تعرفون بالتأكيد ماهي الأخلاق فهي تلك الصفات التي تولد مع الإنسان بالفطرة إنها أخلاق رائعة سامية ...ولكن..قد يكبر البعض منا متناسياً أهميتها فيتوه في مضمار ومعارك الحياة المادية والمظاهر الزائفة التي تتغطى بها الفئة التي لا تجيد فن الأخلاق وعندما يفارق هذه الحياة الدنيا لا يبقى له ذكراً يتعلق بشخصه فنحن مانصنع ولسنا مايصنع أبناؤنا لأنه سرعان ما يلتفت الناس الى أبنائنا السيئين في سلوكهم بغض النظر عن حسن تربيتنا فيهم ..وماكنا نسعى اليه فهو الى زوال لامحالة ...إنني لاأدعو الى التوقف عن توفير العيش والأمان لمن حولنا لكن يجب ألا يدعنا ذلك نتوقف عن التفكير في الأهداف الأسمى التي تبقى خالدة وإن إنتهت أجالنا...تلك هي ما ترتكز عليه أخلاقنا الإسلامية التي ترى أن العمل والعلم مقرونان ببعضهما البعض وقد سمعنا وقرأناعن علماء ومبدعين ومفكرين من الرجال والنساء لم تعيقهم الماديات عن إثبات ماهيتهم في الحياة ومهاراتهم الذكية...بغض النظر عن مستوى التعليم ففي كتاب لديل كارنيغي وهو أشهر من علم فن الخطابة قد ذكر قصة عن جون برايت فلقد ترك برايت المدرسة وهو في سن ال15 وذهب للعمل في مصنع للقطن ولم تسنح له فرصة التعلم ثانية .ومع ذلك, أصبح أحد أشهر الخطباء في عصره حيث اشتهر ببلاغته وجودة لغته الإنكليزية.كان يدرس ويقرأوينسخ في دفاتر الملاحظات ,ويحفظ مقاطع طويلة من شعر بايرون وميلتون وشكسبير .كان يقرأ(الفردوس المفقود)للشاعر ميلتون كل سنة من أجل إغناء مخزون كلماته. وانكم تتساءلون الأن لم تذكري لنا أمثلة عن العرب مثلاً فأقول لأن لكل عصر مبدعوه ومتميزوه ولقد نبغ أمثال إبن حزم وكتب كتباً أخذها الغرب للتدريس ككتاب مداوة النفوس ولقد قال فيه أحد تلامذته (مارأينا مثله فيما إجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين ومارأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه)وهناك من النساء كذلك فالسيدة نفيسة بنت الحسن كانت تحضر مجلس الإمام مالك بن أنس في المدينة واشتهرت بعلمها وصلاحها وزينب بنت عباس البغدادية كانت من اهل الفقه والعلم وكانت من المبرزين في علوم الحديث وقد ترجم الحافظ ابن حجر في كتابه*الإصابة في تمييز الصحابة * لثلاث وأربعين وخمسمائة وألف إمرأة منهن الفقيهات والمحدثات والأديبات ...هؤلاء لم تكن ساعاتهم هباءً أو تسلية كما نفعل وقت راحتنا أو بالأصح كسلنا إنما كانوا يقضون وقتهم بالقراءة والإستفادة من تجاربهم الصعبة والمؤلمة فكانوا بذلك يملكون ألسنة فصيحة وعقولاًمدبرة حكيمة هذا ماجعلنا نحن كما نحن عليه الأن من الحضارة وحضارة غيرنا التي يتباهون بها فهم أناس شحنوا هممهم وقووا أنفسهم بالإقتباس عنا...عن أجدادنا القدامى وهم كما وصف حالهم طبيب عربي (إسلام بلا مسلمون ) أصبحت أخلاقنا هي أخلاقهم في تعاملهم مع بعضهم وغيره هم جيران بمعنى الكلمة .لديهم إحترام عجيب للمواعيد ولنظم الطريق ..وعندما أقرأ لتاريخ الأمجاد أقول لفعلاً ..كان لقرطبة ربيع ..وجميل هو دور أجيالنا اليوم حينما جعلوا التمثيل (بعضهم) وسيلة نبيلة ليوضحوا ماكان عليه الفرسان الخالدين بذكراهم المشوقة والمثيرة .....ألا ليت أخلاقنا تعود يوماًفوالله لسوف نغدو أمة تفخر الشمس إذا طلعت عليها ويتباهى القمر إذا أضاء أرجائها ومملكتها بعيدا عن مايخالف الإنسان الشريف من تلك الصفات المنكرة الجاحدة من الظلم والقسوة والجور والكذب والمخادع والنفاق الإجتماعي المذموم وامراض القلوب التي أضعفت قوى النفوس وحكمة العقول وأخفت معها جمال كل روح تسكن أي انسان يحيا على هذه الأرض ..فما عدنا نرى أبطالاً إلا في خيالنا ولا حضاراتٍ رائعات إلافي فكرنا ولا نفوساًمتسامحة بنياتها صافية هادفة إلا في محاولاتنا لإثبات وجودها فينا ومن حولنا ...........
03-01-2006, 09:46 AM
تكنولوجيا الأخلاق؟؟
المواضيع المتشابهه
