الرئيسية     | الشروط والقوانين  | سياسة الخصوصية | اتصل بنا | الأرشيف |  RSS
  

 

يمنع منعا باتا وضع موضوع إعلاني

 


العودة   منتدى الشبكة الكويتية > القـســـــــــم الثـقافــي > المنـتدى العـام

المنـتدى العـام مناقشة مواضيع العامه , والاحداث العربيه والعالميه

 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2006, 12:42 PM
الصورة الرمزية ابو فارج
ابو فارج ابو فارج غير متصل
عضو مبدع
 




ابو فارج كاتب يستحق التميزابو فارج كاتب يستحق التميزابو فارج كاتب يستحق التميز
افتراضي خلفيات الانبهار العربي بالخصم.. و تجليات عقدة التفوق "الإسرائيلية"

[frame="9 70"]يعيش الإنسان العربي حالة من الأسف المزمن، فهو يرى أنّ وطنه الكبير، ومن ورائه العالم الإسلامي العريض ؛ ينعمان بالقوى البشرية الوفيرة والمعادن والخامات الهائلة ، فضلاً عن الرقعة الجغرافية الممتدة في قلب العالم ، بينما نجحت الدولة العبرية الصغيرة ، التي تمثل تجربة احتلالية استيطانية غريبة عن نسيج المنطقة ؛ في فرض حضورها وتحقيق تفوقها.

وقد حاولت الحركة الصهيونية ، حتى قبيل قيام الدولة العبرية سنة 1948، أن تضفي هالات التفوق على الوجود الاستيطاني الناشئ، فعمدت إلى إطلاق الدعايات والأساطير عن "تزهير الصحاري" و"تجفيف المستنقعات" وإقامة "المجتمع الأكثر مساواة وعدالة في العالم".

ومن هنا، مثلاً، برزت تجربة "الكيبوتس" (تعاونية زراعية) كأحد دعامات الدعاية "الإبداعية" للدولة العبرية، لتضفي صفات العملقة الزائفة على دولة هزيلة وحافلة بالتناقضات. خاصة وأنّ صورة "إسرائيل" قامت على أربع مؤسسات هي الحركة الصهيونية، ومؤسسة الجيش "تساحال"، ونقابات العمال "الهستدروت"، والمستوطنات التعاونية الزراعية "الكيبوتسات".

ولكنّ الفؤوس التي تحرث الأرض، والأيادي التي تنهمك في العمل المنتج، ليست هي حقيقة الكيبوتس ، كما يروق لمروجي الدعاية "الإسرائيلية" أن يصوّروا، طالما أنّ السلاح الفتاك، واستخدام القنابل المحرمة دولياً التي تنهش أجساد الأبرياء بقصد ودون تمييز، هي من الحقائق العملية لنشاطات هذه التعاونيات الآخذة بالانحسار الشديد في الواقع "الإسرائيلي".

وأسطورة الكيبوتس ليست قصة تجمع اشتراكي مسالم ووديع، بل ترتبط جذورها بالعمل الإرهابي للمنظمات الصهيونية في فلسطين الذي مثلته عصابات الهاغاناه ووحدات البالماخ قبل قيام الدولة العبرية، وما يسمى بجيش الدفاع "الإسرائيلي" بعد قيامه. فالشعار والممارسة متناقضان إلى حدٍّ مفزع في سلوك الكيبوتسات ، فبالرغم من رفعها شعار "من أجل الصهيونية، ومن أجل الاشتراكية، ومن أجل الصداقة بين الشعوب"؛ إذ بها تتعدى على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ، فتغتصب أرضه، وتحتكر موارده، وتمارس الإرهاب والطرد والعدوان. وهذا المثال يبدو صارخاُ في واقع النشأة "الإسرائيلية" .

فقد حققت الدولة العبرية قصة نجاح بالفعل، وفي وقت قياسي، ولكن ذلك لم يكن ممكناً بمعزل عن ارتكاب الفظائع والانتهاكات أو حتى الاعتماد على إمكانات ذاتية مجردة . فعلاوة على الانصهار القسري لخبرات الغرب والشرق في بوتقة التجربة الاستيطانية في فلسطين العربية؛ كان هناك الدعم اللامحدود مادياً وعلمياً وعسكرياً من جانب الدول الغربية، صاحبة النفوذ الأكبر في العالم اليوم. وهناك أيضاً طوابير العلماء والنخب الممتد من الاتحاد السوفييتي السابق وغيره؛ الأمر الذي يفسر جانباً من تفوق الأداء العلمي (الإسرائيلي) على نظيره العربي في عدد من المجالات، فالمقارنة العددية المجردة تكشف عن أنّ عدد العلماء (الإسرائيليين) الذين نشروا بحوثهم كان يعادل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف نظرائهم العرب مجتمعين في عقد السبعينيات مثلاً.

