التكنولوجيا الحديثة جعلت التعليم عن بعد أكثر سهولة
التعليم عن بعد في كندا: تجربة فريدة من نوعها

المساحات الشاسعة التي تتمتع بها كندا فرضت على الدولة الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية لتوسع من تعليم مواطنيها في المناطق النائية.
لم تستطع المساحة الكبيرة التي تتمتع بها كندا كثاني اكبر دولة في العالم أن تقف حائلا امام التواصل بين المدن والمقاطعات والقرى الكندية بمختلف مستوياتها فالجنوب يتواصل مع الشمال والشرق مع الغرب. واستطاعت التكنولوجيا التي تتميز بها كندا ان تحقق الاهداف التربوية التي ينشدها المسؤولون التربويون الكنديون بحصول اكبر عدد ممكن من السكان على حقهم في التعليم ومتابعته لاعلى المراحل الدراسية سواء لسكان المدن او القرى.
والتعليم عن بعد في كندا تجربة تستحق الوقوف باعتبارها رافد مهم للتعليم يوفر لطالبي العلم سواء داخل او خارج كندا ما يحتاجونه من معلومات ومواد دراسية وتفاعل مع الآخرين رغم المسافات الشاسعة التي تفصل بين المعلم والمتعلم.
ومجلس الدراسات الكندي يعتبر الجهة المشرفة في كندا عن التعليم عن بعد منذ سنوات حيث يقوم من خلال وسائل الاتصال الحديثة بتقديم هذه الخدمة للمدارس الكندية المختلفة ولطلبة الكليات والجامعات و المنظمات الثقافية والمتخصصين في الموسيقى.
وفرضت المساحات الشاسعة التي تتمتع بها كندا استخدام التعليم عن بعد في مختلف المناهج الدراسية . وتعتمد هذه الطريقة كما بين المسؤولون على الاتصال بالقمر الصناعي وشبكة الاتصال و الذي ساعد بدوره على إقامة اكثر من 150 مؤتمر عن بعد بالإضافة إلى اكثر من 500 درس موسيقي و حوالي 2500 نشاط تربوي آخر.
وتساعد هذه الطريقة الحديثة في التغلب على مشكلة عدم وجود متخصصين في بعض المناطق وخصوصا في بعض القرى التي تقع في أقصى الشمال والتي لا زال البعض منها يتحدث بلغة خاصة بعيدة عن الإنجليزية او الفرنسية باعتبارهما اللغة الرسمية المعتمدة في كندا.
وفى عرض مباشر أمام الضيوف تلقى مجموعة من الاطفال وعبر كاميرات الفيديو والتي يستطيع من خلالها الطرفان مشاهدة بعضهما عن طريق الشاشة التلفزيونية درسا في الموسيقى من مقر مجلس الدراسات الكندي حيث توجد مدرسة الموسيقى مع الطلبة الموجودين في احد القرى الشمالية.
واستطاع التعليم عن بعد ان ينقل للطلبة الكنديين عبر الشبكة ومن خلال الدروس التعليمية الموسيقى الصينية من بكين وهونج كونج وموسيقى البوب من سويسرا.
ولا يقتصر الامر على الطلبة اذ يستفيد منها المدرسين كذلك من خلال تقديم عدد من الدورات التدريبية لهم عبر الشبكة والاعتماد على مبدء العمل الجماعي الذي يوفر قدرا من التفاعل بين الاطراف المتصلة بالشبكة والتي لا توفر فقط المعلومة وانما تتيح الفرصة كذلك للتفاعل مع الحضارات والشعوب الاخرى. ويعتبر التعلم عن بعد دافعا لتعلم اللغات الاخرى حتى يستطيع المتلقي ان يتفاعل مع الاخرين من اعضاء الشبكة ويستفيد مما لديهم من خبرات.