الخلافات الزوجية مطلوبة أحياناً !
يقول علماء نفس بارزون إنه حتى الازواج السعداء يخوضون مشاجرات من وقت لاخر. وتعتمد العلاقة القوية عادة بين الشريكين على قدرتها على إدارة صراع دون السماح له بتدمير الحب والاحترام المتبادلين. ويقول المتخصص في علم النفس ومدرب الاتصالات في برلين فرانك نايمان إن «حدوث شجار يرتبط بعلاقة صحية بين الشريكين مثل الضحك والحلم تماما». وفي كتابه الذي حقق مبيعات جيدة «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» حدد اخصائي العلاج النفسي الامريكي جون جراي مسائل الاموال والجنس واتخاذ القرارات والمواعيد والقيم ورعاية الاطفال وغسيل الصحون على أنها النقاط الرئيسية المسببة للشجار.
وتقول مونيكا راهن المتخصصة في علم النفس في بون كما ذكر موقع (ميدل إيست أونلاين) إن الرجال أكثر من النساء ميلا للنأي بأنفسهم عن المواقف غير المريحة من خلال «الاختفاء على سبيل المثال في قبو أو خلف جهاز كمبيوتر». وتقول أستاذة علم النفس نينا هينريكس بجامعة براونشفيج إن هذه الاستراتيجية من جانب الرجال لها ميزتها حيث أنها تجعلهم يشعرون أفضل من الناحية الجسمانية.
وقالت «مع النساء يحدث العكس. فكلما زادت المشاكل المعلقة والخلافات الخفية ساءت حالتهم الجسمانية والنفسية».
لكن بالنسبة للشريكين تكون هناك مشكلة إذا لم يجر التحدث عن المشاعر السلبية. فإذا جرى التعامل مع مسألة مرهفة في أجواء مفعمة بالتوتر فهذا عادة ما يؤدي إلى تصعيد.
وتقول هينريك «فالشريكان عادة ما يصرخان في وجه بعضهما ويتبادلان الاتهام. أو أن يبدأ أحدهما الصياح وغالبا تكون المرأة ويترك الاخر الغرفة وغالبا الرجل». وتقول عالمة النفس راهن إن النساء أيضا يتعين عليهن أن يقبلن بأن شريكها لديه الحق في تجنب الحديث في موقف حساس.
وأضافت «حتى إذا كان النقد مبررا فيتعين عليهن أن يتفهمن أن الشريك لا يمكن أن يكون مسئولا عن سعادة الفرد الشخصية في الحياة». ويحذر ناومان من الشجارات النموذجية التي يتبارى فيها كل من الشريكين ضد الاخر بالحجج الاكثر براعة. وقال «أي شخص مر بموقف مثل هذا حيث يمكن أن تؤدي الحجج الجيدة على سبيل المثال إلى انفعال أكثر. والطريق الوحيد هو البحث عن حل يتماشى مع كل طرف».
وتنصح عالمة النفس هينريك الناس بإظهار حل يتماشى مع مشاعرهم في تلك اللحظة وأن يعبروا عن رغباتهم. ويقول اخصائية العلاج راهن «أي شيء يزيد على ستة أسابيع لا يجب أن يصبح قضية».
ويتعين على المستمع بإيماءاته ووضع جسمه أن يعطي لشريكه المتحدث انطباع بأنه ينتبه حقيقة إلى كلماته الخاصة وتكرار ما قاله الطرف الاخر. وفي بعض الاحيان فإن ترديد سؤال: ماذا تقصد؟ يكون أمرا مساعدا. لكن اخصائي علاج مشاكل الازواج مايكل ماري يقول إن قواعد المباراة مثل هذه لا يمكن اتباعها في غالب الامر في الاجواء المشحونة بالانفعال.
وقالت «في بعض الاحيان تؤدي مشاجرة حقيقية إلى إثارة معلومات لم تكن لتظهر على السطح في الظروف العادية».
وتقول إن القواعد الحقيقية يمكن أن تساعد إذا كان أحد الشريكين لديه مشكلة في التعبير عن احتياجاته. وقالت إنه في غالب الوقت لا يمكن التحكم في مسار الخلاف. فمن العسير البحث في كل شيء تحت زاوية علاجية.
ويقول عالم النفس راهن إن السم الحقيقي في العلاقة هي العنف والادمان والانسحاب إلى العمل وتوقع إنه يتعين على الشريك الاخر أن يبدأ بتغيير نفسه أولا. ويقول اخصائي العلاج ماري إنه من الخطير مواصلة كل خلاف والسعي لحله. وقال إنه في العلاقة الزوجية من المهم السماح للأشياء أن تحدث. ويقول ناومان «الازواج الحقيقيون يتجنبوا محاولة حل كل مشكلة». وتوضح الدراسات إنهم يتعاملون فقط مع ثلث الصعوبات بينما يدمجون البقية في علاقتهم.