وعند الغوص في أعماق الشخصية (الإسرائيلية)، يمكن الاستنتاج بسهولة أنّ القناعة السائدة تتحدث عن تفوّق "فطري" على العرب في أكثر من ميدان، وهو ما يكشف عن نزعة استعلائية دفينة، لها خلفياتها العديدة. وتجلى الأمر في الكثير من المواقف التي اتخذها المسؤولون الصهاينة بشكل صارخ، وصولاً إلى الرؤى التي يحملها من يوصفون بـ"الحمائم" منهم. فشمعون بيريز، مثلاً، عندما صاغ مشروعه الحالم "الشرق الأوسط الجديد"؛ وضع للدولة العبرية موقعاً ريادياً، يناظر موقع الرأس في جسد الإنسان، بينما لا يعدو العرب، كأطراف في هذه الرؤية، أن يكونوا كماً بشرياً وقوى عضلية وأموال نفطية ومهارات تجارية، لتسويق "النجاح الإسرائيلي وتدويره".

والمثير أنّ الحرب النفسية التي عرفها الصراع العربي (الإسرائيلي) في القرن الماضي تخللتها محاولات (إسرائيلية) ترمي لسيطرة الصغير والمحدود، المتمثل في الوجود الاستيطاني (الإسرائيلي) في فلسطين، على الكبير والممتد، أي العالم العربي والإسلامي المتجذر في التاريخ والحاضر في الجغرافيا. ولهذا الغرض اتجهت الدعاية (الإسرائيلية) إلى تطويق روح الإبداع والابتكار والتحريك والفعل والتأثير في الكبير، وتزويد الصغير بمقومات الابتكار والإبداع. والمفارقة الماثلة في الأمر؛ أنّ أوضاع العالم العربي، من تخبط واضطراب وهيمنة أجنبية؛ كانت أكثر فعالية في تقويض إرادة النهوض العربي والتسبب في إخفاق مساعي التحرر والتنمية والتقدم على أكثر من صعيد، ما أشاع روح الهزيمة والإحباط في أجيال متلاحقة.

وهناك من يرى أنه لو أمكن للعرب والمسلمين أن يصبحوا مبدعين كما ينبغي؛ ولو استفادوا من إمكاناتهم البشرية والمادية والاستراتيجية؛ فإنّ ذلك سيكون كفيلاً بإحداث التحول الكبير نحو الأمام لصالحهم.

وإذا كان في العالم العربي، سنة 1967، ثلاثون ألف شخص تقريباً من الموظفين أو العاملين في ميدان البحوث والتطوير، مقابل تسعة آلاف (إسرائيلي) تقريباً في الميدان ذاته، فلا ريب أنّ هذه النسبة كانت وقتها في مصلحة العرب. ولكن ذلك لا يعبر عن حجم المفارقة؛ إذ إنّ إنتاج المعلومات العلمية والتقنية في الدولة العبرية كان آنذاك أكبر بنسبة 250 % عما كان عليه الحال في العالم العربي.

وحسب البيانات التي سبق وأن رصدها الخبير العربي أنطوان زحلان؛ كانت مصر وحدها في سنة 1977 قد نشرت عدداً أكبر قليلاً من البحوث ، بواقع 661 بحثاً ، مما نشرته الجامعة العبرية في القدس المحتلة ، بواقع 602 بحثاً للأخيرة . أما الأبحاث العراقية التي بلغ عددها آنذاك 159 بحثاً ، فقد كانت توازي مستوى جامعة بن غوريون ، بواقع 153 بحثاً للأخيرة ، وهي خامس أكبر مؤسسات النشر في الدولة العبرية .

وطبقاً للمؤشرات المرصودة في حينه ؛ بلغ التفاوت في الإنتاج العلمي بحسب الشخص الواحد مائة إلى واحد تقريباً ، أي أنّ الإنتاج "الإسرائيلي" للشخص الواحد كان يفوق مائة مرة نظيره من الإنتاج في العالم العربي ، رغم أنّ معطيات المرحلة تلك تفيد بوجود عشرة حاملي دكتوراه من العرب لكل "إسرائيلي" واحد.

