الرئيسية     | الشروط والقوانين  | سياسة الخصوصية | اتصل بنا | الأرشيف |  RSS
  

 

يمنع منعا باتا طرح موضوع إعلاني دون مخاطبة الأدارة

 


العودة   منتدى الشبكة الكويتية > القـســـــــــم الثـقافــي > المنـتدى العـام

المنـتدى العـام مناقشة مواضيع العامه , والاحداث العربيه والعالميه

 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2005, 03:31 PM
الصورة الرمزية توفيق
توفيق توفيق غير متصل
عضو محترف
 




توفيق كاتب جديد
افتراضي مقال: ''التعددية '' بين قانون السّننية وواقعية التطبيق / فتاة الأمل

''التعددية '' بين قانون السّننية وواقعية التطبيق / فتاة الأمل







في خطى الإصلاح الذي تتداعى الحاجة إليه اليوم من اجل صد تقاطر التدخل الأجنبي من جهة ، ثم الحاجة الملحة إلى توحيد المجتمع ليكون مساهما فاعلا في حركة البناء الحضاري ، ومواكبا للتطور التقني والمعلوماتي مع توفير الجو الهادئ لإشعال جذوة الإبداع بكل صوره ... كل ذلك يحتم علينا كأمة (إسلامية عربية ) وكمجتمعات ( عربية إسلامية ) أن نعيد ترتيب البيت الداخلي لنمهّد للاستقرار أركانه القوية في وجدان وعقل الإنسان العربي السملم ، مع اليقين أن الثبات والاستقرار لا يتحقق بمظهر القوة الخارجي المتمثل في قوة العسكر والجيش ، أو قوة الاعتقال والنفي ، أو بطش الحاكم والمستبد ؛ وإنما صناعة القوة الحقيقية والفاعلة في ميزان الحضارة تنطلق من " قوة الفكرة " المرتكز على مبادئ تؤهله للجمع بين محلية الأصالة وعالمية المعاصرة ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن انتكاسة القوة الفكرية المستنيرة يجعل الإصلاح ضربا من العبثية أو ذر الغبار في عيون المعذبين ، لأن كل تغيير مهما كان طفيفا يرشح عن التفاعل بين المجتمعات الملونة سيحدث - ولاشك - بلبلة واضطرابا تموج فيه الهوية الأصلية للذات الفردية والمجتمعية
فتنعدم القدرة على التفريق بين ماهو معلوم من الثوابت بالضرورة ، وبين ماهو مساحة للعفو التي يستباح في فضاءاتها تداول الأفكار والاستفادة من معطيات التجارب الإنسانية من الشرق والغرب .
ومن أهم بنود الإصلاح لبناء الوحدة المجتمعية قبول (مبدأ التعددية )حيث يصبح المجتمع والوطن حق للجميع ، مهما تباينت المشارب الثقافية أو وجهات النظر ، هذا القبول يُملي على الفرد أن يصبح الحفاظ على بقاء ووجود الجماعة همًّا ينال منه الرعاية والحماية ، لأنه مرادف لحرية وسلامة الوطن والأرض المهد الأول للتعايش .
وقبل ان نستطرد في بحث ماهية التعددية المنشودة ، لابد من أن نشير إلى ان " التعددية " كمبدأ طبقت أول ما طبقت في المراحل الأولى لبناء الدولة الإسلامية من أجل توفير الضمان والأمان الاجتماعي الذي يفتح للدعوة والدولة الإسلامية الازدهار والانتشار . ففي المعاهدة الأولى التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم فور دخوله المدينة مايبرهن على رابط التعددية القابلة للتعايش في ظل اختلاف الدين والمبدأ ، فالمدينة كانت أمشاجا من عرقيات عدة ، منها عرقية الدم ممثلة في اليهود الذي لم يكونوا عربا في أغلبهم ، ورعقية الانتماء ممثلا في القبائل العربية التي ظلت عصية عن الدخول في الدين الجديد ، وظلت هاجسا لابد من كبحه حتى لا يضعضع طموحات الدولة الإسلامية الوليدة ، هنا كان رابط التعددية الذي جمع عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الجميع : هو رابط الأرض الشمتركة ، والآمال المشروعة ، فالجميع أهل أرض واحدة لاينسخ القادم الجديد مواطنة الساكن الأول ، كما أن كل الطوائف كانت تنشد الاستقرار المعيشي مما يوفرازدهار المناشط الحياتية المتعددة ( التجارة ، الزراعة ، الأمن ) .
ولم ير الرسول صلى الله عليه سولم حرجا في أن ينص في بنود المعاهدة على هذه الاختلافات الفكرية ، ولعله فقه المرحلة هو ما جعل القبول بالتعددية المساوية ( أو الند للند مع باقي أطراف المجتمع ) وسيلة لا غاية ، تمهِّد للانتقال إلى مرحلة الظهور ( ليظهره على الدين كله ) فكريا وعسكريا ، والذي تمثل في الغزوات والحروب كحرب الأحزاب وما استتبع ذلك من طرد يهود خيبر حتى خلصت الجزيرة العربية لدين واحد ظاهر يعيش فيه الطوائف الأخرى كأقليات لها حقوق وعليها واجبات .
