فتوى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد ...
يقول الله تعالى "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار" و قال تعالى في وصف المؤمنين " أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم" و يقول تعالى في مجاهدة الكفار " و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد" و يقول تعالى " و لا يطئون موطئا يغيظ الكفار و لا ينالون من عدوا نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح .."
إن كل عصر و زمان له أسلحته الجهادية و الحربية المستخدمة ضد الأعداء، وقد استخدم المسلمون أسلحة جهادية متنوعة في ذلك ضد أعدائهم بقصد هزيمتهم وإضعافهم، قال الشوكاني: و قد أمر الله بمقاتلة المشركين و لم يعيّن لنا الصفة التي يكون عليها ولا أخذ علينا ألا نفعل إلا كذا دون كذا، وهذا يوافق عموم قوله تعالى "و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد".
و من الأساليب الجهادية التي استخدمها الرسول صلى الله عليه و سلم مع الأعداء بهدف إضعافهم أسلوب الحصار الاقتصادي و هو ما يسمى اليوم بالمقاطعة الاقتصادية، ومن الأمثلة على أسلوب حصار النبي عليه الصلاة والسلام الاقتصادي مايلي:
1- طلائع حركة الجهاد الأولى وذلك أن أوائل السرايا التي بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم والغزوات الأولى التي قادها صلى الله عليه وسلم كانت تستهدف تهديد طريق تجارة قريش إلى الشام شمالا و إلى اليمن جنوبا، وهي ضربة خطيرة لاقتصاد مكة التجاري قُصد منه إضعافها اقتصاديا.
2- قصة محاصرة يهود بني النضير وهي مذكورة في صحيح مسلم: انهم لما نقضوا العهد حاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم و قطع نخيلهم و حرقه فأرسلوا إليه انهم سوف يخرجون فهزمهم بالحرب الاقتصادية و فيها نزل قوله تعالى "ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين". فكانت المحاصرة و إتلاف مزارعهم و نخيلهم التي هي عصب قوة اقتصادهم من أعظم وسائل الضغط عليهم وهزيمتهم و إجلائهم من المدينة.
3- قصة حصار الطائف بعد فتح مكة وأصل قصتهم ذكرها البخاري في المغازي ومسلم في الجهاد و فصّل قصتهم ابن القيم في زاد المعاد و ذكرها ابن سعد في الطبقات 2/158، قال: فحاصرهم الرسول صلى الله عليه و سلم و أمر بقطع أعناب ثقيف و تحريقها فوقع المسلمون فيها يقطعون قطعا ذريعا، قال ابن القيم في فوائد ذلك :و فيه جواز قطع شجر الكفار إذا كان ذلك يضعفهم و يغيضهم وهو أنكى فيهم
4- قصة المقاطعة الاقتصادية للصحابي ثمامة بن أثال الحنفي رضي الله عنه، و قد جاءت قصته في السير و المغازي، ذكرها ابن إسحاق في السيرة و ابن القيم في زاد المعاد و البخاري في المغازي و مسلم في الجهاد، و قصته كانت قبل فتح مكة لما أسلم ثم قدم مكة معتمرا وبعد عمرته أعلن المقاطعة الاقتصادية لقريش قائلا: لا و الله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم " و كانت اليمامة ريف مكة" ثم خرج إلى اليمامة فمنع قومه أن يحملوا إلى مكة شيئا حتى جهدت قريش، وقد أقره الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المقاطعة الاقتصادية و هي من مناقبه رضي الله عنه.
وهذه الحوادث و أمثالها تشريع من الرسول صلى الله عليه وسلم لأصل من الأصول الجهادية في مجاهدة الكفار في كل زمان ومكان.
وهذا الأمر اليوم في مقدور الشعوب الإسلامية أن يجاهدوا به، قال تعالى "فاتقوا الله ماستطعتم" و هو من الجهاد الشعبي النافع المثمر حينما تخلى غيرهم عن مجاهدة الكفار بأصنافهم..
و لذا فإننا نحث إخواننا المسلمين إلى جهاد الأمريكان و البريطانيين و اليهود و استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية المضعفة لاقتصادهم.
و إذا كانت الشعوب الإسلامية ليس لديها قوة في الجهاد المسلح ضدهم فليس أقل من المقاطعة الاقتصادية ضدهم وضد شركاتهم وبضائعهم، قال عليه الصلاة والسلام "جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم" رواه أحمد وأبو داود من حديث أنس.
كما أحث إخواننا المسلمين إلى المثابرة في هذا الجهاد و المصابرة قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا" وأن لا يملوا أو يتكاسلوا فإن النصر مع الصبر، وأن يجتهدوا في مقاطعة الشركات والبضائع الأمريكية والبريطانية واليهودية مقاطعة صارمة و قوية وشاملة، قال تعالى "و تعاونوا على البر والتقوى"، وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم" . رواه احمد من حديث على بن أبى طالب.
وقد لمسنا ولله الحمد فيما سبق وفيما تناقلته وسائل الإعلام أثر المقاطعة الشعبية السابقة على الاقتصاد الأمريكي والبريطاني واليهودي .
وقد انتشر في الأيام الماضية قائمة ولائحة تحوي مئات المنتجات للشركات الأمريكية و البريطانية واليهودية، فنحث إخواننا على التجاوب والتضامن مع هذه القائمة، قال تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى" و قال عليه الصلاة والسلام "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
و أمريكا و بريطانيا وراء محاربة الجهاد في كل مكان وهم وراء دعم الصهاينة في فلسطين و وراء دعم الروس في الشيشان ودعم النصارى ضد إخواننا المجاهدين في الفلبين و إندونيسيا و كشمير و غيرها ، و هم وراء دعم أي توجه لإضعاف الجهاد الإسلامي و إضعاف المسلمين ، و وراء محاصرة شعب العراق المسلم وشن الغارات اليومية عليه منذ عشر سنين ظلما و عدوانا مع قطع النظر عن حكامه.
وقد صدق فيهم وفي غيرهم قوله تعالى: "و لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
اللهم عليك بالأمريكان والبريطانيين واليهود وأعوانهم وأشياعهم اللهم اشدد وطأتك عليهم واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
منقول حتي يتم توسيع مقاطعة الامريكان والاوربيين
الاميركان والاوروبيين لم يخجلوا من مقاطعة حكومة حماس وحصار الشعب الفلسطيني وتجويعه، فلماذا نصر نحن على زيادة ايراداتهم بشراء منتجاتهم؟، ولذلك لقتل اهلنا في فلسطين والعراق وافغانستان والشيشان وسائر بلاد المسلمين؟؟ وتدمير الاسلام والمسلمين بأموالنا..
قاطعوا... يرحمكم الله