الأكواب البلاستيكية تسبب ( السرطان )
لأنها مسرطنة وسامة وتؤثر سلباً على الصحة العامة
الأكواب البلاستيكية ممنوعة في المطاعم والمقاهي
تحقيق: يمامة بدوان : من جريدة الخليجo
منذ زمن بعيد يجري استخدام الأكواب البلاستيكية في المطاعم والمقاهي لتناول المشروبات الساخنة أو الباردة، إلا أنه صدر مؤخراً قرار عن مجلس الأمانة العامة للبلديات يحظر هذا الاستخدام بعد التأكد من التأثير السلبي جراء تفاعل المادة المصنعة منها الأكواب مع المشروبات الساخنة. “الصحة والطب” استطلعت آراء المسؤولين في البلديات الذين تحدثوا عن أسباب الحظر وآلية تنفيذه والإجراءات العقابية بحق المخالفين له، إضافة الى آراء بعض الأطباء الذين أوضحوا مخاطر تفاعل هذه الأكواب مع المشروبات والأغذية حيث إنها تؤدي الى الإصابة بأمراض خطيرة على المدى البعيد. وفي الوقت نفسه أكد عدد من المسؤولين عن المطاعم والمقاهي الالتزام التام بالقرار الأخير لما له من دور مهم في الحفاظ على الصحة.
عن القرار الذي بدأ تطبيقه أولاً في دبي قبل أن يعمم من قبل الأمانة العامة للبلديات قال خالد شريف العوضي مساعد مدير إدارة الصحة العامة في بلدية دبي: إن مجلس الأمانة العامة للبلديات تبنى قرار بلدية دبي الخاص بإعادة توجيه استخدام الأكواب البلاستيكية ومنع الاستخدام السيىء لأكواب البوليسترين في المشروبات الساخنة، مضيفاً أن البلدية بدأت منذ مدة تطبيق خطة استراتيجية خاصة بكافة مواد التعبئة، سيجري تنفيذها على مراحل، حيث بدأت بالأكواب وستستمر لتغطية كافة المستلزمات والأدوات الأخرى لما لها من تأثير مباشر على صحة الإنسان.
وأوضح أن البلدية وبعد دراستها للمواد البلاستيكية المستخدمة في المقاهي والمطاعم وجدت نوعاً من سوء الاستخدام، حيث يتم وضع مشروبات ساخنة في أكواب بلاستيكية بعضها من الأنواع التي لا تتحمل 100 درجة مئوية الأمر الذي يؤدي إلى تفاعل بين المواد الكيميائية المصنعة للأكواب والمشروب نفسه، ولفت الى أن البلدية حريصة على ألا يصل المستهلك الى المرحلة التي يصاب فيها بالضرر، كما أن البلدية خاطبت بالفعل الشركات المصنعة والموردة لهذه المواد وطالبتها بضرورة إرفاق الأكواب البلاستيكية بورقة توضح نوعيتها (إذا كانت للاستخدام البارد أو الحار)، مؤكداً أن مثل هذا الإجراء سيسهل كثيراً على المستهلكين التفريق بين الأنواع المراد استخدامها.
وأشار العوضي الى أن البلدية بدأت بالفعل إجراءات التوعية والتفتيش في كافة المحال والمطاعم وغيرها للتأكد من التزامها باستخدام الأكواب بالصورة الصحيحة، حيث إن الحملات التفتيشية أثبتت أن 70% من مستخدمي الأكواب في دبي ملتزمون فعلاً بالقرار، في حين أن ال 30% يجري العمل عليها حالياً.
وأكد في الوقت ذاته أن المرحلة الأولى ستخصص لتوعية المحالّ ثم الإنذار لغير الملتزمين، أما المرحلة المقبلة فتتضمن غرامات في حال عدم الالتزام.
وحول أسباب عدم اكتشاف هذا الأمر من قبل رغم استخدام أفراد المجتمع للأكواب البلاستيكية منذ زمن طويل، أشار الى أن البلدية لديها برامج استراتيجية متخصصة تنفذها بشكل متتابع ولا يمكنها تنفيذ كل شيء في وقت واحد.
وأكد أن البلدية بعد الانتهاء من مرحلة الأكواب ستبدأ بالتوعية فيما يتعلق بغيرها من المواد مثل الصحون البلاستيكية والأدوات المستخدمة داخل المايكروويف وغيرها، حيث ستطلب من الشركات المصنعة وضع توصيف لكل هذه الأدوات يوضح ماهية استخدامها على وجه الدقة.