مبدأ ( التعددية ) هو تطبيق عملي لقبول ( الآخر ) في حياتنا الفكرية سواء أكان هذا الآخر ، معارضا مناقضا ، أو محايدا ، او لديه بعض الموافقة وبعضا من المخالفة أيضا .
وفي مجتمعنا العربي اليوم ظهرت الكثير من الاتجاهات التي عملت على تقسيم المجتمع إلى عرقيات فكرية مثل : إسلامي ، ليبرالي ، تبليغي .. وكلا منها يحمل رفضا مسبقا للآخر انطلاقا من أيدلوجية انتصبت على مبدأ القمع والإقصاء ، لا القبول والحوار ، ولاشك أن هذا يجعل المجتمع نسيجا مهترئا ومرتعا وخما لأطماع الخارج .
إن التعددية التي يصنعها البشر في حياتهم هي فرع عن التنوع السنني الذي أراده الله في العالم المادي خلقا وتكوينا ، وعالم البشرية قدرا وكونا ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم والوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) الروم 22 ، ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) هو 119-118
لذا فإن محاولة غض الطرف عن قبول هذه التعددية إنما هو صدام مع سنة كونية ثابتة ، والإفشكال الحقيقي لا يتثمل في وجود التنوع والتعدد ولكن في كيفية التعياش مع التعدد .. وهذا هو مفصل القضية كلها !!..
وفي جانب آخر قد يسأل سائل : هل في مجتمع تحكمه الشريعة الإسلامية الواحدة يعتبر التعدد واقعا قائما أم أنه مجرد ترجمات لإملاءات أجنبية عن هوية مجتمعاتنا ؟ والأهم هو السؤال : هل التعددية التي تدعيها الأطراف المخلتفة هي تعددية المنهج والفكر حقيقية ، أم تعددية الشعارات وازدحام المسميات رغبة في إيجاد اللاموجود ؟
هنا نحتاج للتفريق بين مصطلحين : ( المجتمع الإسلامي ) ، ( الدين الإسلامي ) ، فنحن نسمح بتعدد المجتمع لا بتعدد الدين . إن المجتمع الإسلامي هو قالب يقوم على احتواء أفراده مهما اختلفت منطلقاتهم وتوجهاتهم ، وهذا التاريخ الإسلامي أكبر شاهد على تعايش التعددية ، أما الدين فهو المرجعية القيمية والفكرية المثالية للمجتمع ، بهذا نفصل بين الدين كنظرية محفوظة بأمر الله ، وبين المجتمع كتجارب تطبيقية واقعية قابلة للخطأ والصواب ، فالدين يخلق المجتمع ، ولكن ليس بالضررة ان كل أفراد المجتمع هم في درجة واحد ومثلى كما يريدها الدين .
وهذا يترجم لنا بعض جوانب الثراء الفكري للثقافية الإسلامية التي تراكمت عبر أطول عصور الحضارة الإسلامية القوية ، والحاكمة في زمانها فالمناظرات والمجادلات بين أهل الفرق والنحل المختلفة كانت تبعث الحيوية والتجدد في العقل المسلم بين أهل الاعتزال والإرجاءوالسنة والفلاسفة وغيرهم ، بل إنها أسست لمنهجيات علمية رفيعة القدر والأثر في تطور العلوم الشرعية خاصة ، والعلمية الطبيعية عامة ، ولعل هذا الزخم الفكري المتفجر في المجتمع كان السبب الأول في استيلاد ( ابن تيمية ) رائد المعقول والمنقول ، و( الغزالي ) الذي جمع بين الروح والعقل ورفض في تهافت الفلاسفة الكثير من شطحات الوثينية اليونانية .
وهنا تتبلور معالم التعايش للإطارات الفكرية المتعددة ألا وهو توفير ( المحضن الحواري الحر ) سواءا في المساجد على الصورة التاريخية السابقة أو من خلال مراكز الحوار المستقلة ، إذ لا داعي للخوف الذي يظن معه أن تواجد هذه الأطياف دليل على عبثية المجتمع أو حصول الفتنة في الدين ، بل لعل التعدد يشكل رافدا حيا في البعث العقلي والروحي المتين .
ففي الوقت الذي كان التوسع فيه أفقيا وعموديا في جسم الدولة الإسلامية ، كانت المساجد تزخر بحلقات النظر والجدل الذي يحكمه قوة الحجة وصحة المنهج ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) .
إذن قبول التعددية هو ظاهر صحية عقلا ونقلا ، ذلك أنه بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام انتهت عصمة فرد تمثل فيه المنهج بشكله النموذجي ، لتصبح العصمة هي عصمة المنهج ذاته ، فلا يتفاضل الأفراد حينها إلا بمقدار الاقتراب والابتعاد عن روح المنهج .
إذا رسَّخنا ذلك في المجتمع نكون قد أعطينا للحوار بعده الفكري وشرَّعنا الأبواب لتأسيس أدبيات جديدة في الخلاف ، وصار الإصلاح على بصيرة وبينة يتوسع من القاعدة صاعدا إلى القمة ، كما أن ذلك يوفر جو الأمان لمخلتف التيارات الفكرية بعيدا عن عشوائية التكفير وسياسة الإقصاء ، وبذلك نوفر للمجتمع طاقات فكرية أجدر أن تظل في سيل ألأمة عن أن يستغلها الآخر المعادي ثغرات يتسلل منها ، أو ان تتحول إلى أعداء من بني جلدتنا ولساننا .

