شاهدت الروائية العراقية بتول خضيري حرب الخليج الثانية في لندن من خلال وجهة نظر الإعلام الغربي وعن طريق رسائل كانت تتلقاها من بغداد تصف «آلاما لا تنتهي من الخوف والرعب والظلام».
«كنت محطمة تماما لأن عائلتي في الداخل وأنا في الخارج أرى الظلام وكرات اللهب، وتدمير بلادي، كنا مشلولين تماما».
هكذا قالت بعد قراءة جزء من روايتها التي صدرت باللغة الإنجليزية حديثا وعنوانها «سماء قريبة جدا».
الرواية هي عبارة عن قصة فتاة ولدت في العراق من أب عراقي وأم بريطانية، تقول المؤلفة إن الرواية «تعطي لمحة عن كيف تنظر العين الغربية إلى قضية ما وكيف تنظر العين الشرقية إلى نفس القضية».
تقول الكاتبة التي قدمت كتابها في دولة البحرين: «لاحظت في الشهور الستة الماضية أن الناس مهتمون بموضوع الشرق والغرب وبمعرفة الثقافة العراقية والإنسان العراقي، وليس العراق الذي يقرؤون عنه في الجرائد فقط».
تبدو بعض أجزاء الرواية شبيهة إلى حد كبير بما يحدث الآن حيث واشنطن تهدد بشن حرب أخرى ضد العراق.
في إحدى صفحات الرواية تجلس الشخصية الرئيسية في مقهى تقرأ العناوين الرئيسية في الجريدة ومنها: «الموعد النهائي يقترب» و«اقتراحات لمفاوضات جديدة» و«فشل المفاوضات» كما أنها تشترك في مظاهرات تدعو إلى السلام في الوقت الذي تحشد فيه الولايات المتحدة قوة كبيرة في منطقة الخليج.
هذه الشخصية الرئيسية في الرواية قريبة على نحو ما من حياة الكاتبة نفسها حيث إن والدها عراقي وأمها أسكتلندية وتبلغ من العمر 37 عاما وعاشت في العراق حتى بلوغها سن 24 عاما قبل أن تغادر إلى لندن ثم إلى الأردن.
وتؤكِّد الكاتبة أن الرواية ليست سيرة ذاتية لكنها استفادت من تجربتها وخاصة ما شاهدته في حرب الخليج.
وتقول: «كنت أقوم برعاية والدتي التي تعاني من السرطان، كان ذلك ألما مضاعفا حيث كنت أجلس بجانبها وأشاهد الأخبار ثم أكتب عما أشعر به داخل قلبي وأربط فيها ما بين الحقيقة والخيال».
وهي تأمل مثل العديد من الناس ألا تكون هناك حرب لأنها «سوف تكون أكبر كارثة في تاريخ الحروب، لقد كانت حرب الخليج عام 1991 كارثة كبيرة وستكون لهذه الحرب لو قامت آثار أكثر سوءا، لقد خضنا التجربة من قبل ونعرف ما الذي سيحدث لو قامت الحرب، ليس من الهزل أن تعيش نفس الإحساس مرة تلو مرة مثل سيناريو أسود».
في الرواية، يستقبل الراوي الذي لا يحمل اسما رسائل من بغداد يصف فيها فوضى الحرب قائلا: «السماء تمطر قنابل، لا يمكنك تخيل الصعوبات التي نمر من خلالها، مطر أسود يغطي الحدائق والشوارع وأسطح المنازل بشكل يجعل النهار أكثر قتامة وقبحا من الليل.
شاب يبحث عن أصابعه المقطوعة بين الأنقاض، كلب يحمل كفه وهو يعرج عبر قناة بدا لون الماء فيها ورديا».
يبين الجزء الأول من الرواية، والذي يتحدث عن طفولة الشخصية الرئيسية، الفروق الثقافية الحادة بين والديها.
تذكر الكاتبة أنها لا تحمل أية رؤية سياسية مسبقة عندما كتبت الرواية لكنها تأمل أن تساعد هذه الرواية في ردم الهوة التي قد توجد بين الشرق والغرب.