[frame="13 10"]مثل أمس وزراء خارجية دول اوروبا واحدا واحدا عند اولمرت ولفني، واوصوا بحرارة باقامة قوة أممية في لبنان. كان لهم شرط واحد صغير هو أن تؤلف القوة من جنود دولة اخرى. فالألمان اوصوا بفرنسا؛ والفرنسيون بمصر وهكذا.
لست إخال أنه توجد اليوم دولة واحدة في الغرب تتطوع في طرح جنودها على جدار حزب الله. يكثرون في العالم الحديث عن النجاح النسبي للقوة الأممة المقامة بين الصرب والالبانيين في قطاع كوسوفو. لكن الطرفين هناك قد أتعبتهم الحرب، واتعبهم الارهاب وحلم حياتهم هو الاندماج في اوروبا، لا اخرابها. وشيء مخالف تماما هو أن تكون حاضنة لمنظمة العصابات المسلحة والاكثر تدريبا في العالم.
عندما كان هنا وفد دبلوماسيي الامم المتحدة، في الاسبوع الماضي، قال لهم اولمرت: لماذا تتحدثون عن قوة أممية، توجد قوة كهذه، اليونيفيل، وقد اصابها فشل كبير. كانت لفني مستعدة لبحث اقامة قوة كهذه، وتحفظ اولمرت. أمس، بإزاء وفد اللجنة الاستخبارية من الكونغرس الامريكي، تحدث اولمرت بايجاب عن قوة أممية. هل غير رأيه؟ لم يغيره كثيرا، لكنه أدرك أنه يجب عليه أن يوحي برؤيا ايجابية، وحل سلمي مقبول على العالم كله. هذا جيد للاعلام، وقد يوجد آخر الامر الساذج الذي يغرى بارسال جنوده الى احضان نصرالله وان يترك لاسرائيل اكمال العملية باحترام.
يتذكر قدماء حرب لبنان الاولى، ان بيروت في عام 1982 كانت مليئة بقوى اجنبية: المارينز الامريكي، وجنود فيلق الاجانب الفرنسية، وجنود ايطاليين بملابس عسكرية مبرقشة - وهي ملابس عسكرية لاءمت لعرض أوبيرة اكثر من ملاءمتها للحرب. الى ان قتل حزب الله في اولى عملياته الكبيرة بعملية انتحارية 241 جنديا من المارينز. أمر الرئيس ريغن قواته بالعودة من فورها الى البيت، وغاب معها جميع الاخرين. ارادت اسرائيل من البدء مشاركة دولية. كان هذا أحد الفروق بين العملية الحالية في لبنان والعمليات السابقة. ان القصف الكثيف لبيروت قد هدف من جملة ما هدف اليه الى اجتذاب انتباه العالم - وقد جذبه، وجذبه جدا الى درجة أن اسرائيل قد أصبحت، في اعلام اوروبا الغربية على الاقل، مجرمة حرب.
ولكن يوجد بعد كبير جدا بين ارسال وزراء الخارجية وارسال قوة عسكرية. العالم في 2006، وقد تعلم من تجربة لاذعة في العراق وفي افغانستان، لن يسارع الى ارسال جنود الى دول عربية او اسلامية. والاساس ان الولايات المتحدة قد فقدت جزءا كبيرا من أدوات ضغطها الكبيرة. تمثل كونداليزا رايس التي تصل الى هنا غدا سياسة خارجية لادارة مصفوعة فقدت عالمها في العراق. تستطيع ان تحاول الاقناع. انها لن تستطيع الاملاء.
عشية مقدمها تقترح جهات في وزارة الخارجية اجراء تقويم مجدد لعلاقات امريكا - سورية. السعوديون، الذين كانوا وكلاء سورية الى أن انجذبت تماما الى رعاية ايران، يشجعون هذا الاجراء. انهم يريدون اقامة ائتلاف سني، مشايع للغرب، مع مصر، والاردن وامارات النفط، لكبح جماح سلسلة نجاحات ايران الشيعية. على حسب صحيفة "نيويورك تايمز" امس يوشك وزير الخارجية السعودي والمستشار السعودي للامن القومي ان يطرحا اقتراحا بهذا الهدي على مسمعي الرئيس بوش في اللقاء الذي يفترض أن يجرى في يوم الاحد القريب. يتحمسون لذلك في وزارة الخارجية وهم في مجلس الامن القومي اقل حماسة.
رأى بوش سورية جزءا من محور الشر. في تشري الثاني 2003، عندما اقترح رئيس هيئة الاركان بوغي يعلون واللواء عاموس جلعاد على شارون الاستجابة لتوسلات الاسد للتفاوض، قال الامريكان لشارون: لا البتة. انت ستعطي الاسد شرعية. في شباط من العام الماضي، بعد مقتل رئيس حكومة لبنان الحريري، أمر بوش باعادة سفارة الولايات المتحدة من دمشق. انها لم تعد الى اليوم.
التقارب الامريكي السوري سيجبي أثمان. سيكون من الواجب على السوريين أن يقفوا امداد حزب الله بالسلاح. وسيكون من الواجب على الامريكان أن يضيقوا على اسرائيل للتفاوض على هضبة الجولان. هذا ثمن لست إخال اولمرت يستطيع الثبات له.
ويستطيع الامريكان السعي الى تذويب العلاقات بايران. ومهما كان الامر، فان التسوية في لبنان ستأتي من الخارج، لا من الداخل.
ان الامر الملح ليس هو اليوم الذي يتلو وقف اطلاق النار بل هو اليوم الذي يتلو اليوم الذي يتلو. لا تستطيع اسرائيل ان توافق على اعادة الوضع الى ما كان عليه. ولا تستطيع حكومة لبنان ذلك ايضا. يجب على جيش لبنان أن ينحدر الى الجنوب وان يكف جماح النشاط المستقل لحزب الله، ويجب على جهة اجنبية أن تؤيده من خلفه. يجب ان تتم اتصالات لاعادة المختطفين.
ان استمرار اطلاق صواريخ الكاتيوشا والصعوبات العسكرية الميدانية قربا الجمهور من معرفة ان التوقعات من العملية كانت مبالغا فيها. تشبه اسرائيل اليهودي الذي وعد بالقفز عن سقف السيرك. عندما علا السقف جمد في مكانه. قال النظارة لماذا لا تقفز. فرد لا يوجد ما يتحدث عنه عن القفز. السؤال هو كيف ننزل من هنا. [/frame]