الرقابة والتفتيش
ومن جانبه قال سيف سالم الشامسي، نائب مدير دائرة البلدية والتخطيط في عجمان انه بناء على توصيات الأمانة العامة للبلديات بشأن تطبيق نظام الجودة على كافة مصانع ومخابز الأغذية ومنع استخدام أكواب البوليسترين التي تتأثر بالحرارة ويكون لها أثر تفاعلي مع المادة الغذائية، وبناء على توجيهات رئيس دائرة البلدية والتخطيط فإن البلدية بدأت في تطبيق توصيات الأمانة العامة للبلديات كأول بلدية تلتزم تطبيق هذه المواصفات الخاصة بسلامة الأغذية.
وأضاف: بناء على ما تقتضيه مصلحة العمل والالتزام بالمواصفات العالمية للمواد والأدوات التي لها علاقة بحفظ وتداول الأغذية مثل الأكواب البلاستيكية المصنوعة من مادة البوليسترين الصلد والتي لا تتحمل درجات الحرارة العالية، فقد صدر قرار بحظر استخدام هذه الأكواب في تقديم المشروبات الساخنة عدا أكواب البوليسترين المقوى والذي يحمل الرقم (6) والمعد للمشروبات الساخنة، حيث جرى التعميم على كافة مفتشي الصحة والأغذية بضرورة مراقبة جميع محالّ تقديم المشروبات وخاصة الساخنة وتوعيتهم بمضار ومخاطر استعمال هذه النوعية من الأكواب، علماً بأن هذا القرار معمول به منذ فترة تنفيذاً للاشتراطات والمواصفات العالمية.
وأشار الشامسي الى أنه تم منح فرصة لجميع مصانع ومخابز الأغذية لتطبيق نظام الجودة “تقييم النقاط الحرجة” حيث جرى حصر جميع المصانع المنتجة والتي تقوم بالتوزيع عن طريق فريق من المفتشين لوضع وتقييم أهلية تلك المصانع ولاستكمال جميع الاشتراطات المطلوبة.
وأوضح أن الفرصة الممنوحة للمصانع والمخابز ستكون حسب الشروط المطلوبة وأهميتها حيث إن العديد من المصانع وجدت مستوفية وحاصلة على شهادات معتمدة من الشركات الاستشارية لنظام سلامة الأغذية وجار استكمال النظام من شركات أخرى، كما جرى توجيه العديد من الشركات الى ضرورة اتباع هذا النظام.
مسرطنة وسامة
ومن جانب آخر أوضحت الدكتورة غادة عيد حسن أبو هولي، اخصائية الأمراض الباطنية في مستشفى الزهراء بالشارقة، أن هناك دراسة علمية أمريكية أثبتت أن مادة (pvc) وهي عبارة عن مادة بلاستيكية تدخل في تصنيع الأكواب والصحون البلاستيكية لها آثار سلبية على صحة الانسان خلال عملية الانتاج والاستخدام والتخلص منها.
وأشارت الى أن هذه المادة تبقي الأكواب والصحون البلاستيكية متماسكة لدى تصنيعها لاستخدام مواد سامة معها، في حين تتحلل هذه المواد لدى تفاعلها مع المشروبات الساخنة أو الباردة وتتسرب الى الجسم بواسطة تناول الأطعمة والمشروبات حيث تتراكم في الجسم وتظهر أعراضها المرضية وخاصة السرطانات في وقت متأخر.
وأضافت: خلال عملية التخلص من هذه الأدوات البلاستيكية عبر حرقها يؤدي الأمر الى انبعاث غازات سامة لها خطورة كبرى على الصحة العامة.
وأوضحت أن التأثير السلبي لهذه الأدوات أكثر خطورة على الأطفال من الكبار لعدم اكتمال جهازهم المناعي.
وأكدت الدكتورة غادة أهمية وضع خطة لاستبدال كافة الأدوات البلاستيكية ببدائل أخرى أقل خطورة.
أعراض مرضية متأخرة
ويقول الدكتور ظافر بركات، اخصائي أمراض باطنية أن المواد المصنعة منها الأكواب والصحون البلاستيكية هي مواد كيميائية مصنعة من البترول، حيث إنها لا تتحمل درجات حرارة مرتفعة أكثر من 30 40 درجة مئوية، ولدى وضع المشروبات الساخنة فيها تؤدي الى إذابة بعض المواد الكيميائية الموجودة في جدار الكوب أو الصحن، حيث تختلط مع المشروبات والمواد الغذائية التي يتناولها الفرد ما يؤدي الى أضرار كبيرة في الجسم مثل تسمم الكبد والفشل الكلوي وأضرار في الكريات الدموية، كما أن من أخطر مضاعفاتها أنها مواد مسرطنة في حالة الاستخدام لفترات طويلة حيث تظهر الحالة المرضية بعد وقت طويل.