ويبدو أنّ الأمر كان وثيق الصلة بتفاوت جوهري يتعلق بضعف البيئة المؤسسية في العالم العربي بالمقارنة مع التجربة "الإسرائيلية" ، والأمر لم يتعلق في المدة الأطول من تاريخ الصراع بتفوق الدولة العبرية على الدول العربية في عدد المعاهد والمؤسسات العلمية ، وإنما في كون المعاهد "الإسرائيلية" توفر مناخاً أفضل لإنتاج المعلومات العلمية، وأنّ هذه المعاهد تحظى بامتيازات وهامش من الفعل أكبر مما يتاح لمنافساتها العربية.

ويبدو أنّ ذلك التفاوت المذهل هو ما دفع ر. د. مكلورين، الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط ، إلى الزعم بأنه "لا يوجد جهد مركّز للبحث والتطوير خارج "إسرائيل" (يقصد في العالم العربي) ، ولا يوجد عدد كبير (عربياً) من مراكز البحوث سوى بالاسم" ، كما أورد في بحث منشور له في مجلد "الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط 1973-1978 الصادر عام 1980 عن اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس الأمريكي .

وبينما استنتج الخبير أنطوان زحلان في بحث له عن العلم والتقنية في الصراع العربي "الإسرائيلي" صدر سنة 1981 أنّه (من الجلي أنّ الدول العربية تتصرف كأنها دول تنتمي إلى العالم الثالث ، بينما تتصرف "إسرائيل" كأنها بلد غربي متطور) ، فإنّ شخصية إصلاحية إسلامية كالشيخ محمد الغزالي كان يلاحظ من جانبه ، بعين الحسرة ، أنّ المستوطنين اليهود في فلسطين "قد بنوا وجودهم على إقامة مجتمع متمرِّس بالعلوم المادية ، خبير بأسرار الكون ، يستغل الهواء والشعاع لدعم "إسرائيل" وتبويئها الذروة" ، كما أورد في كتابه "هموم داعية" .

وقد لاحظ الدكتور محمد عبد السلام، العالم والفيزيائي الباكستاني الحائز على جائزة نوبل للعلوم سنة 1979، ومؤسس المركز الدولي للفيزياء النظرية في تريستا بإيطاليا أننا "لو نظرنا إلى كيفية إدارة هذه المشاريع (العلمية) في "إسرائيل" لذكرنا قول البروفيسور ديشاليت، مدير معهد وايزمن في القدس، أمام إحدى لجان الأمم المتحدة، حين سُئل عن سياسة (إسرائيل) العلمية فأجاب قائلاً: لدينا سياسة بسيطة للتقدم العلمي، تشتمل على عنصرين اثنين، أولهما أنّ العالِم (بكسر اللام) دائماً على حق، ويُفضَّل أن يكون شاباً، وثانيهما منح هذا العالم مطلق الحرية في الحركة والسفر، وحتى الهجرة في سبيل متابعة أبحاثه ودراسته، لكن نحتفظ بشرط واحد لنا عليه قبل سفره، وهو ضرورة اقترانه بفتاة يهودية، قبل مغادرته، فهي التي سترجعه إلى وطنه حتماً، فضلاً عن احتفاظنا له بوظيفة مفتوحة حتى عودته"، كما ينقل عبد السلام عنه.

وفي المحصلة؛ سعى الساسة الصهاينة ومروجو الدعاية للدولة العبرية إلى الحديث عن "مجهودات إبداعية" إسرائيلية في حقول التنمية والعلوم والاقتصاد والزراعة، كانت تغريهم أحياناً لإطلاق وصف "يابان الشرق الأوسط" على هذه التجربة المعقدة.

وكان من الواضح حرص تل أبيب المبكر على البروز كقوة مبدعة علمياً وصناعياً وفكرياً، و"كواحة ديمقراطية في صحراء التخلف العربي"، كما تقول الأسطورة، وهو ما كان له فعاليته في تعظيم صورة "الخصم المبدع" في عيون العرب، وفي التعبئة المعنوية في المجتمع (الإسرائيلي) العسكري، علاوة على استدرار الإعجاب والتعاطف في الغرب مع "قصة النجاح" هذه، بما يستتبع ذلك من مكاسب دبلوماسية واقتصادية.