قلم / فتاة الأمل

 

 

قديم 13-12-2005, 04:49 PM   رقم المشاركة : 2
VIP

AdminiStrator

 
الصورة الرمزية VIP






VIP متصل الآن

VIP كاتب مميزVIP كاتب مميزVIP كاتب مميزVIP كاتب مميز


افتراضي

الف شكر لك توفيق







التوقيع

قديم 13-12-2005, 08:47 PM   رقم المشاركة : 3
AL_3oooD
العضو الذهبي
 
الصورة الرمزية AL_3oooD






AL_3oooD غير متصل

AL_3oooD كاتب رائع


افتراضي

الف شكر لك اخوي توفيق على النقل







التوقيع

https://www.kwety.net/kwety1/q81/al_3ood.swf
ِ

Al_3oooD@MsN.CoM
قديم 15-12-2005, 10:27 AM   رقم المشاركة : 4
Nathyaa
من المؤسسين
 
الصورة الرمزية Nathyaa






Nathyaa غير متصل

Nathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميز


افتراضي

الف شكر للنقل اخي الفاضل







التوقيع

Nathyaa

قديم 18-12-2005, 05:05 AM   رقم المشاركة : 5
الكليب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الكليب






الكليب غير متصل

الكليب كاتب جديد


افتراضي

يسلمووووووووووووووم







مواضيع ذات صله المنـتدى العـام

مقال: ''التعددية '' بين قانون السّننية وواقعية التطبيق / فتاة الأمل



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية الكويتي (للمهتمين فقط) ابو فارج المنـتدى العـام 11 18-11-2006 02:55 PM
خبر عاجل ... زيادة ايام دراسة ا الطلاب في رمضان ... مهلا قبل التطبيق Nathyaa منتدى التربيه والتعليم 4 09-06-2006 12:30 PM
ادخل وصوت على اصدار قانون من الأمم المتحدة بتحريم الاستهزاء بالرسل Nathyaa المنـتدى العـام 2 14-04-2006 01:08 AM
قانون كرة القدم لدى الفتيات Nathyaa منـتدى كرة القدم 12 19-01-2006 05:32 PM
اصدار قانون تحديد المهر للخليجيات !!!! الشوق والدمعه منـتدى الأ ســرة 5 18-06-2005 10:48 PM

الساعة الآن 03:15 PM
جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML