الكاتب :د.سارة العوضي
المراهقون يختارون الجنس غير أمن لا موافقة أبائهم ...
تشير دراسة حديثة إلى أن المراهقين يتخلون عن وسائل منع الحمل إذا ما كانوا بحاجة لموافقة الآباء للحصول عليها من عيادات تحديد النسل. وتأتي هذه الدراسة فيما يستعد المشرعون للنظر فيما إذا كانوا سيقومون بإلزام العيادات التي تتلقى أموالا فيدرالية بإخطار
(وُمينز إي نيوز)-- من المرجح أن ينظر المشرعون في الكونغرس والولايات هذه السنة فيما إذا كانوا سيطالبون عيادات تحديد النسل التي تتلقى أموالا فيدرالية بإخطار الآباء حين يسعى أبناؤهم المراهقون للحصول على موانع الحمل. وتقول دراسة حديثة إن مثل هذه القوانين ستؤدي بالمزيد من المراهقين إلى ممارسة الجنس غير الآمن.
ولايتان-- تكساس ويوتاه-- فقط هما اللتان تطالبان العيادات الممولة من قبل الولاية بإخطار الآباء قبل صرف موانع الحمل التي تُصرف بوصفة طبية لأبنائهم المراهقين، مثل حقنة "ديبو- بروفيرا". وقد نظرت ولايات أخرى هي فرجينيا ومنيسوتا وكنتاكي، السنة الماضية في إمكانية إقرار تشريع مشابه.
أما في الكونغرس، فقد تم تقديم مشاريع قوانين في كل سنة منذ عام 1999، لتغيير قواعد السرية الخاصة بالثقة لعيادات تحديد النسل لاستثناء المراهقين من خدماتها. غير أنه يوجد تأييد أكبر لمثل هذا التشريع في مجلس الشيوخ هذه السنة، كما يقول المدافعون عن حقوق الصحة.
تقول سينثيا ديلارد كبيرة الباحثين في السياسات العامة في معهد آلان غوتماخر في نيويورك، وهو مجموعة أبحاث مؤيدة للخيارات الإنجابية: " أعتقد أن موضوع موافقة الآباء على جدول أعمال هذه السنة."
وفي هذا الأسبوع، أشارت دراسة أجراها المعهد حول أكثر من 1,500 امرأة ما بين سن الـ18 والـ35، ونشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية إلى أن المراهقين سيتخلون عن موانع الحمل إذا ما كانوا بحاجة لموافقة الآباء للحصول عليها. وقد قالت واحدة من كل خمس فتيات تقريبا تم استطلاع رأيها في عيادة لتحديد النسل ممولة فيدراليا إما أنها لن تستخدم موانع الحمل أو أنها ستستخدم طريقة لا يُعتمد عليها كالعزل مثلا إذا ما كان إخطار الآباء مطلوبا لحصولها على موانع الحمل. وقد قالت 7 في المائة من المشاركات في الاستطلاع عند ما خُيرن بين إجابات مختلفة إن عدم تعاطي الجنس سيكون أحد سبل الاستجابة لقانون يقول إنه يتعيّن عليهن إخطار الآباء بأنهن يسعين للحصول على موانع حمل بموجب وصفة طبية. وقد قالت 46 في المائة إنهن سيلجأن لاستخدام الواقي الذكري كوسيلة بديلة لمنع الحمل.
تقول راشيل جونز كبيرة الباحثين في معهد آلا غوتماخر والتي أشرفت على إعداد هذه الدراسة:
" نحن نعلم أن المراهقين لن يتوقفوا عن تعاطي الجنس. بدلا من ذلك، فإن ما سيحدث هو تعاطي المزيد من المراهقين للجنس غير الآمن."
كثير من الآباء يعرفون أن المراهقين يترددون على العيادات
ومما يثير الدهشة أن 60 في المائة من البنات اللواتي استطلعت آراؤهن قلن إن آباءهن يعلمون بأنهن يتردد على عيادات لتحديد النسل. وكلما كانت الفتاة أصغر سنا، كلما زاد احتمال معرفة أبويها بترددها على العيادة. وتقول جونز إن إقناع المراهقين بإخطار آبائهم أفضل من إجبارهم على ذلك.
وتضيف جونز:" تقوم عيادات تحديد النسل بعمل رائع من حيث تشجيع المراهقين على التحدث مع آبائهم حول الجنس وموانع الحمل."
ومع ذلك، فإن 70 في المائة من المراهقات اللواتي لم يعرف آباؤهن بأنهن يتردد على عيادات تحديد النسل قلن إنهن لن يسعين للحصول على موانع الحمل التي تُصرف بوصفة طبية إذا كانت موافقة الآباء أمرا إلزاميا.
