لا تحتاج الجراثيم إلى سيارات أو طائرات حتى تنتقل من مكان لآخر، بل 
الأسهل والأكثر شيوعاً لها، هو أن تنتقل مع اليدين.
تقوم اليدان بنقل البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والطفيليات من إنسان لآخر أو للإنسان نفسه مباشرة أو من خلال وسيط. إذ تنتشر هذه الجراثيم في كل مكان، وهي أكثر خطورة وانتشاراً في المدن والتجمعات السكانية أو الأماكن العامة مثل المستشفيات وأماكن العبادة، والمدارس، لكنها أقل انتشاراً في القرى والأرياف بسبب قلة احتكاك السكان، وتوفر أشعة الشمس التي تقتل الجراثيم بشكل فعال جداً.
لذا فإن الأمر مهم عندما يتم التخطيط للوقاية من الأمراض المعدية ومنها الإنفلونزا والبرد والالتهاب الرئوي في فصل الشتاء، وجراثيم الإسهال في فصل الصيف، أو فيروس الكبد (أ)، والسحايا وغيرها.
وتزداد خطورة العدوى عندما يتعرض الأطفال أو كبار السن أو الحوامل أو المرضعات أو الذين يعالجون بأدوية الكورتيزون أو بالأدوية التي تقلل المناعة.
إن الطريقة الرئيسية لانتشار الجراثيم هي من خلال اليدين من إنسان لإنسان، أو من الإنسان لنفسه، عندما يلمس عينيه أو أنفه أو أذنيه أو الجروح الجلدية أو من أي فتحة في الجسم إلى فتحة أخرى، لذا يجب الحفاظ على نظافة اليدين وغسلهما كلما أمكن ذلك عدة مرات يومية.
إن غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات يومياً يعتبر من طرق الوقاية الجيدة، والتي تضع الإنسان في أمان أكثر من الأمراض المعدية، إلا أن هذا لا يعني الاستغناء أو إلغاء الطرق الأخرى عند الحاجة.
شملت دراسة حديثة 62 متطوعاً و14 مستحضراً لتطهير اليدين منها: كلورهيكسيدين جلوكونيت chlorhexidine gluconate، وترايكلوزان triclosan ومادة كلوريد بنزِثونيوم benzethonium chloride، وقارنت فعلها المطهر بفاعلية غسل اليدين بالماء وحده، أو باستعمال الماء والصابون العادي، وقد رصدت النتائج بعد غسل اليدين مرة واحدة ثم رصدت خلال 10 مرات من الغسيل، لمعرفة أي الطرق أكثر فاعلية في قتل أو إزالة البكتيريا والفيروسات من اليدين.
النتائج متشابهة
أظهرت النتائج أن جميع المستحضرات، والماء والصابون، أو الماء وحده، قد أعطت نتائج جيدة في جميع الحالات، إلا أن المسحات (المناديل أو المحارم المطهرة) كانت أدنى فاعلية من باقي المستحضرات عند تنظيف اليدين مرة واحدة، ولكن بعد تنظيف اليدين 10 مرات تبين أن المسحات التي تحتوي أو لا تحتوي على الكحول أقل فاعلية من غيرها.
كان أفضل مزيل للبكتيريا هو المستحضر الذي يحتوي على كلورهيكسدين جلوكونيت، والمستحضر الذي يحتوي على مادة ترايكلوزان، والماء والصابون العادي أو الماء وحده، ثم المسحات أو المستحضرات التي تحتوي على الكحول، وفي الدرجة الأخيرة تلك المسحات التي لا تحتوي على الماء.
ماذا عن الفيروسات؟
كان أفضل مزيل للفيروسات تلك التي تحتوي على benzethonium، أو الماء والصابون أو الماء وحده.
ما نستخلصه من هذه الدراسة؟
إن أهم ما تخرج به الدراسة هو أن الماء وحده أو الماء والصابون لهما فاعلية تناظر فاعلية المطهرات غالية الثمن.
إن الوضوء المتكرر عدة مرات يومياً هو أفضل وسيلة رخيصة الثمن تقلل من انتشار الجراثيم من خلال اليدين، وهي نعمة من نعم الإسلام التي لا تحصى.
إن من أفضل ما تقدمه الأم لأطفالها منذ نعومة أظفارهم هو أن يتعودوا على غسل اليدين بالماء والصابون بعد الخروج من الحمام، وقبل الأكل وبعده، ثم عليها أن تحافظ على قص أظفارهم، لأنها (الأظافر) تحبس كثيراً من الطفيليات التي تخرج من فتحات الجسم ثم تدخله مرة ثانية عن طريق الفم من تحت الأظافر.
كيف ينظف الماء والصابون؟
يجرف الماء معه كل ما على اليدين من أوساخ وجراثيم عند جريانه على اليدين، بالإضافة إلى أنه مذيب جيد للمواد التي تذوب بالماء، أما الصابون فيقوم بتوزيع الدهون بين جزيئات الماء، ويحول الدهن إلى مستحلب كالحليب ليصبح سهل الإزالة بالماء، وفي النهاية تزول جميع المواد العالقة بسطح اليدين مع جريان الماء.
أضف تعليقك
02-04-2005, 04:24 AM
المواضيع المتشابهه
