الولايات المتحدة تقرر الاحتفاظ بسيطرتها على شبكة الانترنت

أثار قرار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بأنها ستحتفظ بحق مراقبة أجهزة الكمبيوتر الرئيسية والمتحكمة في كمية المعلومات المرسلة والمتلقاه بواسطة مستخدمي الانترنت، أثار حفيظة العديد من المسئولين الأجانب الذين أرادوا أن يحل محلها هيئة دولية.
تعليق ياباني :
وصرح مصدر ياباني مسئول بوزارة الشئون الداخلية والاتصالات، بقسم اتصالات المعلومات بأنه في الوقت الذي يزداد فيه استخدام الانترنت من قبل قطاعات الأعمال الخاصة والأفراد، ينشأ جدال في هذه المجتمعات بشأن استئثار بلدة دولة بالرقابة على الانترنت الأمر الذي سيزيد الأوضاع سوءا مؤكدا على أن تصريح الولايات المتحدة يعتبر انحرافا عن السياسة المتفق عليها سلفا
ما هو حجم الأزمة ؟
وتنشا الأزمة الحقيقية من أن أجهزة الكمبيوتر المقصودة هي التي تعمل كدليل رئيسي directory(مساحة لتخزين المعلومات) للانترنت والتي من شأنها أن تخبر برامج التصفح وبرامج البريد الالكتروني بكيفية توجيه كمية المعلومات المرسلة والمتلقاة بواسطة زوار مواقع الانترنت ، ويتعامل مستخدمو الانترنت حول العالم مع هذه الأجهزة يوميا، حتى وإن كانوا لا يعرفون هذه الحقيقة ، الأمر الذي يمكن أن يجعل – نتيجة أحد القرارات السياسية المفاجئة -جميع المواقع تنتهي بلاحقة (suffix) مما يصعب على الزوار الوصول لمواقعهم المرغوبة بسهولة
وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة - وهي ثلاثة عشر جهاز في مجملها- تعرف بالأجهزة الخادمة الأساسية او (root servers ) تعتبر في أيدي خاصة، فإنها تحتوي على قوائم لاحقات الانترنت المصدق عليها من قبل الحكومة ويبلغ عددها حوالي 260 لاحقة مثل لاحقة دوت كوم ".com"
وفي عام 1998، اختار قسم التجارة منظمة خاصة تضم هيئة من الأعضاء الدوليين تسمى هيئة الانترنت لمنح الأسماء والأرقام (Internet Corporation for Assigned Names and Numbers) لكي يكون من شأنها تقرير ما الذي يتناسب وهذه القوائم ، واحتفظ قسم التجارة في هيئة الرقابة على الانترنت بالولايات المتحدة بسلطة الفيتو ولكنه أشار إلى أنه سيترك هذه السلطة عندما يتوافر بهيئة الآيكان (ICANN) عددا من الشروط.
وتعني تصريحات يوم الخميس الماضي أن قسم التجارة سيبقي هذا التحكم بغض النظر عن موعد توافر هذه الشروط وما إذا كانت ستتحقق أم لا.
هل انتهى دور الأيكان ؟
ويقول ميلتون ميولار الأستاذ بجامعة سيراكيوز بنيويورك والذي كتب عن السياسات المحيطة بالأجهزة الخادمة الأساسية للانترنت (root servers) يقول بأن ما حدث يعد تحولا كاملا في السياسات إذا وضعنا في الاعتبار الالتزام الأصلي الذي تم عند إنشاء هيئة الأيكان."
ويقول المسئولون في هيئة الأيكان بأنهم لازالوا يراجعون بيان قسم التجارة والذي يلتزم أيضا بالدعم المستمر للهيئة في عملياتها اليومية.
وقد رحب الأوروبيون بهذا الدعم لهيئة الأيكان ولكنهم حثوا الولايات المتحدة على أن تبحث عن وسيلة ما لنقل التحكم المركزي ليكون لا مركزيا أي أن إدارة كود البلاد يجب تركها للحكومات المحلية والمدراء الفنيين، كما يقول بول كين رئيس مجلس مكاتب التسجيل الأوروبية والقومية العالية المستوى (European and National Top-Level Registries) وهذا المجلس عبارة عن تحالف يضم المدراء المختصين بأسماء النطاق (domain Names) ومقره بروكسل.
هيمنة أمريكية :
وأشار المسئول الياباني فوجيموتو إلى أن القرار الأمريكي من المحتمل أن يبعد الكثير من الدول في المجتمع الدولي وأضاف فوجيموتو أنه كان هناك آراء قوية تسمح للولايات المتحدة وحدها بمراقبة هذه العملية والتي لا تتناسب مع طبيعة الإنترنت اليوم
ولن يؤثر تصريح الولايات المتحدة على مستخدمي الإنترنت تأثيرا مباشرا، ولكنه يضع في الاعتبار بعض مخاوف النقاد
وقال مايكل فرومكين، الأستاذ بجامعة ميامي والمشارك في إدارة موقع رقابي مستقل تابع لهيئة الأيكان، بأنه لم يتم تحديد موعد للتخلي عن الهيمنة والتحكم المنفرد في الانترنت.
حلول بديلة :
ومن الأمور السيئة أن البلدان التي ترفض قبول السيطرة الأمريكية يمكن أن تؤسس نظام اسم النطاق Domain Name System الخاص بها وبهذا تنقسم الإنترنت لأكثر من شبكة واحدة. ومعنى هذا تحديدا أنه يمكن لمستخدمين مختلفين أن يكتبا نفس اسم النطاق ولكن كل واحد منهما يمكن أن يصل لموقع مختلف كلياً على حسب مكان المستخدم
يأتي هذا التصريح قبل أسابيع فقط من أن تصدر الأمم المتحدة تقريرا بشأن التحكم في الإنترنت، الذي ستطرح فيه عن هذه القضايا مثل مراقبة الأجهزة الخادمة الأساسية ، ويأتي هذا قبل انعقاد قمة الأمم المتحدة العالمية المقررة في شهر نوفمبر التي ستناقش مجتمع المعلومات في تونس.
وقد احتشدت بعض البلدان وراء قرار نقل الرقابة إلى هيئة دولية، كاتحاد الاتصالات الدولي للأمم المتّحدة العالمي على سبيل المثال، إلا أن الحكومة الأمريكية نفذت قرارها بالفعل دون مقاومة كبيرة نظرا لأن لها اليد الطولى في تمويل عمليات تطوير الإنترنت في الماضي.
وقد أصر السفير ديفيد جروس، المنسق الأمريكي لسياسة الاتصالات والمعلومات الدولية بوزارة الخارجية الأمريكية أصر على أن تصريح يوم الخميس الماضي لم يكن متعلقا بتلك المناقشات ، ولكنه قال بأن البلدان الأخرى يجب أن ترى هذه الخطوات على أنها إيجابية لأن الشك في هذا الموضوع ليس لمصلحة الولايات المتّحدة أو لمصلحة العالم
وذكر جالاجير أن قسم التجارة يؤيد امتلاك الحكومات الأجنبية إدارة لاحقات كود بلدتها country-code suffixes مثل "fr" التي تشير إلى فرنسا.