مرة تلو مرة .. عندما تتلاحق الثواني وتتتابع الأحداث ، وتضيع المسميات وتختلط الصور بتنسيق بليغ.. عندما يطرأ على السطح رنين مضطرد وحدس قوي ينبئنا بأن ذلك الظهور القوي الناعم الملمس شديد الغموض.
حدسنا وحواسنا السائرة مع الواقع والمناقضة لقوله .. الرافضة لمعالمه بنبرة مشتعلة تبحث عن حقيقة العمق الإنساني وما يمكن أن نحمله مخفياً داخل قسماتنا ..
عندما تخفي العبرات وإنحناء الوجه وملمس العينين وحدود الإبتسام الشيئ الكثير .. وعندما يصبح ما نراه طافيا مجرد ستار محمل بنذير هادئ يشوبه الحذر ..
كثيرا ً ما تسقط الأقنعة الثابتة في ثنايا الريح ليصبح ما خلفها ضياء ساطع بنور الحقيقة ، ليختلف كل شيئ في لحظة كأنها الفاصلة في زمن مضطرب الرؤية باهت السطور .
بين السقوط والنماء بعد شاسع .. تلك الأعين الناظرة لبهاء الربيع بكل ما يعنيه الشوق لسناء حضوره وعذب ثناياه .. وكم تختلف الصورة بإنحسار البريق وحلول السقوط المستظل بخريف عاصف !!
ما وراء الأقنعة عالم آخر .. لغة قلما يجود الزمان بمفردات تفسيرها لأنها إشارة غائرة لأنفس غادرة ..
في حكمة الخلق دروس ثابتة ، فواقع السقوط يعقبه نماء ، حتى ونحن في ظل واقع سادته الصور المتشبتة بقوة السكون الهادر .. فالقوة لا تكمن فقط في قدرتنا على نزع القناع وكشف معالمه الدفينة ..
إنما هي وقفات تضاف إلى رصيد حياتنا لتعلمنا الكثير ..
(( بوح قلم ))
14-11-2006, 11:21 PM
