أنهم يدنسون المصاحف
علماء في السعودية يصدرون بياناً لنصرة القرآن الكريم
الأمريكان وتدنيس مقدسات الأديان
خطاب للأمة في إبراء الذمة عن إهانة المصحف الشريف
العودة يطالب بمحاكمة المسئولين عن تدنيس القرآن
سقوط أمريكا من القلوب مؤذن بسقوطها من الواقع
إنهم يدنسون المصاحف .. ثم ماذا ؟
إلى ولاة الأمور والسدنة والكهان: السكوت في موضع الحاجة بيان
فداك يا كتاب الله
اقترب الفتح بعدما دنست أمريكا كتاب الله عز وجل
إن كانت أمريكا دنسته .. فنحن اشترينا به ثمنا قليلا ..!!
القرآن الكريم ،،، بين إهانتين !!!
--------------------------------------------------------------------------------
علماء في السعودية يصدرون بياناً لنصرة القرآن الكريم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
فإنه لا يخفى على كل مسلم -رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً- ما للقرآن من مكانة سامية في نفسه، وأنه يقدم نفسه وولده وعرضه وماله فداءً لهذا القرآن العظيم، حيث أنه كلام رب العالمين وهو حجة الله على الخلق أجمعين وهو سبب السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ولا يرضى أن ينال منه أو يحد من قدره أو أن ينحى عن حياة الناس فضلاً عن أن تناله إهانة أو أن يمتهن من أيدٍ نجسة.
وإننا قد سمعنا ما تعرَّض له الكتاب العظيم –القرآن الكريم– من إهانة على يد عسكر الأمريكان في معتقل الظلم والجبروت غوانتانامو في كوبا، ونبين في هذه الأسطر الموقف الواجب تجاه نصرة هذا الكتاب والغيرة عليه.
أولاً: لقد أجمع المسلمون على أن من تعرَّض للقرآن بامتهان أو بابتذال متعمداً فإنه مرتد خارج من الملة إن كان من المسلمين، وأن من تعرض له من غير المسلمين فهو محارب لله ورسوله، وأما من رضي بذلك أو بدر منه ما يؤيده فقد دخل في النفاق الاعتقادي فالراضي كالفاعل.
ثانياً: على جميع المسلمين الغيرة على كتاب ربهم والوقوف بقوة في مناصرته والعمل في جميع المحافل في بيان الموقف الرافض لمثل هذه التعديات السافرة على الكتاب الكريم، وعلى المجتمعات المسلمة تفعيل غضبها وغيرتها على كتاب ربها بالعمل الجاد المستمر في كشف نوايا المعتدي عبر المنابر الإعلامية المختلفة وتنشيط المقاطعة للبضائع الأمريكية ولا ينسى الخطيب واجبه الشرعي تجاه أمته في تبصيرها بخطورة الأمر وتحريك تفاعلها البناء مع كتاب ربها.
ثالثاً: لقد ظهر للعالم أجمع بعد هذا التصرف الظلم الواقع على أبنائنا في ذلك المعسكر الخارج عن قانون العالم وما يلاقونه من اضطهاد وبغي وعدوان دون توجيه تهمة إليهم فضلاً عن محاكمة عادلة لهم، وإذا أرادت أمريكا أن تسلم من هذا الغليان الشعبي الإسلامي بعد هذه الجريمة النكراء فعليها بإطلاق سراح هؤلاء المسجونين عاجلاً لعل عملهم أن يرفع شيئاً من ظلمها الذي نزل بأمة القرآن.
رابعاً: إنه لا ينفعنا اعتذار الخارجية الأمريكية ورفضها لهذا العمل أو ذر الرماد في العيون بإجراء محاكمة لمن فعل هذا الفعل فلنا في التاريخ معتبر، فقد رأينا محاكمتهم لأصحاب جرائم سجن أبو غريب فصدق عليها: تسمع جعجعة ولا ترى طحناً، ولا يرضي الأمة المسلمة في مثل هذا العمل إلا تسليمهم إلى محكمة تحكم فيهم بحكم الله العدل، فكتاب ربنا أغلى من الأنفس والمهج عندنا.
خامساً: لئن وصلت الإهانة من قبل أولئك الجند لكتاب من الكتب السماوية المقدسة فما بالك بالإنسان المحجوز عندهم؟! المسلوب حق الدفاع عن نفسه فلا بد من قيام الدول التي ينتمي إليها أولئك المسجونون في تلك البلدان بواجبهم الشرعي والقانوني في الدفاع عنهم والسعي لإطلاق سراحهم.
