لقاءات فنية مفتوحة وشائكة مع الراقصة المصرية دينا، لكن يبدو أن الظروف الصعبة التي مرت بها، جعلتها متكتمة ومتحفظة عن أمور شخصية ومهنية كثيرة. معها هذا الحوار.
يتردد أنّك تتّهمين الأخريات بالتشبّه بكِ. هل هذا صحيح؟
ــ هذه هي الحقيقة والكلّ يعلم ذلك حتى العاملات في هذا المجال. فأنا صاحبة مدرسة خاصّة في الرقص الشرقي، وثمّة راقصات محترفات لكنّهن لا يصلن الى ربع مستواي. لذلك أقول صراحة انّني خارج المنافسة منذ زمن بعيد.
لماذا لم نسمع هذا الكلام عندما كانت فيفي عبده على الساحة؟
ــ لو وجّه إليّ هذا السؤال منذ فترة لأجبت الاجابة نفسها، اذ هذه هي الحقيقة. فالرّقص لن يتوقّف بسبب ابتعاد راقصة عن الساحة.
لكنّ الساحة أصبحت خالية بعد انسحاب فيفي عبده؟
ــ لا أرغب في الحديث عن ذلك، فالراقصة مثل لاعب الكرة لا بدّ لها من أن تودّع الساحة عاجلاً أم آجلاً. وما حدث مع فيفي حدث مع غيرها، وأثناء وجود فيفي كنت أنا أيضا الأولى على الساحة الفنيّة والذي يؤكد ذلك سعري في الحفلات وحجم الطلب عليّ، وهذا الكلام ليس بالجديد.
ألم تتفوّق الراقصة الأجنبيّة على المصرية؟
ــ الراقصة الأجنبيّة تتعلّم الرّقص وتتقنه جيّداً، أمّا المصريّة فالرقص في دمها كما يقال. الراقصة الأجنبيّة لديها مناخ جيّد يشجّعها على إتقان هذه المهنة، ما جعلها تنافس الراقصة المصريّة الآن وبقوّة في عقر دارها.
هل تشجّعين الرّاقصة الأجنبيّة؟
ــ أنا أدرّب الرّاقصات الأجنبيّات سواء في مصر أم في الخارج لأنّني أرى أنّ الراقصة الأجنبيّة أكثر حبًا لهذا المجال وأنّها ستوليه الاهتمام اللازم. ورغم هذا العدد الضخم من الراقصات الأجنبيّات، إلا أنّ الراقصة المصريّة مطلوبة في الحفلات أكثر من الأجنبيّة. لكن بسبب الظروف الاجتماعية، ما زالت النظرة دونيّة الى الراقصة المصريّة.
ولكنّ الراقصة مسؤولة من خلال أفعالها عن تلك النظرة؟
ــ الراقصة قد تكون أكثر احتراماً من أيّ إنسانة أخرى، فليست كلّ راقصة على استعداد لتقديم نفسها لمن يريد أو يدفع أكثر، فهذه صورة خاطئة عن الراقصات.
وهل ساهم الفنّ في صنع هذه الصورة؟
ــ طبعاً. فالفنّ، وخصوصاً السينما، كان له الدور الأساسي في تشويه صورة الراقصة من خلال تقديمها على أنّها إنسانة لعوب كلّ همّها الحصول على المال أو الرجال. فالراقصة تقدّم دوماً في صورة الشريرة التي يجب التخلّص منها في نهاية الأحداث.
هل طلب ابنك اليك اعتزال الرقص؟
ــ ابني علي يحترم مهنتي وأنا سعيدة بذلك لأنّني ربّيته على احترام عمل الآخرين ما دام عملاً شريفاً. وهو لم يطلب اليّ يوماً أن أترك الرقص أو الفنّ عموماً، ويخبرني باستمرار أنّه فخور بي ويتحدّث عنّي أمام زملائه وهذا يسعدني كثيراً.
لماذا لم تشجّعي إنشاء نقابة للراقصات؟
ــ الهدف من هذا المشروع تحقيق أهداف شخصيّة. فكلّ راقصة كانت تريد أن تكون هي النقيب وتنسب الى نفسها إنشاء النّقابة. ومن وجهة نظري، فإنّ عدد الراقصات في مصر لا يستدعي إقامة نقابة ويكفي أن نلتحق بنقابة الممثلين لأنّ غالبيّة الراقصات يمثلن في أعمال فنيّة سواء في السينما أم التلفزيون.
ما هي آخر أخبارك الفنيّة؟
ــ إنتهيت من تصوير دور في مسلسل "حياتي انت" كما انتهيت أيضا من تصوير فيلم "عليّ الطرب بالتلاتة" مع ريكو وسعد الصغير ومحمد عطيّة، وأجسّد للمرة الأولى دوراً كوميديّاً سيكون مفاجأة للجمهور، وسأحيي حفلاتي الراقصة التي تأخذ كلّ وقتي إضافة الى تدريب الرقص.