عقل أم نقل روح أم جسد؟
العقل نعمة من نعم الله الكثيرة على بنى آدم وميزه به على باقي مخلوقاته
وأمرنا بالتفكر والتدبر
وكذلك أمرنا رسولنا بالتفكير أيضا
كتابنا وسنه رسولنا تدعونا لأعمال العقل
ولكن في حدود وبعيدا على ثوابت الدين أيضا
ليس لنا مجال في كيفيه الصلاة ولا عدد ركعاتها ولا توقيتها ولا استبدال
شعبان برمضان لصيامه
ومهما فسر لنا المفسرون في آبه واحده من آيات الله لن يوفوها قدرها
وديننا متجدد بالمعجزات والأسرار إلى يوم القيامة
يقول سبحانه وتعالى في محكم آياته
قُل لَّوْ كَانَ البَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ
جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً
(109) الكهف
مهما فسر المفسرون واستنفذوا مياه الأرض بحار وانهار ومحيطات وآبار
واعتبروها مدادا لكتابه هذه التفسيرات فهي لن تكفيهم ولو استعانوا بمثلها
أيضا
ولكن كثير منا للأسف لا يعترف إلا بما جاء به الأولون ويرفض كل ما هو جديد
بحجة أن المعجزة ليس لها تفسير ويرفضها جملة وتفصيلا
ولا يعطى للعقل ولا لتفكيره نصيب
وينظر للكاتب كنظرة وزارة الداخلية له بأنه متهم وعليه إثبات براءته
ويعطى لنفسه وظيفة الحارس على الدين والآخرين متهمون مثل نظرة ضابط المباحث
الذي يطلب من الفرد العادي إثبات براءته وأين كان في لحظه وقوع الجريمة
فهو مدان إلى أن يثبت العكس
ونجد في أعمال الصحابة من يؤيد إعمال العقل بديلا عن النقل ولم يتهموا
بتهمه ترك منطوق رسول الله لهم
عندما قال لهم الرسول كلمات صريحة لا تحتاج إلى تأويل
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا منهم
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
اعتقد والله تعالى اعلم
أن إعمال العقل مطلوب والتفكير فريضة إسلامية
وان نكون بعيدين عن ثوابت الدين فقط
أما الدنيا ومعجزاتها فهي من صميم أعمالنا
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
26-07-2006, 05:41 PM
