ورع كاذب و حياء مزيف
الورع من الإسلام وقد امرنا به الرسول الكريم قائلا
كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا وأحسن مجاورة
من جاورك تكن مسلما
قال الفقيه السمرقندي في تعريف الورع
الورع الخالص أن يكف بصره عن الحرام ويكف لسانه عن الكذب والغيبة، ويكف جميع أعضائه وجميع جوارحه عن الحرام
ولكن ديننا كما يحض على الورع أيضا يحض الإنسان أن يكون قويا
المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير
و الورع مثل سائر الأعمال الصالحة التي يتقرب فيها الإنسان إلى الله عز وجل لابد فيها من الإخلاص
ذكر ابن الجوزي أن امرأة من الصالحات كانت تعجن عجينه فبلغها وهي تعجن موت زوجها
فرفعت يدها منه وقالت هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء
وأخرى كانت تستصبح فجاءها خبر زوجها ، فأطفأت المصباح وقالت هذا زيت قد صار لنا فيه شركاء
ولابد أن يكون الورع بعيدا عن رياء الناس
ولا يكون الورع إلا بما أمر به الإسلام
فإذا غض الرجل بصره في عرض الطريق مخافة أن يقع بصره على امرأة فيكسب ذنبا ويظل غاضا لبصره
حتى تأتى سيارة مسرعة تدهسه تحت عجلاتها
هل يصيرا هذا ورعا؟ وهل نسمى هذا الرجل ورعا؟
أليس هذا الورع في غير محله؟
ألا نقول انه ورع كاذب
وكذلك الحياء شدد عليه رسولنا كثيرا قائلا
الإيمان بضع وستون شعبة ، والحياء شعبة من الإيمان
ويقول الصحابة
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءا من العذراء في خدرها
والحياء لا يمنع الناس معيشتهم
ولم يمنع الحياء أم سليم الأنصارية أن تقول يا رسول الله: إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل
إذا هب احتلمت ؟ فيقول لها رسول الله _ ولم يمنعه الحياء _ " نعم إذا رأت الماء
و يقول الشاعر في الحياء
إذا لم تخش عاقبة الليالي
ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
وكذلك الحياء يكون في محله أيضا
هل عدم رد الزوجة على التليفون بحجه أن رب البيت غير موجود وربما المتصل هو رب البيت نفسه أو
أبيها أو أخيها متسائلا عن ظروف طفل مريض بالبيت وإصرارها على عدم الرد يعتبر حياءا؟
أم نقول انه حياء مزيف
علينا أن ننقى حياتنا من الشوائب ونسير حسب قرآننا وسنه رسولنا حتى لا نقع في دائرة الغلو
ولا نكون تحت وصف
ورع كاذب و حياء مزيف
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
07-04-2006, 09:45 PM
المواضيع المتشابهه