إزاء ذلك كان الإنسان العربي يعيش أزمته المتفاقمة، وسط الشعور بأنّ الدول العربية والإسلامية "مخترقة حتى النخاع" ومكشوفة للأقمار الصناعية المعادية، التي بوسعها رؤية كل شيء، حتى الأعداد المتسلسلة المنقوشة على بنادق المقاومة في الجنوب اللبناني، وهي موجة من الانهيار النفسي بعثتها مشاعر الهزيمة المتلاحقة عبر حربي 1948 و1967، لتأتي التطورات في فلسطين والجنوب اللبناني منذ نهاية الثمانينيات بانطباعات مختلفة، أزاحت حالة الانبهار بالخصم بعض الشيء، طالما أنّ "الدولة التي لا تقهر" لم يعد بوسعها تحقيق انتصارات كاريكاتورية في حروب استنزاف طويلة الأمد مع العرب في جنوب لبنان أو الضفة الغربية وقطاع غزة.

لقد كان مخرج الاستراتيجية "الإسرائيلية" من مأزق التفاوت الكبير في الموارد المادية والبشرية مع العالم العربي، لصالح الأخير، يتمثل في سلوك وسلوك مضاد ؛ فالأول يقضي برفع الكفاءة الإبداعية و الأدائية والإنتاجية للجانب "الإسرائيلي" في مستويات الفرد والمؤسسة والمجموع، والثاني يقضي بالسعي لتقويض القدرات المقابلة لدى الخصم في مستويات الأفراد والمؤسسات والشعوب العربية والإسلامية، ما يترتب عليه فعل وتأثير هامشيان لديه ، وتقليل توظيف الطاقات الكامنة العربية، مع تنمية الموارد البشرية والتوظيف الأقصى للطاقات الكامنة لدى "الإسرائيليين" .

أما العامل الزمني فاكتسب أهمية بالغة في المشروع الاحتلالي والتوسعي في تغيير موازين القوى شيئاً فشيئاً لصالح "الإسرائيليين"، خاصة عبر قطع أشواط نحو النفوذ في المحيط الإقليمي وبسط السيطرة ، في حين يكون الخصم العربي قد تمادى في متاعبه الذاتية ، وتحقّق إقصاؤه عن مستويات الفعل والتأثير، كما أمكن تشتيت جبهته وتمييعها وتمزيق صفه بالكيفية التي وفرت ضمانات أفضل للدولة العبرية ومستقبلها، وتحويل الصراع من مفهومه الأوسع إلى نزاعات أو إشكاليات ثنائية تحل على طاولة المفاوضات ، في ظل اختلال موازين القوى على حساب العرب وغياب الظهير الدولي الضاغط على الجانب "الإسرائيلي".

وبينما يبدو ظاهرياً أنّ الطاقات الكامنة عند الأطراف المعنية بالصراع مباشرة، متفاوتة إلى حدٍّ كبير . فالدول العربية من جهة ، تملك أعداداً أكبر من السكان ، ومساحات أوسع من الأراضي تمنح الجانب العربي العمق الإستراتيجي ، وموارد طبيعية هائلة . وبالمقارنة تبدو طاقات الدولة العبرية الكامنة محدودة للغاية، فهي دولة استيطانية سكانها قليلون ، وتنتعش المخاوف من تزايد عدد الفلسطينيين في أرضهم التاريخية بسبب معدل الزيادة الطبيعية المرتفع لديهم، ما يشكل "أزمة ديمغرافية" في وجه هذا الدولة التي حاولت تنشيط حركة الهجرة اليهودية من أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة لاستيطان أرضها، مع اتخاذ تدابير الإبعاد وتضييق سبل العيش على الفلسطينيين دفعاً لهم للهجرة . كما لا يملك "الإسرائيليون" مخزوناً نفطياً كافياً، ولا غازاً طبيعياً، أو موارد معدنية كبيرة.

لكنّ الطاقات الكامنة تظل عديمة الجدوى حتى تتحول إلى منتوجات ، وخدمات تعمل على تحسين مستوى المعيشة ، وبينما يضطلع العلم والتقنية بالدور الحاسم في مجال استثمار الطاقات الكامنة يمكن ببساطة اكتشاف الفجوة بين الجانبين؛ فالدول العربية قد أخفقت حتى الآن في الحصول على مردود كاف من مواردها الهائلة ومن مكانتها في العالم، بينما حقق "الإسرائيليون" الكثير ؛ مستفيدين من عوامل عديدة ؛ من أهمها الامتداد الخارجي للمشروع الصهيوني ، والذي يمثل بعداً حاسماً في قوته ، لا بل في نشأة هذه الدولة من الأساس .

