قصة جريمة: أدانته المحكمة بخمس سنوات حبسا
لم تفلح الفحوصات الطبية والأدوية في علاج مرض الصرع الذي كانت تعاني منه "خديجة"، مما دفع والدتها إلى التردد على الفقهاء والدجالين، لعلها تجد الخلاص عندهم، لكن هذا الأمل سرعان ما تحول إلى مأساة، عندما اختلى "فقيه" بالفتاة المعتوهة من أجل أن يصرع مرضها، وانتهز الفرصة ومارس عليها الجنس بطريقة شاذة، وهي الجريمة التي توبع من أجلها المتهم بخمس سنوات حبسا نافذا.
فاس : الأحداث المغربية وقفت خديجة أمام هيأة المحكمة غير مهتمة بما يجري أمامها، بالرغم من أنها الطرف الأساسي في هذه القضية التي يتابع من أجلها «فقيه» بتهمة اغتصابها. استفسرها القاضي عما جرى خلال الثلاثة أيامها التي قضتها بمنزله بدعوى علاجه لها، أعادت سرد جزء مما وقع قبل أن تقرر هيأة المحكمة رفع الجلسة للمداولة من أجل النطق بالحكم. الارتماء في أحضان «فقيه» كانت "خديجة"، البالغة من العمر34 سنة، تعاني من مرض الصرع منذ صغرها، فظلت أسرتها تعاني من سلوكاتها غير السوية والشاذة، في حين لم تفلح الفحوصات الطبية والأدوية في الظفر بوصفة علاج كفيلة بوضع حد لهذه المعاناة... وعندما خابت آمال الأسرة في وصفات الأطباء والأخصائيين في علاج الأمراض النفسية، لجأت الى أساليب الشعوذة وزيارة أحد الفقهاء. ظلت زيارة الفقيه هاجسا يؤرق حياة والدة "خديجة"، فأصيبت أفكارها من أجل ذلك بالتشتت وانتابتها مشاعر التيه، إلى درجة أنها لم تعد تدرك ماذا ستفعل مع حالة ابنتها. وفي أحد الأيام توجهت "حادة" رفقة ابنتها المعاقة ذهنيا في الصباح الباكر نحو منزل "فقيه"، بحي بعيد عن حيها، لعله يضع حدا لمعاناة الشابة ومحنة أسرتها، عن طريق منحها وصفات من بخور أو تمائم تكون سببا في تخليصها من ذلك المرض اللعين. وما إن جلست الأم أمام "الفقيه" حتى شرع يحرك شفتيه بعبارات غامضة ويقوم بطقوس خاصة، قبل أن يختم حصة «العلاج» بالدعاء للمريضة بالشفاء العاجل... و على إثر ذلك سلمت الوالدة للفقيه "الفتوح"، ثم عادت مع ابنتها إلى المنزل وهي مرتاحة. بعد أيام قليلة عادت الأم و"خديجة" إلى منزل" الفقيه" الذي أقنعها خلال هذه المرة بضرورة بقاء ابنتها المريضة بمنزله مدة ثلاثة أيام حتى يتمكن من تخليصها من المرض الذي تعاني منه. فتاة مريضة في قبضة دجال وافقت الأم المغلوبة على أمرها على ما اقترحه عليها الفقيه، ولم يخامرها، في أي لحظة، أدنى شك حول مصير فلذة كبدها التي تركتها بين يدي "الفقيه". بقيت "خديجة" وحيدة مع "الفقيه" بمنزله، بدعوى الانفراد بها رأسا لرأس من أجل علاجها... لكن هذا البقاء أخفى في واقع الأمر حقيقة صادمة وغير متوقعة، حيث أرغم "الفقيه" الفتاة منذ اليوم الأول على مداعبته ثم ممارسة الجنس عليها، بدعوى أن ذلك يدخل في إطار طقوسه الخاصة، وهو الأمر الذي تفطنت له "خديجة"، فرفضت ودخلت معه في شنآن حاد قبل أن تحاول الفرار، لكن هذا الأخير أصر على الإيقاع بها وعمد إلى استمالتها بكافة الوسائل المتاحة له، قبل أن تسقط في قبضته. هذه الفضيحة سرعان ما انكشف أمرها، عندما رجعت أم الفتاة إلى منزل "الفقيه" دون سابق استئذان، فوجدت ابنتها في حالة نفسية سيئة، إذ بدت شاحبة وفي حالة انهيار منذ أول نظرة، كما شرعت الفتاة في البكاء بطريقة هستيرية بمجرد ما رأت والدتها، حينها تيقنت هذه الأخيرة أن ابنتها قد تعرضت لمكروه، فاستفسرت "الفقيه" عما حصل، لكن هذا الأخير نفى حصول أي شيء. تصاعد اللجاج بين المرأة والدجال، قبل أن تنسحب الأم و ابنتها في حالة من الغضب، فاعترض سبيلها "الدجال" وهو يهددها إذا ما قدمت شكاية ضده. شهادة طبية تعزز الاتهامات الموجهة للدجال بعد أن عاينت خدوشا على أطراف ابنتها الضحية، شرعت في استنطاقها عبر طرح وابل من الأسئلة المتتالية والسريعة...فاستشفت من أجوبتها، أن "الدجال" استغل حالتها النفسية وانفراده بها في البيت، فأخذ يداعبها ويراودها عن نفسها إلى أن التهبت بدواخله جمرة النزوة الجنسية الحيوانية، فاحتضن جسدها بنوع من اللهفة، تحملت معه المسكينة ألم الاغتصاب والمذلة. نزل هذا الخبر كالصاعقة على قلب الأم، فتزعزع استقرارها، وتشتت تفكيرها وانشطر بها إلى كل التأويلات والاحتمالات، فلم تعد تدري ما تفعل إزاء هذا المعطى الجديد... وبعد لحظات من التأمل ومحاولة استرجاع الهدوء و السكينة، التأمت أفكارها واستعادت انسجامها من جديد، لترشدها إلى طريق الصواب.أخذت الأم ابنتها إلى عيادة طبية، من دون إخبار والدها وأشقائها، وكان غرضها من وراء الزيارة تحرير شهادة طبية من شأنها أن تعزز موقفها أمام القضاء... بعد ذلك توجهت المرأة رفقة ابنتها الى أقرب مقاطعة للأمن لتحرير شكاية مباشرة في الموضوع، حيث استمعت عناصر الشرطة القضائية لتصريحات الأم والضحية التي لم تسعفها إعاقتها في سرد تفاصيل ما تعرضت له بكل دقة وتركيز، فجاءت تصريحاتهما منذ أول وهلة متناقضة. خمس سنوات للمغتصب بناء على تصريحات الأم والضحية، انتقلت عناصر الأمن إلى المنزل الذي يقيم به "الفقيه الدجال"، فتم الاستماع إليه ووجهت له أسئلة بخصوص ضلوعه في التهمة التي يتابع من أجلها، قبل أن تقام مواجهة بين المتهم والضحية، جددت خلالها هذه الأخيرة اتهامها ل "الفقيه"، وأوضحت بكل عفوية مختلف مراحل استمالتها والإيقاع بها وممارسة الجنس عليها، وذلك أمام اندهاش أفراد الضابطة القضائية... أرغمت هذه التصريحات المتهم على الاعتراف تدريجيا بما اقترفه. وبعد تعميق البحث أكثر والاستماع إلى بعض الشهود، تمت إحالة المتهم في حالة اعتقال على أنظار غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف ، بتهمة الاغتصاب والاحتجاز والنصب والاحتيال وممارسة الشعوذة. في قاعة المحاكمة وقفت الضحية أمام هيئة المحكمة مندهشة شاردة، وظلت تحملق بعينيها يمينا وشمالا غير مكترثة بما يدور حولها رغم أنها تشكل جوهر القضية... حاولت هيئة المحكمة الوقوف على حقيقة الأمر من خلال القرائن المتوفرة لديها، فاستمعت لأطراف القضية من جديد رغم ما اعترضها من صعوبات ناتجة بالأساس عن الحالة النفسية للضحية. وفي الوقت الذي طالب فيه دفاع المطالبة بالحق المدني بإنزال أقصى العقوبات على المتهم مع إجباره على دفع تعويض مدني للضحية، طالب دفاع المتهم بالاستماع إلى جميع الشهود المدرجة أسماؤهم في محضر الضابطة القضائية، ملتمسا في معرض مرافعته البراءة لموكله، وتمتيعه احتياطيا بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف. بعد ذلك اختلت هيئة المحكمة للمداولة لتقرر في نهاية الجلسة إدانة "حسن . ع"، البالغ من العمر46 سنة، بخمس سنوات حبسا نافذا وتعويض مدني قدره 20 ألف درهم .
22-08-2005, 08:47 AM
المواضيع المتشابهه
