نزع القادسية سهم الاحزن من قلبه وغرسه في قلب غريمه التقليدي العربي في القمة الجماهيرية الكبيرة التي جمعت الكبيرين امس وانتهت بفوز قدساوي 0/1 رد به الدين واعاد النبض الى افئدة عشاقه ورسم البهجة في نفوسهم بعبوره المستحق والجدير الى قبل نهائي بطولة كأس سمو ولي العهد الثالثة عشرة لكرة القدم حيث يقف السالمية منتظرا عند الموعد المحدد السبت المقبل لتحديد الطرف الثاني في النهائي.
وسيحزن العربي كثيراً هذه المرة لانه من جهة فقد بطولة اخرى ولم تتبق له سوى فرصة واحدة هي كأس سمو امير البلاد ومن جهة ثانية ان خسارته بالامس جاءت »بنيران صديقة« من قدم مدافعه عبدالعزيز فاضل الذي حاول التدخل والتصدي لعرضية خلف السلامة الا انه حول الكرة بالخطأ الى مرمى يوسف الثويني في الدقيقة 30 من الشوط الاول مقدماً هدية على طبق من ذهب الى القادسية الذي قبل الهدية وفوقها قبلة شاكراً ممنوناً.
ولا يقلل ذلك من شأن الاصفر الذي عمل كثيراً من اجل الفوز ولا يعني بالوقت نفسه انه كان ساطعاً كعادته كما لم يكن لقاء الكبيرين على مستوى فني عال الا انه كان على قدر كاف من الحماس والاثارة والندية.
فالاصفر والاخضر دخلا المواجهة بحسابات مختلفة عن تلك التي لعبا بها في بطولة الدوري لذلك كان الحذر والتقيد بالتعليمات الاطار العام للبداية التي شهدت تكافؤ الاداء وتميز بالخطورة للاخضر الذي كان بإمكانه افتتاح التسجيل بقدم محمد جراغ في الدقيقة 13 ومن ثم بقدم فراس لكن نواف قلب الاسد حارس مرمى الاصفر كان دائما حاضرا في تلك الاثناء لم تكن هناك من مدلولات قدساوية بانه سيسجل لكن اختراق السلامة لدفاع الاخضر واحداثه ارباكا مستحبا تسبب بتغيير الواقع ليخطىء فاضل ويسجل في مرماه وانتهى الشوط بفرصة لاتضيع من قدم عبدالله المطوع قليل الخبرة كان لها الدفاع القدساوي بالمرصاد.
الشوط الثاني تواصل الحال ضمن سعي عرباوي عشوائي للتسجيل وتربص قدساوي لفرص مرتدة وفي سياق هذا السيناريو كاد فراس ان يسجل لكن الخالدي تدخل كعادته واضعا لافتة ممنوع الاقتراب وحصل القادسية علي مبتغاه وكاد السلامة ان يسجل لكن الثويني قال انا موجود وسعى المدربان كل في اتجاه اهدافه للعب بالاوراق البديلة الا ان صافرة قاسم حمزة فصلت بالنهاية بتأهل الاصفر وبدمعة على خد جماهير الاخضر.
واقعية الاصفر
ربما تكون جماهيرالاصفر غير راضية على اداء فريقها الذي اعتاده من حيث الاستحواذ والسيطرة بقدر ماهي سعيدة بالنتيجة وهذا واقع حصل لكن على الجماهير ان تكون قانعة بان الوسيلة التي اتبعها المدرب واللاعبون لحسم المواجهة كافية للتبرير من جهة ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فالاصفر رفض ان يكون اسير وهم اسمه الافضلية والسيطرة والاندفاع لانه دفع الثمن غاليا في مباراة الفريقين في الدوري فخرج خاسرا بالنتيجة رغم انه كان فائزا بالعرض واليوم نسي التاريخ من كان الافضل وذكر من فاز. لذلك اختار القادسية الاداء الاقتصادي الذي يناسب حجم المواجهة وقيمتها وتخلى عن اسلوبه التقليدي واتبع الواقعية لانه لم يشأ ان يجعل ليلته قابلة للافساد ففاجأ العربي باداء ملتزم وحذر وكأنه يظهر الاحترام لخصمه وهذه ميزة لا سلبية في الاداء.. وقد تجلى ذلك بعد تسجيل الاصفر لهدفه حيث لجأ الى دفاع المنطقة والهجمات المرتدة عبرمحور هجومي ثابت(بدر المطوع ـخلف السلامةـ سلطان الطوقي) فيما اكتفى الظهيران ولاعبو المحور في الوسط باداء واجبات محددة في الحدود المسموح بها. وقد كرس محمد ابراهيم المدرب هذه القناعات من خلال التغييرات التي اجراها عندما دفع بسيدو تراوري بدلا من نواف المطيري وعبدالرحمن الموسى بدلا من كيت واحمد البلوشي بدلا من ا لسلامة حيث سعي لتأمين نتيجة المباراة والحفاظ على استراتيجته القائمة على السرعة بنقل الهجمات لاستغلال اندفاع الاخضر المتوقع ونجح بذلك بفضل يقظة نواف الخالدي وقيادته لخط الظهر بشكل لافت.
