*·~-.¸¸,.-~*سيدتي الملكة*·~-.¸¸,.-~*
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»سيدتي ..
سامحيني..
فأنا أهذي..و حين أهذي قد أقول ما لا أعني..
سيدتي..
لصٌ أنا.. أعترف سيدتي ..
في لحظةٍ .. سرقت ما لا ينبغي..
نظرةٌ هي ..
هي لحظةٌ .. سنةٌ في عمرها..
لكنها .. أجمل أعوام حياتي..
التقيت بها ..
عيونا طال البحث عنها..
عيونا طال الشوق لها ..
أخبَرَتْ كلاما.. تعجز الشفاه عن النطق به ..
أخبَرَتْ كلاما.. أجَلّ .. من أن تنطق به الألسنة..
أو .. تهمس به الشفاه..
سيدتي ..
ملكة أنت ..
إن أحببتني .. ملكة ..
و إن كرهتني .. أيضا ملكة ..
لا تعلمين كم يتعذب المرء في هوى من أحب ..
سيدتي ..
أردت يوما دعوتك ..
لنشرب فنجانا من القهوة السوداء ..
على جسور فينيسيا ..
أو غابات فيينا ..
أو خلجان باربيدوس ..
لا تتعجبي..
فعندما عرفتك ..
رأيت العالم معك بألوانه الحقيقية ..
و قبلك ..
كان العالم مرسوما بالأبيض و الأسود ..
قرأت معك للمرة الأولى ..
كتاب الألوان..
و كتاب الغابات ..
و كتاب الأزهار..
و كتاب القيم و المروءات ..
و كتاب الحب ..
و كتاب كل شيء جميل ..
و كنت مأخوذ بقراءاتي معك ..
و لا أزال ..
سيدتي ..
قالوا عني أني ضعيفا..
ألا يعلمون أن الضعف من دلائل القوة..
قالوا عني أني صامتا..
ألا يعلمون أن العين أقوى من اللسان ..
سيدتي ..
لك أمانةٌ عندي .. كللتُ من حملها..
لم تنبس بها شفتاي..
إلا لربٍ يعلم الأسرار..
دعوته ..
إحفظها من كل سوء ...
إنها أمانتي عندك ..
أستودعك إياها..
درة ياقوتةٌ منثورةٌ انت..
سيدتي ..
في لحظة ..
أردت أن تكرهيني..
ليس لأنني أكرهك ..
فمن هم مثلك ..
تربعوا على عرش قلبي..
لكنني ...
أتعذب في هواك..
و خشيت عليك ..
من العذاب .. في هواي..
خفت سيدتي ..
أنت أرق من هذا ..
أنت أقدس من هذا ..
صدقيني ..
أخاف عليك حتى في أحلامك ..
أنت لا تعلمين ..
كيف ينبض قلبي لذكر اسمك ..
قلبي ..سألت الله يوما أن يضعك فيه ..
ثم تراجعت..
نبضات قلبي .. قد تؤرقك ..
سيدتي..
هي همسةٌ ..
كلما أرادت شفتاي أن تنبس بها ..
خافت عليك..
قد تظنين أني أهذي..
لكن .. سيدتي..
أحبك ..
هي كلمة مكتوبه في كل مكان حتى قبل أن تكون الكتابة ..
مكتوبة في الكلام الذي لم أقله ..
و في الأحلام قبل أن أحلم بها ..
و في أعياد ميلادي التي لم أحتفل بها ..
سيدتي ..
جاءني ذات يوم .. شاب..
أخبرني عن ذوبه في هواك..
كادت تقتلني..
الغيرة .. أشعلها في قلبي..
أنا غريق.. هذا ما تبين لي..
سيدتي ..
ناسك أنا ..
فمحرابك .. هو منبري ..
عازفٌ أنا ..
فدقات قلبي في هواك .. تعزف أعظم الالحان..
مقاتل أنا..
فميدانك .. هو معركتي ..
صمتي .. حديثي .. نظرتي .. و حتى أحلامي ..
كلها قتال ..
و إن أردت في لحظة ما أن أستريح ..
أجد ألف سيف على رقبتي..
ألف لجام بين فكي ..
ألف طوق في رقبتي ..
كي لا أقول ..
أحبك ..
سيدتي ..
سلطان أنا .. فلا يقف أمامي الجان ..
سلطان أنا ..فلي الدخول لما أريد ..
عالم الجنة .. الله أرانيه يوما ..
عالم الجحيم .. الله أرانيه يوما ..
قصور ملوك الجان .. لا تستعصي علي ..
قصور ملوك الإنس .. أعبرها متى أشاء ..
عالم الاحلام .. زرته مرارا .. أتذكرين ..
أنت ..قابلتك ذات يوم ..
أخبرتك أنني أحبك ..
لكن ..
أنت إعتبرته حلما ..
و أنا إعتبرته .. إثما ..
سيدتي ..
لا تظني أن صمتي ضعفا ..
أنا أخشى عليك ..
كلما اقتربت منك ..
نبضات قلبي تتضاعف .. فأخاف أن تتضايقي ..
كلما حاولت الحديث معك ..
الكلمات .. تتسابق في الخروج .. فأخاف أن تؤذيك ..
و لكن ..
فمي عاجز عن نطقها معا ...
صدقيني ...
فأنا إنسان ..
كبقية الناس ..
لكن ..
أخشى أن يبدُرَ عني ما لا يليق..
فاتنة ٌ أنت ..
فأخشى أن يسيء الناس فهم تصرفي ..
فأضع الحدود .. و لكل شيء حدود ..
فلا تقولي لي أنني ضعيف ..
و لكن ..
محاريب العلم لها حدود ..
و نظرات الأعداء لها حدود .. و كثيرا ما هم ..
و قدسيتك ..طهارتك .. طيبتك ..
أعظم الحدود ..
فلا أريد تلويثها ..
فعذاب قلبي ..
أهون علي ألف مرة ..
من وخزة ألم في إصبعك ..
سيدتي القبطان ..
قد تتساءلين من أنا ..
قد تظنيين أني .. معجب عابر..
لكن سيدتي ..
دعيني .. أخبرك الحكاية من البداية..
بحارٌ .. أنا سيدتي ..
أمضيت حياتي بحثا عن شاطيءٍ أرسو له ..
شاطىء .. ألقي إليه بأحمالي ..
شاطىء .. أسكن إليه إذا ما اشتد صرير الرياح ..
شاطىء .. ألوذ إليه إذا ما اشتد غضب الأمواج..
شاطىء .. ليس كمثله شاطىء ..
و كنت كلما وجدت شاطئا ..
أرفضه أو.. يرفضني ..
ماذا أرى ..
هو ذا شاطئي .. أراه في الأفق ..
نعم إنه هو .. هو ذا شاطئ أحلامي ..
لم أكن لأتوقع رؤياه.. يوما ..
كم أتوق للرسو إليه ..
آه .. كم هي لذيذة متعة إيجاد المفقود ..
و لكن ..
شاطئي .. سيدتي ..
لست بشاعر أنا ..
و لكنها ..
المشاعر..
تحرك كل ذي قلب ..
حتى و لو كان ميت ..
و أنا الآن ..
يكفيني منك سيدتي..
أن لا تكرهيني ..«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»