تجلس وحيدة في شرفتها الصغيرة..حزينة..وحيدة..لايوجد في الدنيا كلها مايمكن أن يخرجها من هذا المزاج السوداوي.. كل يوم نفس الجلسة ونفس الذكرى.... نفس الذكرى..
ترجع بذاكرتها (5)سنوات إلى الوراء عندما كانت في الثامنة عشرمن عمرها ... هي رائعة الجمال بكل معنى الكلمة .. تعشق الحياة.. إلى أن......... دخل هو في حياتها فجأة
(كانت تتحدث في الهاتف مع حبيبها عندما جاء والدها ليأمرها أن تنهي المكالمة بسرعة ليتكلم معها في موضوع مهم) ...
تساقطت دموعها عند هذا الحد من الذكرى..
لم تستطع مقاومة الدموع.. إنها اللحظة التي دخل فيها زياد حياتها ..
أخبرها والدها أنه تقدم لها رجل أعمال مهم يدعى (زياد)يكبرها تقريبآ بعشرة أعوام..وأخذ ينظم قصيدة شعرفي أخلاقه وخصاله........... وأنه........... وافق.
تذكر وقتها إنهيارها وصراخها وبكاؤها ... لا ياأبي...لاأريد ..أرجوك..لا أريد أن أتزوج..
تذكرحلمها.. حلمها بأن تتزوج شاب تربطها به علاقة حب جميلة ..... ولقاءات خاطفة.... ومكالمات ساهرة .....ورسائل معطرة.. كما تسمع بشغف من صديقاتها ...... كانت تحلم باليوم الذي تقابل فيه فارس أحلامها الوسيم .. ويقع في حبها من النظرة الأولى .. ويرسل لها الورود الحمراء وعبارات الغزل ..........
وفي ذلك اليوم حطم (زياد ) حلمها .. وأصبحت زوجته ....
عند هذه اللحظة من الذكرى .. تعالت شهقاتها ....
تذكرت يوم زفافها كيف وعدت نفسهاأن تجعل المدعو زياد يعيش في عذاب الجحيم.... كانت تردد في نفسها تبآ له كم أحتقره..كيف يتزوجني وهو لم يرني في يوم من الأيام؟؟؟
ولم يتكلم معي!!! ولم يتعرف علي ويحبني!!!!
ياله من رجعي أحمق لا يريد سوى جارية....... أفسم أن يدفع الثمن)
ومرت الأيام وزياد يحاول إرضاء زوجته الجميلة النافرة.. يحاول ويحاول
ولا فائدة ..إنها تزداد تجبرآ وغرورآ يومآ بعد يوم ..
يحاول أن يكبت غضبه منها .. فيراها وهي تبدي إعجابها بالممثلين والمغنين عندما يكون معها..ويرى علامات القرف على وجهها عندما يقترب منها..ويرى رفضها لأن يوصله للجامعة بنفسه
كي لايراها أحد معه..
بل إنها ترفض الخروج معه بتاتا فهي تعتبره كالعار أو الفضيحة أمام أصدقائها..
ورغم ذلك خلق لها شتى المبررات مثل ( صغيرة ... مدللة .. سوف تكبر وتعقل)
إلى أن جاء اليوم الموعود ..
ضبطها وهي تقرأ رسالة إعجاب من شاب .. ضبطها وهي متوردة الخدين
لامعة العينين .. ضائعة بين سطور العشق والغرام ...
أحس زياد بالجنون نفسه.. أنفجر بأقوى ما ينفجر الإنسان
(أيتها الحقيرة الخائنة أوصلت معك إلى هذه الدرجة؟؟!!)
ويالذهوله.. نظرت إليه ببرود وبكل وقاحة قالت:
(نعم.. أكرهك ..ولست حقيرة ..بل أنت الحقير..كيف ترضى أن تتزوج فتاة لا تعرفها ولم ترها ..
ولاتكن لها أي مشاعر..إنك لا تريد سوى جارية تخدمك مثل أبيك وأبي وكل الرجال من أمثالك.. إنك لا تريد فتاة تبادلك الحب وتشاركك الحياة..
فلا بد أن لديك طابور من الحبيبات..وأنا مجرد خادمةطلبت من أهلك أن يجدوها لك ... طلقني إن كانت لك كرامة)
تذكرت حرارة الصفعة التي تلقتها مقرونة بهذه الكلمات ,,,
قبل أن أقولها لك ..أحب أن تعرفي شيء واحد ..لقد رأتك أختي في أحدى المناسبات قبل (3) سنوات .. وأخبرتني عن حسنك وجمالك وهدوئك..ولكنك كنت صغيرة فقررت أن أنتظرك ..ثلاثة أعوام وأنا أحلم بك كل ليلة أيها التافهة المغرورة..أحببتك دون أن أراك وعددت الساعات لكي أخطبك وتكوني زوجتي..
ولم أرى داعيآ لأن أكتب لك رسائل الحب يازوجتي العزيزة..فقد خفت على طهارتك ونقاوتك.. أن يدنسها أي شيء... ولكنك الآن ....لاشيء
ولا تستحقين أي شيء...إذهبي لتنعمي برسائل الحب والغرام.......
أنت طالق)
توقفت ذكراها عند هذا الحد.....
آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا زياد ... أين أنت .. اشتقت لرجولتك... اشتقت لحنانك ... اشتقت لكلماتك المقتضبة .. يالتفاهتي
وقلة عقلي .. لقد ضاع مني أروع رجل في العالم... أين هم المعجبين الذين أغرقوني بحبهم ..من هذا الرجل العظيم ..
إنه حتى لم يخبر أبي عن السبب في طلاقنا ... واحتفظ به لنفسه ..
لقد سمعت بزواجه العام الماضي ..وأنه ينتظر صبيآ ..لابد أن زوجته جميلة جدآ ..وطفله .. لابدأنه وسيم ونبيل كوالده..
آآآآآآآآآه .. ماأشقاني ..وحيدة لا أحد ينظر إلي .. مطلقة المجتمع كله يرفضني ..ولكنني أستحق ... نعم أستحق كل مايجري لي ....
عندها .......
وضعت رأسها على ركبتيها .. وغرقت في نوبة مريرة من النحيب ....
ككل يوم
25-03-2006, 11:16 AM
المواضيع المتشابهه