سادساً: إن لله الحكمة البالغة في الأمر كله ولعل من الحكمة في هذا الحدث أن بتقوية الولاء والبراء في قلوب المسلمين وتظهر أهميته لديهم وأن يتمسكوا به ويتذكروا دوماً أنه من أوثق عرى الإيمان وتجعلوا نصب أعينهم قول الله عن الكافرين وليعلم المسلمون أن سنة الابتلاء ماضية إلى يوم القيامة والعاقبة للتقوى وصدق (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد: من الآية4) وقوله (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ)(النساء: من الآية89).
ويتجلى في هذا الحدث وما تبعه تنامي الكره لدى المسلمين لدولة أمريكا وإجرامها وأن ما تصنعه اليوم في العالم هو ظلم مكشوف تعدى كل المعايير والقيم ولكن صدق الله (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية21).
سابعاً: ليتذكر المسلمون دوماً أن العداوات للقرآن قديمة ولكن العاقبة له كما قال الله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ، فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) (فصلت:26،27)
ولله الحمد من قبل ومن بعد فقد ظهر حفظه سبحانه لكتابه الكريم في صورة واضحة وهو ما رأيناه من تفاعل الأمة المسلمة مع هذا الحدث العظيم وظهور غيرتها على كتاب ربها ونصرتها له عبر المظاهر الإيجابية التي رأيناها في العالم الإسلامي.
والمهم هو استثمار هذا الحدث فيما يعلي شأنه الأمة، ويكشف خطط ونوايا أعدائها ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)(آل عمران: من الآية118) نسأل الله أن يحفظ أمة الإسلام، ويذل أعداءها في كل ميدان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الموقعون:
1) أ.د/ ناصر بن سليمان العمر.
2) د/ عبدالله بن عبدالله الزايد.
3) د/عبدالله بن وكيل الشيخ.
4) د/ محمد بن عبدالله الشمراني.
5) د/ موسى بن محمد القرني.
6) د/ إبراهيم محمد الجارالله.
7) د/خالد بن عبدالرحمن العجيمي.
8) د/ سليمان بن صالح الرشودي.
9) د/ عبدالله بن ناصر الصبيح.
10) د/ عبدالله النافع آل شارع.
11) الشيخ/ عبدالعزيز بن سالم العمر.
12) الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي.
13) الشيخ/ عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان.
14) د/ عبدالله بن إبراهيم الريس.
15) د/ خالد بن إبراهيم الدويش.
16) أ.د/ سعود بن عبدالله الفنيسان.
17) د/ وليد بن عثمان الرشودي.
18) الشيخ/ حمد بن إبراهيم الحيدري.
19) أ.د/ سليمان بن فهد العيسى
--------------------------------------------------------------------------------
الأمريكان وتدنيس مقدسات الأديان
بقلم: محمد حسن يوسف
يشاء الله أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتظهر فضائح جديدة لقطب الحضارة الإنسانية الأوحد في هذا العصر!!! فقد نقلت مجلة " نيوزويك " الأمريكية[1] عن محققين يتابعون ما يجري في معتقل جوانتانامو أن عسكريين أمريكيين يشاركون في عمليات الاستجواب للمعتقلين المسلمين قد وضعوا مصاحف في المراحيض لاستفزاز المعتقلين، وأنهم القوا في حالة واحدة على الأقل مصحفا داخل المرحاض.
لقد قالوها من قبل! إنها حرب صليبية جديدة على الإسلام!! حرب تباح فيها جميع المحظورات!! والمسلمون ما زالوا نائمين!! وهل يبقى شيء بعد وضع المصحف في المرحاض، ونزع أوراقه ورقة ورقة، وشد " السيفون " عليه؟!!! وإمعانا في المهانة، قام الجنود الأمريكيون بالتبول على صفحات المصحف الشريف وتدنيسه بأقدامهم لانتزاع الاعترافات من المعتقلين!!![2]
لقد وصلت المذلة بالمسلمين إلى الحد الذي يهان فيه أقدس مقدساتهم، ولا يفعلون شيئا!! لقد نزع الله المهابة من قلوب أعدائنا منا، وقذف في قلوبنا نحن الوهن. لقد تشبعت قلوبنا بحب الدنيا، لدرجة أن يتم تدنيس القرآن جهارا نهارا، ولا يتحرك المسلمون!!! تراجع أمر الدين في حياتنا، وأصبح اللهث وراء لقمة العيش هو الأساس الذي نتحرك من أجله!!
