهُمَا من دون أُجرة . وبينما هما في السَّفينة فوجئَ مُوسَى بأنَّ الخَضِـرَ أَخَذَ لَوْحَينِ من خَشَب السَّفينة فخَلَعَهُمَا ، ولم يَكُنْ يَرَى الخَضِـرَ عندئذ إلاَّ موسى ، ولو رءاهُ البحَّارةُ لمنعوه . فأنكرَ موسى أنْ يُقابَلَ إحسانُ البحَّارة إليهما بالإساءة والنُّكران . وقال :" ماذا تفعلُ أيها العبدُ الصَّالِحُ ، لقد حَمَلَنا البحَّارةُ مَعَهُمْ من دون مُقابلٍ وأحسنوا لقاءَنا ، وها أنتَ الآنَ تَخْرِقُ سفينتَهم وتحاولُ إغراقَهم ، لقد جئتَ شيـئًا عظيمًا " .. قال الله تعالى (( فانطلقا حتَّى إذا رَكِـبَا في السَّفينة خَرَقَهَا ، قال أَخَرَقْتَهَا لتُغْرِقَ أهلَها لقد جئتَ شيئًا إمْرًا . قال أَلَمْ أَقُلْ إنكَ لنْ تستطيعَ معيَ صبـرًا . قال لا تُؤَاخذني بما نَسِيتُ ولا تُرهقْني من أمري عُسْرا ))[]. وبينما هما على السَّفينة إذْ جاء عُصْفُورٌ فوَقَعَ على حَرْفِـهَا وغَمَسَ منقارَه في البحر . فقال الخَضِـرُ لموسى :" يا موسى ما علمي وعلمُك في جَنْبِ علمِ الله إلاَّ كما نَقَرَ هذا العُصْفُورُ من البحر " .. معناه : نحنُ لا نعلمُ من معلومات الله إلاَّ القَدْرَ الذي أعطانا ، ونسبةُ ما أعطانا إلى ما لم يُعْطِـنَا كنسبة ما أصابَ منقارَ العصفور إلى ماء البحر . ولمَّا مَرَّت السَّفينةُ بعدَ حين من دون أنْ يَغْرَقُ أحدٌ مَرَّرَ الخَضِرُ يدَه على مكان اللَّوْحَينِ المكسورَينِ فعادا كما كانا بإذن الله ، واستبشرَ به أهلُ السَّفينة ، ووَصَلَ إلى ما كانَ يُريدُ من قَلْعِ اللَّوْحَينِ ، فنَـزَلَ هُوَ وموسى . ولمَّا غادرا السَّفينةَ تابعا المسير ، فوَجَدَا غلمانًا وفتيانًا يلعبون ، وكانَ من بينهم غُلامٌ ضالٌّ كافـرٌ لصٌّ قاطعٌ للطَّريق ، كانَ يُفْسِـدُ ويُقْسِـمُ لأَبَوَيهِ أنه ما فَعَلَ ، فيُقْسِـمَانِ على قَسَمِه ويحميانهِ من العَسَاكرِ والنَّاس . فأَخَذَهُ الخَضِـرُ فأَضْجَعَهُ ثمَّ اقتلعَ رأسَه . فدَهِشَ موسى وكَـبُـرَ عليه ذلكَ الأمرُ .. قال الله تعالى (( فانطلقَا حتَّى إذا لَقِـيَا غُلامًا فقتلَه قال أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِـيَّةً بغيرِ نَفْسٍ لقد جئتَ شيـئًا نُكْـرًا . قال أَلَمْ أَقُلْ لكَ إنكَ لنْ تستطيعَ معيَ صبـرًا . قال إنْ سَأَلْـتُـكَ عن شيء بعدَها فلا تُصَاحبْني قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْرًا ))[الكهف].. وإنما وَصَفَ موسَى نَفْسَ الغُلام بأنها زَكِـيَّـةٌ ، وهي الطَّاهرةُ من الذُّنوب ، إمَّا لأَنها طاهرةٌ عندَه لأنه لم يَرَهَا قد أَذْنَبَتْ ، أو لأنها صغيرةٌ لم تَبْلُغِ الحِـنْـثَ .. وقولُ موسى لقد جئتَ شيئًا نُكْرًا معناه لقد فعلتَ شيئًا هو بحَسَب الظَّاهرِ مُنْكَرٌ .. أَكْمَلَ موسَى والخَضِرُ ، عليهما السَّلام ، طَريقَهما وانطَلقا حتَّى أَتَيَا قريةً وكانَ أهلُها بخلاءَ لِـئَـامًا . فاستطعما أَهْلَ القرية فلم يُطْعِـمُوهُمَا ، واستضافا أهلَها فأَبَوْا أنْ يُنْزِلُوهُما ضَيْفَيْنِ عليهم . فخَرَجَا منها ، وقبلَ أنْ يُجَاوِزَا القريةَ وَجَدَا جدارًا ضخمًا يميلُ نحوَ الأرضُ يَكَادُ يسقطُ وينهار ، فرَفَعَهُ الخَضِـرُ بيدَيه ومَسَحَهُ فاستقام واقفًا .. فاستغربَ موسى وقال :" عَجَبًا ، أَتجازِي بالإحسانِ قومًا أَساؤُوا لقاءَنا ، لو شئتَ لأَخَذْتَ على فعلكَ هذا أجرًا منهم نَسُدُّ به حاجاتِـنا " .. فقال الخَضِـرُ وقد تَيَقَّنَ أنَّ موسَى لنْ يستطيعَ بعدَ الآن صبـرًا :" هذا فِراقُ بيني وبينِـك ، سأُنَبِّـئُكَ بتأويلِ ما لم تستطع عليه صبـرا .. أمَّا السَّفينةُ فكانتْ لمساكينَ يعملونَ في البحرِ فيُصيبُونَ منها رِزْقًا يُعينُهم . وعَدَدُهُمْ عَشَرَةُ إخوة وَرِثوهَا عن أبيهم ، وكانَ عليهم مَلِـكٌ فاجرٌ يأخذُ غَصْـبًا