وأشار الى أن مشكلة الأعراض المرضية الناتجة عن تفاعل المادة البلاستيكية مع المشروبات الساخنة لا تظهر بسهولة وبذلك لا يمكن تشخيصها حيث إن الحالة المرضية تحتاج إلى سنوات ما يدعو الى الاعتقاد أن هذه المواد ليست السبب المؤدي إلى الإصابة بالأمراض، أيضاً فإن تأثيرها على الأطفال أكثر خطورة من الكبار كون جهازهم المناعي ليس مكتملاً وبالتالي فإن الأعراض المرضية تظهر على الأطفال بصورة سريعة. وذكر الدكتور بركات أن الأكواب البديلة التي أشارت إليها الأمانة العامة للبلديات في قرارها مؤخراً لا تتعرض للإذابة مع المشروبات والأغذية الساخنة وهي بالتالي لا تؤثر سلباً على الصحة، داعياً الجهات الرسمية الى فحص أي مواد مستوردة او مصنعة محلياً قبل السماح بتسويقها محلياً بهدف التأكد من عدم تأثيرها سلباً على صحة الإنسان.
مشكلة الملاعق البلاستيكية
وعلى الصعيد ذاته أوضح محمد سامر، مدير أحد المطاعم أن استخدام الأكواب “الزجاجية” يعد الأفضل لما له من أثر ايجابي على نفسية الزبون، كما أن وجبات الطلبيات الخارجية توضع في أكواب وصحون مصنعة من “السيلفر” او الفلين المقاومة للحرارة حيث انها لا تؤثر على الصحة.
وقال: إن الملاعب البلاستيكية تعد من المشكلات التي سوف تعاني منها المطاعم بعد قرار البلدية بمنع استخدام الأدوات البلاستيكية في تناول المشروبات والأغذية الساخنة إلا أننا نأمل من الجهات الرسمية حل هذه المشكلة وتوفير بديل مناسب لها.
وأضاف: إن هناك رقابة وتفتيشا بشكل دائم على كافة المطاعم تقوم بها الجهات المعنية في البلدية الأمر الذي يؤدي الى المحافظة على سلامة وصحة المجتمع. وذكر أن أحداً من الزبائن لم يشكُ من حدوث حالة ذوبان الأكواب البلاستيكية جراء وضع المشروبات الساخنة فيها.
التزام تام
أما أحمد حمدي، مدير احد المطاعم، فأكد الالتزام التام بالقرار الأخير الصادر عن البلدية الداعي الى عدم استخدام الأكواب البلاستيكية المصنعة من مادة “البوليسترين”، مشيراً الى عدم معرفته سابقاً بخطورة استخدام هذه الأكواب على الصحة.
وقال إن هناك العديد من الزبائن ما زالوا يطلبون الوجبات والمشروبات الساخنة في أكواب وصحون بلاستيكية إلا أن إدارة المطعم أوضحت لهم أن هذه الأدوات أصبحت ممنوعة الاستخدام لما لها من تأثير سلبي في حالة تفاعل المواد المصنعة منها مع الأطعمة لدى ذوبانها جراء الحرارة.
سهولة الاستخدام
أما مدحت عودة، صاحب إحدى المقاهي فيرى أن الأكواب والصحون البلاستيكية تتميز بسهولة الاستخدام والذي يتم لمرة واحدة ومن ثم يجري اتلافها، إلا أنه صدر مؤخراً قرار بمنع استخدامها تلافياً لتأثيرها على الصحة حيث اننا لم نكن نعلم أنها خطيرة بهذا الشكل، وإلا قمنا بمنع استخدامها بصورة ذاتية. وأضاف: الزبائن في المقهى يفضلون تناول الشاي بالتحديد في الأكواب البلاستيكية إلا أننا أخبرناهم أنه تم منع استخدامها لأسباب صحية. وتم تأكيد الأمر أمام أعينهم بوضع مشروبات ساخنة فيها الأمر الذي أدى الى إذابة بعض أطرافها الأمر الذي جعلهم يتأكدون أنها غير آمنة للاستخدام. وأشار الى وجود بعض المقاهي التي لم تلتزم بعد قرار الأمانة العامة للبلديات إلا أنها حتماً ستلتزم القرار بسبب حملات التوعية والتفتيش الجارية الى جانب معرفة الجمهور بخطورة هذه الأكواب بالتحديد وتأثيرها السلبي على الصحة
الموضوع طويل ولكنه مهم ...
31-07-2006, 06:21 AM
المواضيع المتشابهه
