[frame="3 80"]
شركات أمن ومقاولات تنشط بسرية تامة بطلب من السلطات المحلية وتحتمي بالقوانين الأميركية إسرائيليون يدربون مقاتلين أكرادا في شمالي العراق
القدس - أحمد عبد الفتاح:
كشفت صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية الصادرة امس عن أن عشرات عدة من الاسرائيليين ذوي الخلفية القتالية الفائقة، بعثت بهم شركة تجارية في البلاد، دخلوا شمالي العراق خلال السنة والنصف الاخيرتين كي يقيموا وحدات كردية خاصة للحراسة ومكافحة الارهاب.
ويعتبر تواجد الاسرائيليين في شمالي العراق جزءاً من نشاط واسع النطاق يجري بالتعاون مع الحكم الكردي. وتشارك شركات اسرائيلية رائدة في هذا النشاط، وعلى رأسها «موتورولا» و«مغيل» اللتان تزودان بالمعدات والقوى البشرية لمشاريع بمئات ملايين الدولارات.
والمشروع الرئيس لهاتين الشركتين هو اقامة مطار دولي «هولير» قرب مدينة اربيل. ويقام المطار سرا وهو رمز التطلع القومي الكردي. ففي نظرهم هذه خطوة جـــوهرية فـي الــطريق لاقامة دولة مستقلة.
ويكشف ملحق السبت لاول مرة صورا ووثائق تظهر أن شركة بملكية رجل أعمال اسرائيلي يدعى شلومي ميكلس، في شراكة تجارية كاملة مع الحكم الكردي، أصبح الذراع المركزي لتنفيذ عملية التنمية الاقتصادية والامنية للاكراد في شمالي العراق.
ميكلس كان شريك النائب داني ياتوم في شركة استشارات استراتيجية. فقد أقام ياتوم الشركة عند انهاء عمله في الموساد وهو الرجل الذي اقام الاتصال الاول مع الحكم الكردي. وعندما انتخب ياتوم في الكنيست لم يبع نصيبه في الشركة بل نقل اسهمه الى اياد مخلصة عمياء.
معسكر Z
واقامت الشركات الاسرائيلية في منطقة صحراوية نائية في شمالي العراق موقعاً سرياً يتخذ الرمز Z، حيث تجرى تدريبات على السلاح، والدفاع عن النفس ومكافحة الارهاب. ودفعت الشركات الاسرائيلية الى المكان باطنان من المعدات بما في ذلك عشرات الدراجات، والتراكتورات الصغيرة، والكلاب لاكتشاف المواد الناسفة، وأنظمة تطوير الكلاشينكوف، وسترات واقية من الرصاص، وملابس وطاسات عسكرية - وكل شيء من انتاج اسرائيلي. ومدربو الاكراد هم اسرائيليون من خريجي الوحدات القتالية المختارة، ممن يدخلون الى العراق عبر الحدود التركية بجوازات سفر اسرائيلية في ظل التظاهر بأنهم مهندسو طرقات وخبراء زراعيون.
نشاطات سرية وقوانين أميركية
ويجري نشاط الشركات تحت غطاء كثيف من السرية، بناء على طلب الاكراد الذين يخشون من انكشاف علاقاتهم مع اسرائيل. والتخوف الكبير هو من محاولات اختطاف أو سيطرة على الاسرائيليين من جانب خلايا ارهابية منتشرة هناك. وقبل بضعة اشهر، في اعقاب معلومات وصلت الى الاكراد، فانهم طلبوا من كل الاسرائيليين الانصراف من المنطقة على عجل خوفا من عملية تقوم بها القاعدة. وافادت وزارة الدفاع تعقيبا على ذلك: «لم نسمح للاسرائيليين بالعمل في العراق، وكل عمل يتم هناك، هذا اذا كان يتم، فانه يتم بشكل شخصي، دون ترخيص حكومي أو رسمي لارباب العمل والاشخاص المشاركين. وتؤكد زارة الدفاع الخطر الذي يحدق بالاسرائيليين ممن يختارون تجاهل التعليمات ويسافرون الى مقـاصد محظورة.
اما «موتورولا» فعقبت تقول انها «شركة متعددة الجنسيات تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها وتسوق أجهزة اتصالات لعملاء في أكثر من سبعين دولة في ارجاء العالم، بما في ذلك العراق حيث ساعدت موتورولا في اقامة خدمة الهاتف الخلوي للشعب العراقي. كما أنها زودت أجهزة اتصال لاسلكية لمساعدة أجهزة الأمن، وانظمة الطوارىء. وكل نشاطات موتورولا العالمية تتم بموجب القوانين الاميركية، قوانين الدولة المحلية، وكل قانون مطبق غيرها ووفقا لاخلاقيات المهنة لدى الشركة.
وعقبت «مغيل معرخوت» تقول: «كون الشركة هي شركة عامة تباع اسهمها وتشترى في النازداك وبورصة الاوراق المالية في تل ابيب فانها تبلغ عن نشاطها كما ينبغي وبموجب القانون. والشركة لا تقدم تفاصيل عن عملائها تفوق ما تقدمه الشركة من بياناتها».
أما النائب داني ياتوم فقال: «منذ انتخبت الى الكنيست لم يكن لي اي صلة بأي عمل للشركة. لم احث مصالحها وحرصت على الا اتلقى معلومات اخيرة عن نشاطها». [/frame]