عندما ندرس شخصية الإنسان، وعلاقة الظاهر بالباطن، فإننا نلاحظ قوة هذه العلاقة، فعندما يكون باطن الإنسان (قلبه) طاهراً ليس فيه شوائب من الحقد والحسد، أو الأنانية والكِبر، فإنَّ هذا يظهر في وجهه ونظراته وحركاته، وإذا رأينا إنساناً يقلد الكفار في لباسه ومظهره وطرائق معيشته، فإننا نعلم أنَّ في قلبه مرضاً، مرض الشبهات والشك والهزيمة الحضارية، فإذا رأينا شاباً يلبس القبعة (الأمريكية) ويضع في يده أسورة، وفي عنقه سلسلة، أو شابة تلبس الضيق وتتبع آخر (موضة) في اللباس الذي لا يليق بالمسلمة، فماذا نقول عن هؤلاء؟ إنَّهم في منتهى الهزيمة!
والأصل هو الباطن، والإسلام يهتم بهذا الأصل اهتماماً كبيراً؛ لأنه إذا صَلُح صلح الظاهر، فقد تلبس المرأة لباساً شرعياً في الظاهر، ولكنها تحب في الخفاء إظهار زينتها، بل تحب أن تظهر هذه الزينة وكأنها جاءت عفواً وبغير إرادتها، كأن يكون بسبب الريح أو ركوب سيارة.. هذا بالإضافة إلى طريقة المشي والحركات والكلام، وحبها أن يرى الرجال شيئاً منها، كل هذا يدلُّ على مرض في قلبها..! فهل يكفي التستر الخارجي ـ رغم وجوبه وهو مطلوب لذاته ـ إذا لم تكن المسلمة متسترة داخلياً، تعلم ما معنى العفة والطهر، وتعلم ما معنى ألا تكون فتنة للناس؟
وإذا لم تكن كذلك، فهناك ألف وسيلة لتظهر المرأة شيئاً من زينتها التي يحرم عليها إظهارها، وهي متسترة ظاهرياً، والشيطان يوسوس لها ويزين لها أعمالها.
ونحن وإن كان لنا الظاهر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتعلق بالظاهر، لكن الحديث عن المسلمات المؤمنات التي قد تضعف إحداهن أمام الهجوم المتكرر على الحجاب والستر، وكثرة الذين يلوكون الكلام عن (تحرير المرأة)، ونحن نعلم أنَّ المسلمة حرة، إذا فُهم الإسلام على حقيقته، كما جاء به محمَّد صلى الله عليه وسلم، وكما طبَّقه جيل الصحابيات رضي الله عنهن.
رسائل صادقة للشابات المسلمات (1)