المشكلة في التنظيم
اما الاخضر فانه لم يسر في الطريق الصحيح القائم على انه لن يفشل من يحاول ثم يحاول فالحماسة التي ظهر عليها الفريقين والافضلية والخطورة لم تكن وسائل كافية لحسم المواجهة ان فشل في تنظيم فكره قبل ان ينظم اداءه وخاصة في الشوط الثاني الذي شهد اداء عشوائيا فرديا على الصعيد الهجومي فلم نشاهد الاخضر ينظم هجمات ضمن جمل تكتيكية واضحة فرمى كل البيض بسلة فراس وجراغ ومن بعده خالد خلف وكان الامراشبه بمحاولة بحث عن حلم فذلك اصلا لانه من الصعب جدا ان تضع احلامك في يد شخص او طريقه واحدة فهذا دليل عجز.
فالخلل اساسا كان بمسألة اختيار المدرب احمد خلف لعبدالله المطوع كمهاجم الى جانب فراس لان المطوع لا يملك الخبرة الكافية ولانه اساسا لم يشارك كثيرا مع الفريق هذا الموسم ليتم الزج به في هذه المواجهة الكبيرة وهذا ليس تقليلا من شأن المطوع لكنه قراءة لسيناريو الفكر والنتائج المترتبة عليه فاصابة سعود سويد قبل اللقاء يبدو انها اربكت حسابات خلف في لحظات كانت تحتاج للتركيز. اما من جهة التنظيم الفني فلم تكن هناك مشاكل في الطريقة التي اتبعها خلف للحد من قدرات الاصفر في الوسط بلجوئه الى 2/5/3 لتكثيف الوسط وتحرير محمد جراغ وراء فراس والمطوع الا ان المشكلة كانت في عدم قدرة لاعبي الاخضر على تنظيم هجمات منسقة في وقت تراجع الاصفر الى مناطق رغم حصول الاخضر على فرص صريحة للتسجيل كانت جميعها في اطار محور الفن الهجومي »فراس ـ جراغ«.
ولعل خلف اجاد القراءة من خلال التغييرات وخاصة بالدفاع بنجله احمد بديلا لعبدالعزيز فاضل فهذا التحول التكتيكي كان هاما لكن المشكلة تمثلت بالفردية التي وسمت اداء خلف في حين كانت تتطلب الجماعية تفعيلا.
ادار اللقاء الحكم الدولي قاسم حمزة وعاونه فؤاد الربيعان وفارس الشمري وقد كانت قيادة حمزة برأينا جيدة رغم اخطاء تقديريه في ضربات ركنية او »فاولات« هنا وهناك ويؤخذ عليه فقط عدم انذاره ليوسف الثويني بعد تهجمه على تراوري.
وقد طرد حمزة مدافع القادسية علي النمش لحصوله على انذارين وانذر كلا من عبدالرحمن المسعد وتراوري من القادسية وخالد خلف ومساعد عبدالله من العربي.
الفهد: لم نحقق البطولة بعد
بارك الشيخ طلال الفهد رئيس نادي القادسية الفوز الذي حققه فريقه على حساب العربي وبلوغه الدور قبل النهائي لكأس سمو ولي العهد.
وقال الفهد في تصريح عقب المباراة الحمد الله الذي وفقنا لتحقيق الفوز وتجاوز العربي نحو الدور قبل النهائي ولكن علينا ان نعي تماما بأن الاصفر حقق الفوز ولكنه لم يحقق البطولة بعد وامامه محطتان قبل النهاية.
ووصف الفهد المباراة بأنها متوسط المستوى وغلب عليها الطابع الحماسي والعصبي واشاد بالاداء الرجولي للاعبين وبدعم الجماهير الوفية التي اهداها الفوز.
ولفت الشيخ طلال الى ان الاصفر تنتظره مهمة صعبة يوم الاربعاء امام فولاذ الايراني.
ابراهيم: أدرناها بالعقل
اكد محمد ابراهيم مدرب فريق القادسية على ان لاعبيه باتوا مطالبين ببذل جهود تفوق طاقتهم بكثير واضحى لزاما عليهم ان يخوضوا خلال ايام قليلة مباريات كؤوس غاية في الاهمية والحساسية.