إذ تتمتع الدولة العبرية بشبكة من العلاقات والمصالح على نطاق دولي واسع أتاحت لها الحصول على فيض هائل من الدعم السياسي ، والإسناد العسكري ، والتمكين النووي ، والموارد المالية ، والخبرات العلمية والتقنية و التسليحية، وغير ذلك من مقومات تثبيت الوجود في ظل منعطف تاريخي استثنائي.

ويقدّر تدفق الموارد الخارجية المالية إلى الدولة العبرية من مصادر مختلفة، بين سنتي 1949 و1981 فقط، بأكثر من واحد وأربعين مليار دولار على أقل تقدير . وتدفقت هذه الموارد على هيئة دعم مالي باعتبار الحد الأدنى، يضاف إلى ذلك دعم غير معلوم، ومساعدات فنية وعسكرية وتقنية واستيطانية وسياسية لا تقدر بثمن، وفق تقديرات جمعها الباحث المصري الدكتور جودة عبد الخالق في العام 1985.

وتتضافر المؤشرات التي تؤكد حرص القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ثم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الاتحادية وأوروبا الشرقية ؛ على الإبقاء على الفجوة القائمة تقنياً وتكنولوجياً بين الدولة العبرية والعالم العربي ، بل سعت إلى توسيعها كلما برز مؤشر "خطير" حول ضيق تلك الفجوة . ففي حرب تشرين أول (أكتوبر) 1973 شاع الرأي القائل بوجود "شبه" توازن بين القوات العربية و"الإسرائيلية" ، والذي لم يسبق أن حصل منذ قيام دولة "إسرائيل" . وهنا تحرّك الميزان العسكري مرة أخرى باتجاه التفوق "الإسرائيلي" الواضح . ويعود هذا التحول أساساً إلى حقن "تل أبيب" بنظم وتقنيات متقدمة جداً وضعتها في المقدمة فيما يخص البحث والتطوير العسكريين . كما طرأ تحوّل لافت للاهتمام منذ انطلاق الصواريخ العراقية على التجمعات السكانية "الإسرائيلية" إبان حرب الخليج الثانية.

وكان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان قد أكد التزام إدارته بنهج الدعم اللامحدود للدولة العبرية بقوله: "إننا ملتزمون بالحفاظ على التفوق النوعي "الإسرائيلي" في ميزان القوة العسكري"، على حد تعبيره . ولكن الأمر لم يتوقف على الإسناد الأمريكي ؛ إذ لا يخفى الدور الفرنسي في تزويد "الإسرائيليين" بقدرات نووية هائلة أحدثت نقلة نوعية أضرت بأمن العالم العربي والإسلامي ، ويقول الخبراء إنّ التعاون الفرنسي "الإسرائيلي" في التطوير النووي أدّى إلى إيجاد قدرة نووية "إسرائيلية" تمكنهم من إنتاج الأسلحة النووية إبان الستينات . بل تولت ألمانيا الاتحادية باستمرار تزويد الشريك "الإسرائيلي" بهبات عسكرية لا تقدر بثمن ، من بينها ثلاث غواصات نووية متطورة وصلت إلى المرافئ "الإسرائيلية" منذ الوحدة الألمانية ، اعتبرها الخبراء بمثابة تعبير عن استمرار برلين في الالتزام بالوقوف اللامحدود إلى جانب "تل أبيب" قبل الوحدة وبعدها.

وبالمقابل ؛ كانت عملية نقل التقنية إلى الدولة العبرية من القوى الكبرى في العالم ترافقها عملية تزويد الدول العربية بقطع جاهزة ومتخلفة بمراحل عن نظيرتها المملوكة "للإسرائيليين" ، وذلك لقاء مبالغ مالية باهظة، وربما ضمن اشتراطات وضوابط مجحفة تقلِّل من فعاليتها، وتضمن عدم استخدامها إلاّ في العروض العسكرية والنزاعات بين الأشقاء .

