بسم الله الرحمان الرحيم
لقد لامست قلب الحقيقة واحد الامور التى باتت تشكل ازمة أخلاقية فى وسط قطاع التعليم ، ليس فقط فى الاردن بل فى عالمنا العربى عامة ، رحم الله زمناً كانت في (العصا لمن عصى ) ، حتى جاءت النظريات التربوية الحديثة التى لا نحسن تفسيرها في كثير من الاحيان ، لنعطى مبررات واهية لتجاوز الطلبة
وتماديهم ، ونغلفها بغلاف من التعليمات واللوائح والأنظمة المهترئة التى عادت بمستوى أبنائنا عشرات السنين الى الوراء .
أتفق ان العصا ليست اسلوب تعليم ، ولكنها ايضا اسلوب ضبط وعامل مهم ومساند فى العملية التربوية ، وان العقاب والثواب مبدأآن موجودان منذ أن خلق الله هذه الارض ، وورد فى قرآننا الكريم كما نصت عليه النظريات التربوية ، ولكن علينا عدم جعل الضرب الوسيلة الوحيدة للتعامل مع ابنائنا الطلبة، فكثيراً ما يكون جو الود والحب عاملا مؤثراً فى اختصار المسافات بين المعلم والطلبة ، ويحقق المعلم بالحب ما لا يستطيع تحقيقه بالعصا ، وتبرز لنا نتائج ايجابية واضحة وملموسة .
اما عن الجانب الآخر فلا انكر وجود انحطاط في الاداء السلوكي لدى الكثير من الطلبة ، وخصوصا فى فترة المراهقة ، حيث التجاوزات والعنف والاعتداءات بلغت اوجها فى غياب الرقابة الاسرية ، وعدم محاسبة الاهل لابنائهم ، هذا التجاوز وللاسف وصل الى المعلم واصبح المعلم لقمة سهلة لكل اولئك المارقين من الطلبة ، الذين تناسوا دينهم واخلاقهم ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو لم اكن نبياً لوددت أن أكون معلماً) صدق رسول الله
، ونسوا أحمد شوقي عندما قال :
قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم ان يكون رسولا
وللاسف انك تجد الاهل يسايرون ابناءهم دون اي رادع ديني او اخلاقي او حتى مجتمعي ، من باب ( العيب التطاول على المعلم ) ، والادهى تلك القوانين التى باتت تجرد المعلم من كرامته وعزته ، وتعزل عنه هيبته ووقاره ، مما ساعد على التجرؤ على هذا الانسان الذى يفني حياته من أجل خدمة البشرية ، ونشر نور المعرفة مبدداً ظلمات الجهل .
ختاما أقول لا حول ولا قوة الا بالله والله المستعان .