واوضح ابراهيم بان هذه الوضعية اضطرته الى إجراء تبديلات اجبارية بناء على طلب اللاعبين ابراهيما كيتا وخلف السلامة كما تعرض تراوري لاصابة اواخر المباراة وكل ذلك بسبب توالي المباريات والضغط الذي يلازمها.
وعن المباراة قال ابراهيم: مباريات الكؤوس تدار بالعقل وليس بالمستوى وهو ما لجأ اليه القادسية في المباراة.
الخالدي: الاسد الجريح..ينهض
أجهش نجم المباراة الاول الحارس الجسور نواف الخالدي بالبكاء بعد نهاية المباراة وهو يتلقى تهاني زملائه اللاعبين وجماهير الاصفر.
وتحدث الخالدي الذي بدا عليه التأثر قائلا: بعد خسارتنا للقب الدوري وكان العربي احد اسباب هذه الخسارة تعاهدنا جميعا على رد اعتبارنا وتعويض جماهيرنا الوفية التي تستحق كل شكر وتقدير على وقفتها معنا وختم بالقول القادسية وكان اشبه بالاسد الجريح الذي نهض.
1/3 للأصفر
تفوق القادسية على غريمه العربي في عدد مرات الفوز في اللقاءات التي جمعت بينهما هذا الموسم. والتي بلغت 5 مباريات موزعة ما بين بطولة الخرافي ودوري الشهيد وكأس ولي العهد.
ففي كأس الخرافي حقق القادسية الفوز في الدور التمهيدي 0/2 وفي النهائي 1/.2
وفي الدوري تعادل الفريقان سلبيا في القسم الاول ثم فاز العربي في القسم الثاني 1/.2 واخيرا حسم الاصفر موقعة كأس ولي العهد لمصلحته بهدف نظيف.
الكاظمي : لاعبونا أدوا ما عليهم
اعتبر جمال الكاظمي ان الحماس الزائد الذي طغى على المباراة امر طبيعي ومعتاد في مباريات القطبين العربي والقادسية.
وقال الكاظمي ان لاعبيه ادوا ماعليهم ولكن ما عابهم كان استعجالهم احراز الاهداف بعكس القادسية الذي كان أهدأ نوعا ما.
مشيراً الى ان طبيعة مباريات الكؤوس تمنح من يسجل اولا افضلية تحقيق الفوز ومن ثم التأهل.
ووصف الكاظمي التحكيم بانه جيد واثبت خلاله الحكم الكويتي بانه قادر علي ادارة مثل هذه المباريات وايصالها الى بر الامان.
أبو حمزة.. »شو بنا«؟!
على غير عادته .. كان فراس الخطيب نجم هجوم العربي متوترا منذ بداية المباراة.. ودخل فراس »الخلوق« .. في مشادات مع عدد من لاعبي القادسية الامر الذي اثر كثيرا في تركيزه سواء في الهجمات التي قادها او الفرص التي لاحت له امام مرمى القادسية.
جهد طيب للعلاقات
بذل اعضاء لجنة العلاقات العامة باتحاد الكرة جهودا طيبة في عملية تنظيم المنصة الرئيسية وكان أحمد اشكناني وزملاؤه شعلة من النشاط وخصصوا اماكن لرجال الاعلام والصحفيين.
الطاهر: مستمر بالاتحاد
اعلن امين سر اتحاد الكرة ناصر الطاهر انه مستمر في عمله بالاتحاد بعد المشاورات التي تمت مع ناديه اليرموك وتسوية الامور مع الاتحاد.
وقال في تصريح لـ »الوطن« لقد قررت الاستمرار بعد المشاورات التي تمت مع الاخوان بنادي اليرموك حيث اخذت هذه المشاورات وقتا مني في الايام الماضية بشـأن تشكيل القائمة التي ستخوض الانتخابات والحقيقة انني اعتز بالاخوان واتمنى لهم التوفيق في عملهم.
وشكر الطاهر من سأل عنه طوال الفترة الماضية واعضاء الاتحاد الذين اذابو الجليد باتصالاتهم، لتعود الامور الى نصابها.
وكان الطاهر قد لوح بالاستقالة من الاتحاد اثر تجاوز للصلاحيات المنوطة به من قبل بعض اعضاء المجلس.
تحية متبادلة
على الرغم من أن المباراة كانت عصيبة وشابها الكثير من الشد والجذب بين الفريقين وجماهيرهما .. الا ان نهاية اللقاء كانت مثالية بعد ان تصافح لاعبو الفريقين وقام علي محمود مشرف الاخضر بتحية لاعبي واداريي القادسية فيما توجه نواف الخالدي حارس الاصفر الى جماهير العربي وحياها.