ومن الثابت أنّ الاتكالية المفرطة على الخارج ، التي طبعت التجربة "الإسرائيلية" منذ نشأتها، رافقتها مساعٍ "إسرائيلية" حثيثة لإقامة قاعدة ذاتية للبحث والتطوير حققت توسعاً تقنياً متواصلاً، عبر التوجه الحثيث للحصول على التقنية الجاهزة من الدول الكبرى المتقدمة ، والتأسيس لقاعدة مبرمجة من البحث والتطوير الذاتيين في مختلف قطاعات التقنية الممكنة ، وبخاصة القطاع الحربي والأمني و متعلقاتهما ، ثم الانتفاع الاقتصادي جراء غزو الأسواق العالمية بإمكانات القاعدة التقنية الكفؤة ، والاستعداد لدخول حقبة السوق شرق الأوسطية المخطّط لها "إسرائيلياً " بنوايا الهيمنة على الأسواق العربية المغرية.

والمثير للاهتمام أنّ الاستراتيجية "الإسرائيلية" كانت ترقب بعين القلق أية خطوات جادة أو حتى ثانوية في المحيط العربي والإسلامي ، نحو بناء قاعدة علمية وتقنية وخاصة في الميدان التسليحي . وكان الرد على ذلك يتمثل في السعي إلى محاصرة هذه التجارب الناشئة وإثارة المجتمع الدولي والقوى الحليفة ضد أية دولة عربية أو إسلامية "تحاول" امتلاك مقومات حساسة أو حتى البدء ببرنامج جاد من شأنه تضييق الفجوة مع الدولة العبرية . ولم يكن الردع العسكري خياراً مستبعداً للتعامل مع هذه التجارب، بغرض الحيلولة دون اختراق هذا "الخط الأحمر"، وفق ما يتجلى في ضرب مفاعل تموز النووي العراقي سنة 1981، وفي سياق حرب الخليج الثانية وما بعدها .[/frame]

 

 

قديم 29-07-2006, 01:21 PM   رقم المشاركة : 2
OK
العضو الذهبي
 
الصورة الرمزية OK





OK غير متصل

OK كاتب مميزOK كاتب مميزOK كاتب مميزOK كاتب مميزOK كاتب مميزOK كاتب مميز


افتراضي

الف شكر على الطرح الرائع والمعلومات ,, ولكن للاسف لا حياة لمن تنادى

تقبل تحياتى اخى ابو فارج







التوقيع

للإستفسار >>> kwety0@hotmail.com

قديم 29-07-2006, 01:49 PM   رقم المشاركة : 3
ابو فارج
عضو مبدع
 
الصورة الرمزية ابو فارج





ابو فارج غير متصل

ابو فارج كاتب يستحق التميزابو فارج كاتب يستحق التميزابو فارج كاتب يستحق التميز


افتراضي

حياك الله اخي اوكي

مرور مشرف

دمت بخير







قديم 31-07-2006, 08:06 AM   رقم المشاركة : 4
Nathyaa
من المؤسسين
 
الصورة الرمزية Nathyaa






Nathyaa غير متصل

Nathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميز


افتراضي

كالعاده طرح رائع يارائع






التوقيع

Nathyaa

قديم 31-07-2006, 09:08 AM   رقم المشاركة : 5
ابو فارج
عضو مبدع
 
الصورة الرمزية ابو فارج





ابو فارج غير متصل

ابو فارج كاتب يستحق التميزابو فارج كاتب يستحق التميزابو فارج كاتب يستحق التميز


افتراضي

شكرا جزيلا يا غالية على التعليق

تحياتي نثية







مواضيع ذات صله المنـتدى العـام

خلفيات الانبهار العربي بالخصم.. و تجليات عقدة التفوق "الإسرائيلية"



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجائب الدنيا المضحكة """"صور"""" ادخل وشوف BLUE EYES قسم الصــور الغريبــه 19 16-10-2006 05:27 AM
إعمار العقارية" تطلق سادس أبراج "مارينا بروميناد" في "مرسى دبي" بنوته المنـتدى العـام 1 04-09-2006 07:25 AM
صور خبيرة التجميل ""جويل"" مقدمة برنامج "بصراحة أحلى" g6waa منتدى أخبار الوسط الفني 6 20-08-2006 08:42 PM
ايهما تفضل ""الصمت "" ام ""الكلام""" في ......؟؟؟؟؟؟ BLUE EYES منتدى الطب و الصحه 3 02-07-2006 03:37 PM
عاااجل ..محاكمه صدام حسين بالعراق .. """" فيديو """" Nathyaa المنـتدى العـام 12 23-10-2005 09:08 AM

الساعة الآن 04:52 AM
جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML