الموضة سلوك وتصرفات تكشف عن بعض الحماقات
بيان 2: ليس غريباً ان تهوى النساء عالم الموضة والتجميل بكل تفاصيله من ازياء وملابس وتسريحات جديدة واطقم المجوهرات وحقائب اليد والاحذية وغيرها..
لابراز جمالهن لدرجة ان بعضهن اصبن بهوس الموضة ويتابعن كل تقليعات الموضة أولاً بأول ويحرصن كل الحرص على اقتناء كل ما هو جديد في عالم الموضة دون مراعاة الجوانب المادية. واصبحت المرأة اليوم حتى من فئة المثقفين أسيرة لعالم الموضة وبدا من الصعب عليها ان تغرد خارج هذا السرب بدافع الغيرة والمنافسة احياناً واحياناً اخرى بدافع التطوير والتغير.. حول خطوط الموضة وهوس النساء بهذا العالم كان لنا هذا التحقيق.
السلوك المتحضر
ـ فاطمة عبدالله (ربة منزل) تقول: الموضة هي بمعناها الاصلي كل جديد وحديث يطرح في الاسواق العالمية والمحلية من ملابس واكسسوارات وتسريحات الشعر والصبغات والاحذية والحقائب وألوان المكياج وغيرها ولا توجد امرأة على وجه الارض لا تهتم بهذه الاشياء سواء جميعها او بعضها فالمرأة بفطرتها تحب الجمال والتأنق والتألق في كل المناسبات وليست الموضة مقتصرة على المرأة فقط بل على الرجل ايضاً.. والغرب يهتمون بهذه الموضة والاناقة اكثر من العرب واتصور ان متابعة كل ما هو جديد في الاسواق ضروري جداً للوصول الى التميز فالمظهر العام والشكل الجميل يعكسان السلوك الحضاري لأي رجل او امرأة فمن يكون انيقاً بين مجموعة من الناس اتوقع انه انيق ايضاً في سلوكه الراقي مع الناس وحضاري عندما يتحدث عن اي موضوع او قضية تكون محط نقاش بين الاصدقاء.
والانسان الانيق الذي يرتدي اللبس الجديد والشيء الذي يناسبه هو صاحب ذوق رفيع في كل شيء حتى عند انتقاء عبارات معينة فالحديث عند سرد قصة معينة لا يمكن ان يقارن بأي شخص عادي.. وهذا الانسان يكون محط اعجاب وثناء الجميع لاناقته ونظافته وتميزه بالجديد.
وتضيف: هناك من النساء بالذات من يلهثن وراء الموضة بشكل مخيف وللأسف انهن يبحثن عن الجديد فقط وليس الشيء المناسب.. فأنا لا يمكن ان اشتري من اي ماركة عالمية سواء كانت ملابس او مكياج او غيرها الا المناسب لبشرتي وقوامي فليس كل ما هو جديد في السوق يناسبني فهناك ألوان معينة تناسب بشرتي ولا تناسب بشرة امرأة اخرى.. وتسريحة تناسب وجهي ولا تناسب وجه صديقتي وهكذا فالأصل في الموضة هو التناسق والتوافق والانسجام بين اللبس والشكل العام وليس ابراز الجديد فقط وهذا الكلام موجه لكل النساء المصابات بهوس الموضة.
المناسب فقط
ـ كيملا (ربة بيت من الولايات المتحدة) تقول: اعتقد ان الجري وراء الموضة شيء طبيعي فكل امرأة تسعى الى التميز في مظهرها العام والتأنق بدافع التغيير، فالنفس البشرية تميل الى التجديد والتطوير ومواكبة الجديد وكل ما هو محط الاهتمام والتغيير شيء مطلوب من كل شخص وليس النساء فقط وهناك اشخاص لديهم اهتمامات بالماركات العالمية وشراء الاشياء الثمينة فقط دون الالتفات للأشياء الرخيصة ومتى ما انتهت موضة معينة كاللون او الشكل يلقون بها في سلة المهملات او تهديها المرأة لاحدى صديقاتها او جيرانها وهذا بنظري تبذير واسراف وقلة وعي من النساء والموضة هنا نقمة وليست شيئاً ايجابياً وانا ارى ان الموضة هي ارتداء الشيء المناسب فقط وبالسعر المعقول وليس شراء كل ما هو ثمين يعتبر مناسباً.
وتضيف: صحيح ان العصر الذي نعيشه الآن يتطلب منا المبالغة في اللبس والديكورات الخاصة بالملابس «كالبروش» والاحذية والحقائب والعطورات وما الى ذلك الا ان مراعاة الميزانية امر مهم للغاية فلو كانت الميزانية تسمح فما المانع لكن اذا كانت الميزانية متواضعة فالحرص واجب ومفروض في هذه الحالة وهناك اشخاص لا يحترمون الا صاحب الذوق الرفيع والمتتبع لكل ما هو جديد في الاسواق ويعتقدون ان قراراته صائبة وتفكيره رزين وكل ما يقوله صحيحاً وليس هناك اي شك في حديثه.. وانا اقول ان هؤلاء الاشخاص حقاً يجهلون كلمة الموضة والتغيير وأهداف هذه الصرعات الجديدة والحديثة.
العادات والتقاليد
ـ بدوية عبدالسلام طالبة جامعية (تقول): للأسف الشديد نحن نعيش في عصر العولمة ومبهورون بحضارة الغرب وما يصاحبها من تيارات لا تناسب ديننا ولا مجتمعنا العربي الذي له خصوصية يعرفها الجميع وانا عن نفسي اجد ان الموضة امر سخيف للغاية وشيء بعيد كل البعد عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وانا اهتم بمظهري في حدود وليس بشكل مبالغ فيه وارتدي الجديد والجميل وانيقة جداً ونظيفة، ولا اجري وراء الموضة ابداً والحمد لله انال احترام كل من حولي بأسلوبي في الكلام والحديث والتصرف معهم بلباقة وادب واحترام فليس بالشكل وحده يحب الانسان بل بالمعاملة الحسنة واحترام الآخرين..
وتضيف: الآن اشاهد العديد من بنات الامارات والشباب ايضاً مهووسين بالموضة في اللبس والتسريحة والاحذية والحقائب الغريبة.. وغيرها وبشكل مبالغ فيه فالفتاة تشتري حقيبة تصل قيمتها الى 700 درهم وعطورات جديدة تصل قيمتها الى 1000 درهم وملابس تتجاوز 10 آلاف درهم وأطقم الذهب والماس الجديدة تصل قيمتها الى 80 ألفاً وما فوق فلماذا كل هذا الاسراف هل اصبحنا نغرق في تيارات الغرب اين الهوية العربية؟ الاسلام ينهى عن كل ذلك فالتواضع والاعتدال مطلوبان وكلمة الموضة بحد ذاتها دخيلة على مجتمعاتنا العربية.. نحن نقلد الغرب في كل شيء وهؤلاء الاجانب يرغبون بتدمير عقول واخلاق شبابنا بتصدير هذه الكلمة (الموضة) واشغال اذهاننا بهذه التفاهات حتى لا نبتكر، ووسط هذه الحروب نلتفت للغرب ونقول الموضة اية موضة هذه مجرد سؤال.
جاذبية الاعلانات
ـ جيل من بريطانيا تقول: انا اجد ان كلمة الموضة موجودة بين المراهقات وليس لدى السيدات وبالاخص السيدات الواعيات والمثقفات والاعلان يلعب دوراً كبيراً في دعم هذه الافكار والجري وراء كل ما هو جديد وترويج بعض السلع لدى المراهقات لذلك نجد ان الفضائيات لا تخلو من الدعاية والاعلان لبضائع معينة من ملابس ومكياج واحذية وغيرها والمراهقات يرغبن في اقتناء كل يشاهدنه في الفضائيات دون التأكد من جودة هذه المعروضات.. ومدى مناسبتها لهن انا عن نفسي لا اشتري اي شيء الا المناسب لي فقط واي شيء يطرح في السوق لا يجذبني اذا كان غير مناسب لي.. وهناك سيدات يلهثن وراء الموضة بشكل مخيف فكل ما يطرح في السوق من الوان جديدة تكون محط انظارهن وايضاً الحقائب وهذا خطأ فادح يرتكبه معظم السيدات حتى المثقفات منهن.
الغيرة والتباهي
ـ رشيدة عباس (موظفة) تقول: الموضة تهمني كثيراً واحب ان اتابع كل ما هو جديد في السوق من ملابس جاهزة واقمشة حديثة واحذية وحقائب ومكياج ذات الصرعات الجديدة من تسريحات الشعر وخاصة تلك المتعلقة بالماركات العالمية فنحن النساء نجري وراء الموضة وكل ما يتعلق بالتجميل ونحب ان نتنافس على شراء الجديد والجميل معاً ولا يهم هنا السعر ابداً فلو كنت قادرة على الدفع فما المانع من شراء الاشياء التي تليق بي وتبرز جمالي واجد على مستوى مكان العمل ان الموظفات يتنافسن فيما بينهن في التجمل مثلاً تشتري الواحدة منا عباية أو شيلة ذات ماركة ما تقلدها زميلتها في هذا الشيء حتى لو كانت عبايتها اجمل واغلى منها فالغيرة بين النساء تدفعهن لمواكبة الموضة ومن اوسع ابوابها. وتؤكد رشيدة بأن الموضة تعني التميز والتألق ودور الازياء تطرح فساتين تواكب الموضة المتماشية مع اذواقنا ولذلك نسمع عن عروض الازياء وعرض الفساتين والمكياج والتسريحات والمجوهرات الجديدة لانتقاء المناسب.. ولكن هناك من يجهلن طرق اختيار الشيء المناسب وكل ما تعرضه دور الازياء تعتبر اشياء جميلة بنظرها واتصور ان صاحبة الذوق الرفيع هي الوحيدة القادرة على اختيار الأنسب كما ان مواكبة كل ما هو جديد من فترة لاخرى يساعد على اكتساب خبرة في مجال السوق بشكل افضل من اية سيدة اخرى تشاهد الموضة السائدة بالاسواق لأول مرة وانا افضل الاستعانة بصديقتي في اختيار الانسب لي او حتى والدتي فهي صاحبة ذوق رومانسي وانا احب ذوقها جداً في اللبس والمكياج واختيار الحقائب والاحذية المناسبة للقوام والشكل العام.
شخصية نرجسية
وحول هذا يقول الدكتور علي الحرجان اختصاصي الطب النفسي: الموضة من ازياء وملابس وغيرها هي نابعة من حس داخلي يقيم الجمال والاشياء الحديثة الجيدة والاهتمام بالجديد ليس خطأ خاصة لو كان يتناسب مع قدرات اي انسان والاهتمام بالجديد والحديث دلالة واشارة للحيوية والنشاط والرغبة بالتطوير والتحديث.. والخلل في هذا الموضوع يظهر في رغبة بعض النساء في مواكبة الموضة واقتناء كل ما هو جديد وعصري دون ان تمتلك السيولة المادية وهذه تعرف بالشخصية النرجسية التي تحب ان تكون حديث زملائها والاخرين وهذه الشخصية غريبة في مظهرها وسلوكها.. ان الموضة لها مؤشرات عديدة فهي تشير الى فكر وقيم تمس المجتمع من طبيعة الملابس والاحذية والمكياج وفي احيان كثيرة تعكس افكاراً وقيماً ومفاهيم فردية ايضاً.
ويضيف.. وهناك الكثير من الاشخاص لا يتقبلون كلمة الموضة في مجتمع معين ويعتقدون ان الذي يطبق الموضة يعتبر منحرف الافكار ويؤمن بضرورة تغيير المجتمع وعاداته.. وهناك عدد من النساء يشعرن بالنقص ويندفعن وراء الموضة بشكل مرضي لتغطية هذا النقص فيقضين ساعات طويلة في السوق في التبضع والشراء لتغطية بعض الجوانب بشخصيتها.. وبشكل عام اقول انا بأن الموضة تيار جارف ومن الصعوبة الوقوف امام هذا التيار الذي توجهه اجهزة الاعلام وشركات الدعاية والاعلان وهذه الجهات مجتمعة تمثل قوى مؤثرة قوية لها اهداف وغايات معينة وتؤثر على الفرد ويصبح لا حول له ولا قوة ومن الصعب عليه ان يقاوم هذه الوسائل. فاذا انتشرت موضة هاتف معين طرح في السوق مؤخراً نجد ان الشباب يبذلون قصارى جهدهم من اجل امتلاك هذا الهاتف.
هناك اناس تعارض هذا السلوك وترفض الانسياق وراءه وهذا الشيء دلالة على نضج الشخصية ووعيها وان لديها خبرة حياتية فلا يتأثر بما هو سائد ويختار المناسب فقط. وبنظري ان الاختيار الانسب المتوافق مع الشكل والعائلة والمادة دلالة على قوة الشخصية وانا احترم هؤلاء الاشخاص، فالموضة لها اضرار مادية واجتماعية بجانب فوائدها والشخص الذي يختار على ضوء قناعات ورغبات يعتبر منطقياً وواقعياً اما الذي يقبل الامور على ما هي فهو ضيق النظرة وغير قادر على تطوير فهمه لحاجاته الرئيسية
29-08-2005, 11:03 AM
المواضيع المتشابهه