ولكن القصة لم تقف عند هذا الحد! ففور نشر القصة على صفحات مجلة نيوزويك، قامت الاحتجاجات والمظاهرات الصاخبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وكانت أشد هذه المظاهرات في باكستان وأفغانستان التي تئن من وطأة المستعمر الأمريكي!
وإزاء رد الفعل هذا، والذي لم يكن متوقعا، اضطرت كونداليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة، إلى التصريح بأن ازدراء القرآن الكريم شيء بغيض، وذلك في محاولة منها لتهدئة مشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض.
وفي هذه الأثناء، فاجأ الجنود الأمريكان في العراق العالم باقتحام بعض المساجد وتدنيس المصاحف برسم صلبان عليها. وقد بثت قناة الجزيرة شريطا يستنكر فيه الأهالي القاطنون بالقرب من أحد المساجد العراقية اقتحام بيت الله. وقد أشهر العراقيون المصاحف التي لطخها الأمريكان بصورة الصلبان.[3]
ثم تراجعت مجلة نيوزويك تحت ضغط الحكومة الأمريكية عن تقريرها حول تدنيس القرآن في معتقل جوانتانامو في كوبا، بعدما أثار موجة احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي.[4] فتحت عنوان: " كيف اندلعت النار "[5]، راحت المجلة تحكي قصة الانتهاكات " المزعومة " التي حدثت للقرآن الكريم في معتقل جوانتانامو!!
ولكن بالرغم من نفي مجلة نيوزويك لهذا الحدث، وتأكيد البيت الأبيض أن الواقعة لم تحدث، أكد مواطن أفغاني أمضى في معتقل جوانتانامو ثلاث سنوات أن المحققين في المعتقل كانوا يقومون باستمرار بتدنيس القرآن الكريم، مما دفع السجناء إلى الإضراب عن الطعام، مطالبين الولايات المتحدة بالاعتذار. وقال إن تدنيس القرآن كان يجري بشكل روتيني خاصة في الأيام الأولى للاعتقال. وأوضح أن المحققين كانوا يلقون نسخا من المصحف على الأرض ويدوسونها، ويقولون للمعتقل الذي يخضع للتحقيق إنه لا أحد يستطيع منعهم من ذلك!!! وأضاف أن المعتقلين احتجوا بأن أضربوا عن الطعام، ولم ينهوا إضرابهم إلا بعد أن قدم مسئولون أمريكيون كبار اعتذارا عما فعله المحققون.[6]
إن القصة بهذا السياق لا تخرج عن أحد ثلاثة احتمالات، أحلاهم مرّ كما يقولون:
الاحتمال الأول: أن القصة قد حدثت بالفعل وفقا لما روته مجلة نيوزويك أولا في عددها الصادر في 10/5/2005، وهو ما يغني عن أي كلام يمكن أن يقال عن راعية الديمقراطية والأخلاق في العالم!!!
الاحتمال الثاني: أن تكون القصة حدثت بالفعل وفقا لما روته مجلة نيوزويك أيضا، ولكن أرادت الحكومة الأمريكية امتصاص غضب العالم الإسلامي، لما رأت أن الشارع الإسلامي ما زال ينبض بالحركة، فأجبرت مجلة نيوزويك على نشر تكذيب لها في عددها الصادر في 24/5/2005. وهو ما يدلك على الممارسات الديمقراطية الحقيقية التي تقوم بها الحكومة الأمريكية، والتي تريد أن تنقلها لشعوبنا، من تكميم أفواه الصحافة وعدم نشر الحقيقة إلا من وجهة نظرهم هم!!! ثم يطالبوننا بهذه الديمقراطية!!!
الاحتمال الثالث: أن القصة ليس لها أساس من الصحة، كما اعترفت بذلك مجلة نيوزويك في عدد 24/5/2005. وهو ما يدلك على الأساس القوي الذي تقوم عليه صحافة العالم " المتحرر " من جميع الأخلاق والقيم!!!
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: والغيرة بفتح الغين, وهي في حقنا: الأنفة, وأما في حق الله تعالى فقد فسرها هنا ... بقوله صلى الله عليه وسلم: ( وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم عليه )، أي: غيرته منعه وتحريمه.
