إصلاح ذات البين:
الخلافات بين الناس واردة وهي من سنن الحياة ولكن من واجب المسلم أن يسعى لإصلاح ذات البين بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( افضل الصدقة إصلاح ذات البين ) حديث صحيح
الإصلاح لحقن الدماء شيء عظيم جدا لان الخصومة بين المسلمين تحلق دينهم فتؤدي بهم للعداوة والبغضاء والظلم والبغي والتعدي كان السعي بإزالتها بالإصلاح اعظم من الصلاة والصيام والصدقة والنافلة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة ) رواه أبو داود وهو حديث صحيح
يا أخي إذا أقسمت بالله العظيم انك ما تصلح ولا تتدخل في بين اثنين لشر جاءك من قبل و أتيحت لك فرصة التدخل بالمعروف كفر عن يمينك وتدخل لان الله عز وجل قال: (وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:224)
من أعظم النفع يا إخوان، الإصلاح بين المتخاصمين، فقد قال عز وجل: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:114)
فما بالك إن كان فساد البين قد وقع بين الأب وأبنائه، أو الأم وأبنائها، أو بين الأخوة أو الأخوات، أو ذوي القربى...
أما في حالة حدوث نشوز وخلاف بين الزوجين وعدم الوصول الى إصلاح ذات البين، فهناك وسيلة أخرى للعلاج يقول الله تعالى: “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا”.
بل وحتى للصغار الأطفال يشهدون في المدرسة خصومة الصغار فيما بينهم، فعليهم الإصلاح.
حتى ننال الأجر العظيم ونكون جميعا فيمن قال فيهم رب العالمين: ( فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم )، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( المسلمون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد ).
وختاماً أسرد لكم هذا الحديث العظيم:
عن أنس رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال: رجلان من أمتي جيئا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى، فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي، قال الله تعالى: أعط أخاك مظلمته، قال يا رب لم يبق من حسناتي شيء، قال: فليحمل عني أوزاري، قال ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء، قال: إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يحمل عنهم أوزارهم، فقال تعالى للطالب: ارفع بصرك وانظر في الجنان، فرفع رأسه فقال: يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا؟ لأي صديق هذا؟ لأي شهيد هذا؟ قال: هذا لمن أعطي ثمنه، قال: يا رب ومن يملك ثمنه؟ قال: أنت تملكه، قال: ماذا يا رب؟ قال: تعفو عن أخيك، قال: يا رب فإني قد عفوت عنه، قال الله تعالى: خذ بيد أخيك فادخلا الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأتقوا الله واصلحوا ذات بينكم، فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.
__________________
فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً
08-05-2005, 04:06 AM
المواضيع المتشابهه
