[align=center]حين عرفنا الحب, لفنا في عباءته السحرية, تهنا, ولم نر وقع أقدامنا.. وأخذنا الشوق
إلى جزر السعادة السبع تطوف بها ونطوف, وننهل من أنهارها العطرة الماء, الرقراقة,
الساحرة, وحين شربنا من الماء أصبنا بداء النسيان فنسينا وجودنا, وتحولنا طائرين
يرفرفان بأجنحتهما في الجزر السبع, لا يغادر منقار احدهما الآخر, والكون موسيقى
ونغم حالم حلو رقيق.. ورن في الجو سهمان وسقطنا, تهاوى ريشنا في كل مكان وانتثر,
والدفء فينا انداح فوق الأرض يرويها قطرات من دم وحب وذكريات وسعادة وكيان
وحمل جسدينا منقار الرخ المعقوف ليلقي بالرفاة بعيداً عن جزر السعادة السبع حتى
لا تلوثها بجيفنا التي أخذت أشعة الشمس تنخر فيها لتحليلها دودا عفناً وصديداً.
وأفقنا فإذا حبنا ماء أسن راكد. لاشئ فيها إلا الطحالب والطفيليات
ونقيق ضفادع وصرير الصراصير, وعواء ذئب جائع من بعيد.....
وانطوت عباءة الحب السحرية, ولفظتنا بقايا من البقايا.. وبعض أشلاء ونظرنا
فرأينا وقع أقدامنا تمر به الرياح فتمحوه من فوق الأرض الرملية السائخة, وكأنا
ما كنا.. وكأنا حبنا ماكان.. وكأن تجري حبنا رغوة كونتها موجة
عند الشاطئ ثم انحدرت, وراحت الرغوة مع المد الحزين.....
وتلفتنا حولنا وسألنا.. أين الماء الرقراق الساحر, عله يعيد الحياة إلينا, ولكن
الماء الرقراق الساحر كان يسقي عصفورين آخرين لفهما الحب الخائن في عباءته
السحر ية ونقلهما إلى جزر السعادة السبع.. ليعيشا ماعشناه من جديد.. دوره هو الحب
.. وتلفظنا الدوامة فإذا نحن في آخر الدورة, بقايا الحب وبقايا سعادة,
وبقايا حياة.. ونحن نرفض أن نكون بقايا أشياء.....
لملمنا ما بقي منا.. ووضعنا القلب على القلب, النبض يشي بسر الحياة
للنبض, الدفء يسري من معنى الحب إلى معنى الحب....
لملمنا بقايانا, لأن حباً فينا يرفض أن يموت
..
لفظنا الصديد والدود والعفن, وتماسكنا, ونما ريشنا من جديد.. كل همسة تصنع ريشة,
كل رقة تبرز ريشة, ونما ريشنا من جديد وطرنا فوق غصن شجرة, وجاء الحب بعباءته
السحرية يحتوينا من جديد,ليقودنا إلى جزر السعادة
السبع, نطوف بها من جديد, ونطوف........
وأخيرا
من الحب يتولد الأسى
ومن أسانا نتعلم حبنا.[/align]
07-01-2006, 01:16 AM
المواضيع المتشابهه