كُلَّ سفينة سليمة تَمُرُّ في بحرِه ويتركُ التي فيها خَلَل . ولم يَكُنِ الإخوةُ على علمٍ بما يُرِيدُ المَلِـكُ فعلَه ، فأَظْهَرْتُ في السَّفينة عَيْـبًا حتَّى إذا جاءَ خُدَّامُ المَلِكِ تَرَكُوهَا للعَيْب الذي فيها . وهكذا كان ، تَرَكَهَا المَلِـكُ ، ثمَّ أصْلَحْـتُهَا لهم كما رأَيتَ بعدَ ذلك فانتفعُوا بها وبقيتْ لهم " .. ثمَّ أكملَ الخَضِـرُ كلامَهُ قائلاً :" وأمَّا الغُلامُ المقتولُ فقد كانَ كافرًا ، وكانَ أبواهُ مُؤْمنَينِ وكانا يَعْطِـفَانِ عليه ، فكَرِهْتُ أنْ يَحْمِـلَهُمَا حُبُّهُمَا له على أنْ يتابعاهُ على كُفْرِه . فأمرني الله أنْ أقتلَه باعتبارِ ما سيؤُول أمرُه إليه إذْ لو عاشَ لأتعبَ والدَيه بكُفْرِه . ولله أنْ يَحْكُمَ في خَلْقِه بما يشاء " .. وكانتْ أُمُّ الغُلامِ يَوْمَ قُتِلَ حُبْلى ، فوَلَدَتْ بنتًا كانتْ أرحمَ من الذي قَتَلَهُ الخَضِرُ .. وقيل أنه لمَّا كَبِـرَتْ هذه البنتُ أَدْرَكَتْ سَيِّدَنا يُونُسَ بنَ متَّى فآمَنَتْ به وتَزَوَّجَهَا فأنجَبَتْ عدَّةَ أنبياءَ ، فهدَى الله بهِمْ أُمَمًا كثيرةً . وكانت العبرةُ في قصَّة الغُلام أنه فَرِحَ به أَبَواهُ حينَ وُلِـدَ وحَزِنا عليه حينَ قُتِـلَ ، ولو بقيَ لكانَ فيه هَلاكُهُمَا .. فالواجبُ على كُلِّ امْرِئٍ أنْ يَرضَى بقضاء الله تعالى .. ثمَّ أكملَ الخَضِـرُ كلامَهُ قائلاً :" وأمَّا الأَمْرُ الثَّالثُ ، وهو الجدار ، فكانَ لغُلامَينِ يتيمَينِ في المدينة ، وكانَ تحتَ الجدارِ كَـنْـزٌ لهما من ذَهَب وفضَّة ، تَرَكَهُ لهما والدُهما الصَّالِحُ الذي كانَ يُؤَدِّي الأَماناتِ والوَدَائعَ إلى أهلها . ولمَّا كانَ الجدارُ هَشًّا متداعيًا غيرَ متماسك ولو سَقَطَ لضاعَ الكَنْزُ أَمَرني الله بإقامة الجدار ليَحْفَظَ على الغُلامَينِ مالَهما " .. ثمَّ قال الخَضِـرُ بعدَ أنْ بَيَّنَ لموسَى القَضَايا الثَّلاثَ (( وما فعلتُه عن أمري )) ، معناه : أنا ما فعلتُ ما فعلتُ باجتهادٍ منِّي ورأْيٍ وإنما فعلتُه بأمرٍ من الله .. وهذا يَدُلُّ على أنه نبيٌّ أُوحيَ إليه .. قال سَيِّدُنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم :" يَرْحَمُ الله موسَى ، لو كانَ صَبَرَ لَقُصَّ علينا من أَمْرِهِمَا " ، وفي رواية :" وَدِدْنا أنَّ موسَى كانَ صَبَرَ فقَصَّ الله علينا من خَبَرِهِما " .. رواهما البخاريُّ .. [/FRAME]
|
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |
|
![]() مشكوووووووووووورة حبيبتى |
|
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |
|
![]()
Nathyaa |
|
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |
|
![]() العفووووووووووووووووووووو |
|
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |
|
![]() :):) Nathyaa |
|
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |
|
![]() باارك الله فيييج وجزاج الله الف خير ويعطييج الف عاافيه وجعله في ميزان حسناتج يا رب أخووج دمـ العيون ـع أخــوكــم
دمــ العيون ــع ![]() أصــونـكـ .. تــخــونــ ![]() |
|
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |
|
![]()
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
منشد يتجه نحو الغنا | بنت_الامارات | المنـتدى العـام | 5 | 27-07-2006 02:12 AM |
أنسي الطرد من الشات | OK | منـتدى البـرامـج والشروحات | 14 | 24-07-2006 02:29 PM |
شعر رومنسي لكل شخص منسي | المرعب | منـتدى الشعـر وهمـس القـوافـي | 9 | 29-11-2005 08:07 AM |
أنصح بسبع أمور | بنت الامارات | المنـتدى الاسـلامي | 3 | 15-07-2005 04:35 AM |
بحيرة آنسي الفرنسية | بقايا الليل | منتدى السياحه والسفر | 15 | 16-05-2005 05:27 PM |
الساعة الآن 08:30 AM
|