أ. د. هند بنت ماجد الخثيلة
تظل المملكة العربية السعودية مركز التوازن العربي والإسلامي الإقليمي، وتبقى حاملة راية السلام.. والتآخي والتآلف، بالرغم من كل الحاسدين والحاقدين، والمملكة إذ تتبوأ هذه المكانة الرفيعة بحكم ثقلها السياسي والاقتصادي والجغرافي، وبفضل قيادة حكيمة تعرف كيف تمنع الجرح، وكيف تداويه إن وقع.
إن الغيرة والأخوة وحدهما يقفان وراء انشغال القيادة السعودية بالمشكلة السورية اللبنانية التي نتمنى أن تكون طارئة عابرة وإلى زوال في القريب العاجل، دون أن تنتظر مديحاً من أحد ولا لوماً من لائم، همها الوحيد أن تجنب الأشقاء في البلدين الشقيقين العنت والضرر الذي قد يصيبهما لا سمح الله إن تكالبت عليهما قوى البغي والشر.
وحين تتقدم القيادة السعودية بورقة للم الشمل، ومداواة الجروح، فإن ذلك يعني حرصاً صريحاً على تجنيب المنطقة ككل أية تبعات لتفاقم الخلاف بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان، تلك التبعات التي يمكن أن تكون معلبة وجاهزة، في انتظار لحظة الانفجار الكبير لا سمح الله.. وأعتقد أن في هذا سبباً كافياً لأن تقف القيادة الرشيدة في المملكة هذا الموقف الرشيد.
وإذا كنا جميعاً نعي حقيقة ما يحدث، وحقيقة ما يدبر في السر والعلن لإخراج وضع المنطقة ككل إلى ما يمكن تسميته (مشاعية) الشكل والمضمون، فإنني أستغرب بعض المواقف المشبوهة لبعض الذين بدأوا برهن أنفسهم للعابثين بمصير المنطقة وشعوبها.
فأي مبرر يمكن أن يتذرع به هؤلاء الذين رفضوا الورقة السعودية دون أن يروها أو حتى يناقشوهاً، مدّعين أنها ورقة سعورية، في الوقت الذي يعلن فيه وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل عن أن هذه الورقة سعودية شكلاً ومضموناً؟!
ما الهدف إذاً من وراء هذا التشكيك في مصداقية الموقف السعودي، وتبنى العداء الصارخ للأشقاء، وتبرئة إسرائيل وأعوانها من كل ما يدور، بل وإخراجها من خانة الأعداء، والارتداد على الأهل والدين والقيّم؟!
لقد كان حديث صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز مع محطة فضائية لبنانية (new tv) واضحاً وصريحاً ووضع الكثير من النقاط على الكثير من الحروف العادية، وبيّن بما لا يدع مجالاً للشك أن حرص المملكة على أشقائها هو الذي يأتي في المقام الأول، وأن هناك من جند نفسه ليزيد عدد الحروف غير المنقوطة، ويتأبط الشر لأهله وأشقائه، دون أن يراعي حرمة الأهل والجار.
تبقى سوريا عربية حرة أصيلة، ويظل لبنان عرين الانتماء لهذه الأمة المجيدة، وسيطلع الفجر قريباً بإذن الله وينكشف هؤلاء الذين حملوا معاول الهدم، وشرعوا في ذرّ بذور الفتنة والشر في الأرض الواحدة والأمة الواحدة.
تبقى المملكة العربية السعودية بقيادتها المخلصة وأهلها الأوفياء سياجاً آمناً للأمة، وحارساً متيقظاً لهذه الأرض الطيبة.. وليبقى هؤلاء الذين ينعقون في الخراب في أوكارهم حيث كانت في الشرق أو في الغرب، فجسد الأمة الواحد يتداعى بالسهر والحمى إن أصيب أي عضو فيه.. أما ما كان فاسداً من الأيادي الخبيثة والضمائر الغائبة، فإن التاريخ كفيل بأن يفتح لها سود الصفحات ليرقمها في سطور الغدر والتفريط.. وعمى البصيرة... وتاليتها؟!!
01-02-2006, 10:57 AM
وتاليتها؟!!
المواضيع المتشابهه
