عندما يتحول الجنس الى قيمية مركزية يدور في فلكها كل شيء ...الدين ...كرامة الانسان ..الحرية ...مصائر البلاد والعباد ....
عندما يعلو الهوس بالشرف المتهوم وحماية الاعراض المتورم الى حد الترهل ... عندما تتحول دعوى حراسة الفضيلة الى جسر لسحق كرامة الانسان وكسر ارادته والاعتداء على خصوصيته ...عندما يسود خطاب سلفي موغل في الشك والريبة ......عندما يرفض كل جديد بدعوى الحوف من نشر الفساد ونشر الرذيلة عندها حتما سينهار كل شيء في المجتمع حتى الشرف والفضيلة ويتحول البشر الى منافقين يحسنون بإتقان تسنم الاقنعة حسب المكان والزمان والحالة ...فلكل مقام مقال ولكل دور قناع ....اما خلف الكواليس وعند انحسار عين الرقيب يتم عنوة اقتراف كل المحرمات لان دائرة الحرام طالت كل شيء تقريبا ...فحولت العفوية الى تكلف ...والغريزة الى عار ...والحب الى رذيلة .
كانت نذر انهيار المجتمع نتيجة لهذا السلوك المتطرف ماثلة للعيان لكن مضى زبانية الباطل يرجفون بدعاويهم فنشروا امراض الشك والريبة في نفوس الناس الذين غدوا بين نارين ...نار طبيعتهم البشرية ونار محرمات وفتاوى تقدم لهم على انها شرع الله ودين الحق وطريق الاستقامة وجادة الفضيلة فمن حاد عنها فهو لاشك هالك ...
ولهذا فإن هذا الخطاب الشكاك المغرور لايخطر بباله ان سفينة المجتمع التي يدندنون حولها سيخرقها اكل اموال الناس او التلاعب بالدين وتطويعه لمصالح فئة معينة ...سفينتهم لايخرقها انتهاك كرامة الناس وسحق حرياتهم ...سفينتهم لايخرقها تعطيل نصف المجتمع ورميه بالفساد ابتداء واعاقته عن العيش بكرامة ...سفينتهم لايخرقها التحالف المقيت بين المتنفذين واصحاب اللحى والبشوت المذهبة والشرهات التي تستقطع من بيت مال المسلمين ...سفينتهم لايخرقها خلو السائقين الاجانب بنساء هذا المجتمع المسكين ...
سفينتهم لا يخرقها محاولة الكثيرين خلق العداوات مع الاخرين حتى مع ابناء الوطن
لا يخرق سفينتهم سوى صورة (علج) وضعته شركة موبايلي على احد اعلانتها ...لايخرق سفينتهم الا مشاهدات مأفون مسكون بالشك في احد البنوك او المجمعات التجارية حيث الاختلاط الذي حرموه من عند انفسهم اتباعا لهوى واستجابة لشياطين شهواتهم ونيران شكوكهم...سفينتهم لايخرقها إلا محاولة شاب مراهق (ترقيم) بنت ...سفينتهم لايخرقها إلا وجود محلات بيع الموسيقى والافلام ..سفينتهم لايخرقها سوى وجود دور للسينما من اجل الترفيه البريء..
أرأيتم مدى تفاهة القوم ؟؟!!...أرأيتم كيف أن تفكيرهم غالبا يبدأ من تحت السرة .؟؟!!.لقد باعوا كل شيء ..الدين والدولة وكرامة الانسان من اجل شهوة الشك والريبة والذي حولوه إلى مفرزة لقبول او رفض كل شيء ..بما في ذلك الفتاوى ..واسألوهم ان كانوا ينطقون عن موقفهم من الفقهاء المخالفين لهم في امور من صميم شرعتهم كالغناء وكشف الوجه وغيرها ...ستجدون الانتصار البربري للشك والريبة والاعراض المتعمد عن آيا ت الله ..
تلك خواطر انسكبت في يراعي من مشاهداتي لما يكتبه اهل الساحات سيئة الذكر لعل الله يكشف غمتهم عن البلاد آمين