فحولة الرجل في قبضة زوجته

"الشبكة " الكويتيه ديفــــــــــــــل
المحكمة المصرية ألغت حكماً بالطلاق للضرر كانت قد أصدرته بعد تعهد الزوج لزوجته بعدم اللجوء للمشعوذين والدجالين.
إن مسألة اللجوء إلى الدجالين ليست بالأمر المستغرب في البلاد العربية كلها؛ لكنها ربما تبدو أكثر فضائحية في مصرلأن قانون الضرائب فيها يفرض حصول الدولة على حقها في صورة ضريبة من دخل المشعوذ مهما كان مصدره، كما أن من حق مكتب المدعي الاشتراكي في مصر فرض الحراسة على أموال المشعوذين أو مصادرتها.
فمطاردة العفاريت أصبحت مصدر ثراء لمليون دجال مصري، بما معناه أن هناك دجالاً لكل 70 شخصاً، وإذا قارنا عدد الدجالين بعدد الأطباء في مصر فإنهم يتقلصون لنصف عدد الدجالين.
المهم أن أرباح هذه الفئة التي تدعي قراءة الكف وفك السحر، وصلت إلى 10 مليارات جنيه سنوياً، أي ضعف حجم الصادرات المصرية، الذي لم يتجاوز الـ 5 مليارات جنيه سنوياً، وأقل من حجم تجارة المخدرات، التي بلغت 16 مليار جنيه سنوياً، هذه ليست مجرد أرقام عبثية، بل هي صادرة عن دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر.
وإذا رجعنا إلى القضية التي ألغتها المحكمة المصرية، قد يستغرب البعض أن الطرف العالق بين أيدي المشعوذين فيها هو رجل، ذلك أن الإحصائيات الحديثة أثبتت أيضاً بأن الرجال يتقاسمون مع النساء في مصر غرام اللجوء إلى المشعوذين.
فالزوجة طلبت الطلاق بعد شهر من الزواج، وبعد أن اعتدى عليها زوجها سباباً وضرباً متهماً إياها مباشرة بأسباب عجزه الجنسي، حيث لم يترك مشعوذاً ولا دجالاً إلا واستشاره في أمره العصيب، وكلهم أكدوا له أن حالته ليست بسبب الفقر أو الوضع العربي المشين أو القهر أو الضغوط النفسية الحياتية اليومية، بل هي بسبب زوجته، التي بيدها أن تحوله بين ليلة وضحاها إلى عنترة بن شداد، أو تتركه قزماً ممسوخاً جنسياً لا يجرؤ على مد رأسه من مطلع حارته.
وقد أشاروا عليه بضرب زوجته حتى الموت علّه يُشفى من هذا البلاء الذي أصاب معظم رجالات الوطن العربي.
الزوج المهووس برجولته المفقودة راح يدعو المشعوذين إلى منزله، لإقامة جلسات خاصة له؟؟ غالباً ما تنتهي بضرب الزوجة لإخراج الجن من جسدها.
وبعد قضاء المحكمة بتطليقها للضرر الذي لحقها، استأنف زوجها الحكم، طالباً السماح، ومعترفاً بأنه وقع فريسة لهؤلاء الدجالين، الذين استنفذوا أمواله، وأنه لجأ لطبيب متخصص أكد له أن مشكلته نفسية، في حين وافقت الزوجة على الصلح مقابل تعهده بعدم اللجوء إلى المشعوذين مستقبلاً، يعني في حال شفي وانتكس في فترة النقاهة؟
هذه الحالة تكشف لنا مسألة تشوش الذهن العربي، بكل الأحوال، وإن كانت قضايا اللجوء للدجالين ليست جديدة باختلاف طرقها؛ لكن الحادثة تضعنا أمام تساؤل أنثوي محيّر ألهذا السبب يضرب الرجال في العالم العربي زوجاتهم؟ وإذا كان كذلك فهل نتوقع في المستقبل انتشار حالة أن يأتي كل زوج إلى بيته برجلين مشعوذين بحجة إعانته على ضرب زوجته لإخراج الجن من جسدها؟