[frame="5 80"]أدركوا جدة قبل أن تغرق من إنفجار بحيرة المسك
كثر الكلام عن مشاريع الصرف الصحي من عشرات السنين ولا زالت جدة تعاني من إنعدام هذه الخدمة في أكثر من 90% من أحياؤها ، حتى أصبحت مياه الصرف الصحي يتم سحبها من المنازل عبر سيارات الشفط ومن ثم تفريغها في بحيرة المسك والتي تقع شرق الخط السريع تلك البحيرة التي تسببت في وجود أوبئة للمدينة مثل حمى الضنك وغيرها من الأمراض الغامضة التي آنتشرت أخيراً في جدة مثل إلتهابات التنفس والحلق ، ومن سنوات لوحظ وجود شروخ وتشقق في جدران ذلك السد وكتب عنه عدة تقارير وأنه قابل للإنفجار في أي لحظة وأن مياه تلك البحيرة سوف تغرق جدة بأكملها خصوصاً الناحية الشمالية الغربية منها مروراً بشارع التحلية والأحياء المتفرعة منه شرقاً وغرباً ، وسبق أن عملت عدة ندوات تبين ذلك الخطر ولا زال أهل جدة في نوم هادئ حتى تحين ساعة الصفر .
جاء في جريدة عكاظ قبل عام تقريباً بتحقيق : أحمد سعيد مصلح ما قوله :
* توقع الدكتور علي عدنان عشقي من كلية علوم البحار بجامعة الملك عبد العزيز بجدة أن تحدث تلك البحيرة الاصطناعية هزات أرضية محدودة.
أما المتنبئ الجوي عبد الله الجازع مقدم النشرة الجوية من رئاسة الأرصاد وحماية البيئة الذي يسكن في حي التوفيق بجدة قريبا من بحيرة المسك المشهورة فإنه يرى أن تلك البحيرة تسبب أكبر تهديد لمحافظة جدة من عدة نواح ويقول:
هناك مخاوف كبيرة من حدوث انهيار لبحيرة الصرف الصحي وبالتالي من الممكن أن تداهم مياهها محافظة جدة وتغرقها في أي لحظة وبخاصة أثناء هطول الأمطار الغزيرة.
كذلك يخشى من تسربها إلى المياه الجوفية لأن تلك البحيرة تحوي كميات هائلة من مياه الصرف الصحي وتتسع بشكل يومي لتتفاقم المشكلة معها بحيث يصعب السيطرة عليها، ويمكن ملاحظة ذلك من ارتفاع منسوب المياه الجوفية في أحياء الربيع والسامر والمروة القريبة من المطار ما قد يؤدي إلى انهيارات في التربة والمباني لا سمح الله.
المشكلة الثالثة هي الروائح الكريهة التي تنبعث من تلك البحيرة التي تزاحم السكان على مساحة أراضيهم، ومن خلال التلوث البيئي الذي تنشره ويسبب أمراض العيون والحساسية الصدرية وغيرهما خاصة أثناء فصل الصيف حيث تهدأ الرياح وتعبق الروائح الكريهة في الأجواء لتخنق سكان تلك الأحياء.
وأشارت دراسات قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية إلى أن سطح تلك البحيرة ارتفع إلى 125 مترا فوق مستوى سطح البحر وباتت تحجز نحو 17 مليون متر مكعب من المياه الآسنة نتيجة التفريغ اليومي المتكرر لذلك العدد الهائل من صهاريج مياه الصرف والمجاري فيها بعمق يصل إلى 7 أمتار في بعض المواقع، وقد سدت أطرافها بالرمل للمحافظة على مخزونها في المساحة المحدودة التي من الممكن أن تفيض وتتسبب في انهيار أي جزء منها وتدفق مياهها نحو الأحياء القريبة منها وحدوث الكارثة.
ولقد راقبت هيئة المساحة هذه البحيرة ووضعها مع الزيادة في مخزون المياه التي تشكل خطرا كبيرا على مدينة جدة، وبدأت في متابعة التغيرات الديناميكية في الموقع وأوصت بضرورة حماية المدينة من الملوثات الجوفية والسطحية عن طريق إنشاء سد رئيسي في مدخل وادى العصلاء لمنع دخول المياه الجوفية الملوثة إلى داخل جدة.