فإذا كان الله عز وجل يغار إذا ارتكب أحد المؤمنين محرما، فكيف ستكون غيرته سبحانه مع من دنسوا كتابه؟!
ويدلنا التاريخ كيف كانت غيرة الله مع من فكروا في هدم بيته. والقصة وردت مطولة في تفسير القرطبي لسورة الفيل، وأحاول هنا أن اجتزأها: وذلك أن ( أبرهة ) بنى القليس بصنعاء, وهي كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض, وكان نصرانيا, ثم كتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك, ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حج العرب. فلما تحدث العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي, غضب رجل منهم, فخرج حتى أتى الكنيسة, فأحـدث فيها.
فغضب عند ذلك أبرهة, وحلف ليسيرن إلى البيت الذي تحج إليه العرب بمكة حتى يهدمه. ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت, ثم سار وخرج معه بالفيل. وسمعت بذلك العرب, فأعظموه وفظعوا به, ورأوا جـهاده حقا عليهم, حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام. فخرج إليه رجل من أشراف أهل اليمن وملوكهم, فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة, وجهاده عن بيت الله الحرام, وما يريد من هدمه وإخرابه; فأجابه من أجابه إلى ذلك. ثم عرض له فقاتله, فانتصر عليهم أبرهة. ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك, يريد ما خرج له, حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له أهلها أيضا, ومن معهم من قبائل العرب; فقاتلوه فهزمهم أبرهة.
فلما نزل أبرهة بالقرب من مكة, بعث رجلا من الحبشة حتى انتهى إلى مكة فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم, وأصاب فيها ماتتي بعير لعبد المطلب بن هاشم, وهو يومئذ كبير قريش وسيدها. فهمت قريش ومن كان بالحرم بقتاله; ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به, فتركوا ذلك.
ثم إن عبد المطلب انطلق إليه, ومعه بعض بنيه, حتى أتى العسكر. وكان عبد المطلب أوسم الناس, وأعظمهم وأجملهم, فلما رآه أبرهة أجله, وأعظمه عن أن يجلسه تحته; فنزل أبرهة عن سريره, فجلس على بساطه وأجلسه معه عليه إلى جنبه. ثم قال لترجمانه: قل له: حاجتك؟ فقال له ذلك الترجمان, فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال له ذلك, قال أبرهة لترجمانه: قل له لقد كنت أعجبتني حين رأيتك, ثم قد زهدت فيك حين كلمتني, أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك, وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك, قد جئت لهدمه؟ لا تكلمني فيه. قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل, وإن للبيت ربا سيمنعه. قال أبرهة: ما كان ليمتنع مني. قال عبد المطلب: أنت وذاك. فرد عليه إبله. وانصرف عبد المطلب إلى قريش, فأخبرهم الخبر, وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في جبالها وشعابها, تخوفا عليهم معرة الجيش.
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة, وهيأ فيله, وعبأ جيشه. وكان أبرهة ينوي هدم البيت, ثم الانصراف إلى اليمن. فلما وجهوا الفيل إلى مكة, برك الفيل. وضربوا الفيل ليقوم فأبى, فضربوه في رأسه ليقوم فأبى. فوجهوه راجعا إلى اليمن, فقام يهرول ووجهوه إلى الشام, ففعل مثل ذلك, ووجهوه إلى المشرق, ففعل مثل ذلك, ووجهوه إلى مكة، فبرك.
وعند ذلك أرسل الله عليهم طيرا من البحر في جماعات عظام, مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجر في منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحدا إلا هلك; وليس كلهم أصابت. وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي جاءوا منها, ويسألون عمن يدلهم على الطريق إلى اليمن.
فخرجوا يتساقطون بكل طريق, ويهلكون بكل مهلك على كل سهل, وأصيب أبرهة في جسده, وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة, كلما سقطت منه أنملة أتبعتها منه مدة تقطر قيحا ودما. حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر. فما مات حتى أنصدع صدره عن قلبه; فيما يزعمون. وكان أصحاب الفيل ستين ألفا, لم يرجع منهم إلا أميرهم, رجع ومعه شرذمة لطيفة. وقيل هلكوا عن آخرهم!!!
اللهم انتقم لدينك وكتابك وعبادك المسلمين! اللهم انصر المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها! اللهم اقصم أعدائك أعداء الدين! اللهم آمين! آمين!!
يتــــــــــــــــــبع