وأشار تقرير إلى أن حمولة المياه الملوثة التي كانت تفرغ في البداية لم تكن تتجاوز 5 آلاف متر مكعب يوميا ثم تضاعفت الكمية تدريجيا إلى أن وصلت إلى 30 ألف متر مكعب يوميا، والموقع الحالي للسد يقع ضمن حوض بني مالك الذي يصرف مياهه باتجاه الغرب، والتوافد اليومي لكميات مياه الصرف شكل مجرى مائيا يشبه النهر المتدفق، الأمر الذي استدعى من أمانة جدة إنشاء الحاجز الترابي، وأوضحت الهيئة أن طريقة تنفيذ الحاجز الترابي لم تتم وفق المفاهيم والأسس المتبعة في هندسة السدود خاصة أن ارتفاع البحيرة وصل إلى 125 مترا فوق سطح البحر وبلغت الأبعاد الهندسية لجسم السد الترابي القائم 1300 مترا طولا و18 مترا عرضا وبارتفاع 10 أمتار وخلصت الدراسة إلى إمكانية انهياره في أي لحظة ما استوجب إقامة السد الرديف.
وهذا خبر نشر في جريدة المدينة بتاريخ 19ـ محرم ـ 1426هـ وكان عبارة عن ذر الرماد في العيون والمشكلة لا تزال للآن .
المدينة 16 ـ محرم ـ 1426هـ
دكتور ـ سالم سحاب
الثلاثاء الماضي 25/10 زف معالي امين محافظة جدة بشرى لساكنيها تعد حقاً انجازاً جديراً بكل احتفاء، فقد ولى زمن ضخ مياه الصرف الصحي الخام في بحيرة المسك الواقعة شرق محافظة جدة. اما البديل فهو محطة تنقية جديدة تتولى
استقبال ''الوايتات الصفراء'' وما تحويه من ''بلاوي متلتلة'' وقال المهندس عبدالله المعلمي ان طاقة محطة التنقية تبلغ 30 ألف متر مكعب يومياً يتم إعادة تدويرها إلى مياه صالحة لاغراض الري والزراعة. واذا كانت بحيرة المسك قد ملأت حياة سكان جدة نكداً وحزناً، فان خبراً بمثل هذا الحجم سيعيد لهم شيئاً من الطمأنينة والبسمة، وسيعطيهم كثيراً من الامل لمستقبل أكثر اشراقاً في جدة.. العروس التي شاخت وشاخت في ظل إدارات سابقة لم تعطِ لجدة حقها من الاهتمام والرعاية اللائقة. واستمعت مساء الثلاثاء نفسه إلى بشرى أخرى عاجلة مفادها ان البحر سيسعد هو الآخر بالتخلص من محتويات ''الوايتات الصفراء'' والتي تصب فيه يومياً 150 ألف متر مكعب، أي 150 مليون لتر يومياً.
وان هذه البشرى ستتحقق في فترة وجيزة لا تتجاوز بداية العام الهجري الجديد. آه ما أجمل حظكم يا أهالي جدة. وما اسعد ايامكم من الآن فصاعداً، فروائح المسك لن تغزو انوفكم بعد اليوم والسمك الذي يغزو بطونكم لن يكون ضاراً بعد حين انتم اليوم في عرس تجاوزه غيركم في مدن العالم الراقية وغير الراقية قبل عقود من الزمان، بل مئات من السنين في حالات كثيرة. سؤالنا الآخر لمعالي الأمين في تلك الامسية الجميلة عن العام الذي سيؤرخ التاريخ جدة، فيقال جدة قبل نظام الصرف الصحي، وجدة بعده.
صحيح ان مهمة الصرف الصحي ليست مسؤولية الأمانة، لكنها بالتأكيد ضمن أولى اهتمامات معالي الأمين.
فالشكوى مثلاً من رداءة الشوارع وقصر عمر تزفيتها انما سببه الصرف غير الصحي، أي نصف ''بلاوي'' جدة وثلاثة ارباع شكوى سكانها مرده إلى كارثة الصرف الصحي.
فعسى ان يكون الحل قريباً خاصة وان الاعتمادات المالية موجودة مالم تغير وزارة المالية رأيها في أي لحظة. وسئل الأمين عن الغياب الواضح لوسائل النقل العامة، فاجاب بأن السؤال لا يدخل ضمن اختصاص الأمانة، وانما هو من مسؤوليات وزارة النقل.
طبعاً فغر معظمنا فاه: ويش دخل وزارة النقل في إشكالية هي اقرب إلى اختصاص الأمانة كما هو حال الدنيا؟ ووزارة النقل عايشة في العسل بالنسبة للنقل العام داخل المدن.. كثر خيرها ان هي احسنت النقل بين المدن .
( الآن نحنا في شهر ذي الحجة لعام 1426هـ و هذا الكلام المنشور بجريدة المدينة أقترب من سنة ولم نرى شئ ملموس ولم يعمل شئ سوى ذر الرماد في العيون فقط )

لقطة جوية لجدة تظهر بها بحيرة المسك

الله يستر[/frame]