ومن بين الأسباب التي أوردتها المراهقات في معرض تفسيرهن لعدم إخطار آبائهن بترددهن على عيادات تحديد النسل الرغبة في الاكتفاء ذاتيا والخوف من إصابة الآباء بخيبة أمل.
وتعزز الدراسة الصادرة عن معهد آلان غوتماخر نتائج الدراسات الأصغر حجما التي أعدتها بعض المدن والولايات حول موضوع موافقة الآباء وموانع الحمل. غير أن معدي الدراسة يعترفون بأن هذه الاستنتاجات تقوم على فرضية ما ستقوم به البنات وليس على ما قمن به استجابة لقوانين إخطار الآباء.
وقد وصفت المجموعات المؤيدة لقواني إخطار الآباء مثل جمعية النساء المهتمات من أجل أمريكا ومجلس الأبحاث الأسرية الدراسة بأنها منحازة لأن معهد آلان غوتماخر مرتبط بمنظمة الأبوة المخططة التي تدير عيادات لتحديد النسل في أرجاء البلاد.
الجدل في الكونغرس
ويتمحور الجدل في الكونغرس بشأن إخطار الآباء على العيادات التي تتلقى تمويلا فيدراليا بموجب البند X بموجب قانون خدمات الصحة العامة الصادر عام 1970. وبموجب البند X، يتعيّن على العيادات توفير رعاية صحية تقع تحت غطاء السرية بغض النظر عن عمر متلقي هذه الرعاية. ويوفر البند X التمويل لـ4,500 عيادة من عيادات تحديد النسل البالغ عددها 7,000 عيادة والمنتشرة في أرجاء البلاد.
وقد قدمت العيادات خدماتها لحوالي مليون مراهق دون سن الـ18 عام 2001. هذا وتحظر ولايتا تكساس ويوتاه استخدام أموال الولاية لتمويل العيادات التي لا تطلب موافقة الآباء قبل صرف موانع الحمل.
وقد قدّم النائب تود آكين، وهو جمهوري من ولاية ميزوري، مشروع قانون عام 2002 يلزم العيادات الممولة بموجب البند X بإخطار الآباء قبل صرف موانع الحمل للمراهقات بخمسة أيام عمل على الأقل. كما تم تقديم تعديلات أخرى تشمل موافقة الآباء كشرط مسبق لمراجعة المراهقات لعيادات تحديد النسل.
ويقول المؤيدون لإخطار الآباء إن السماح للمراهقين باتخاذ القرارات الإنجابية بمعزل عن الآباء إنما يقوض العلاقة بين الآباء وأطفالهم ويسهم في التعمية على سوء المعاملة والاستعمال. ولقد أقرّت محافظة مكهينري الواقعة على بعد حوالي 50 ميلا إلى شمال غربي شيكاغو سياسة إخطار الآباء منذ عام 1997، حينما أصابت إحدى الحالات المجتمع المحلي بالصدمة- - كانت بنت في الـ12 من عمرها تتعرض للاغتصاب المستمر من قبل أحد مدرسيها تحصل على حقن "ديبو- بروفيرا" من العيادة التابعة للمقاطعة. وكان المدرس هو الذي يقوم بحجز المواعيد وبتوصيل البنت إلى العيادة.
ولم تسمح لوائح البند X للعيادة بإخطار الأبوين بأن ابنتهما كانت تحصل على حقن منع الحمل. وقد دفع المدرس ويليام ساترداي بأنه مذنب بتهمة الاعتداء الجنسي، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات. غير أنه قضى أقل من نصف المدة في السجن، وهو يعيش الآن في المقاطعة ومسجل فيها بوصفه معتديا جنسيا.
وقد أبلغ جون هايسلر المشرف على مقاطعة مكهينري جلسة استماع في الكونغرس بشأن البند X بأن " البند X ساعد في ارتكاب هذه الجريمة. إنه مما يثير الصدمة أن نرى برنامجا ممولا فيدراليا يتخطى لوائح ولايتنا."
وترفض مقاطعة مكهينري الآن تلقي 50,000 دولار سنويا بموجب البند X لكي تتمكن من إخطار الآباء. غير أن هذه الخطوة التي كان يُقصد منها حماية المراهقين قد تكون لها نتائج غير مقصودة: لقد زادت معدلات حمل المراهقات في المقاطعة منذ أن تم إقرار هذه السياسة، في حين تراجعت معدلات حمل المراهقات في المقاطعات المحيطة وفقا لدراسة نشرت في المجلة الأمريكية للصحة العامة عام 2004.
يقول د. فيني شولاني مديرة شعبة طب المراهقين في مركز أورلاندو الطبي الإقليمي في فلوريدا إن تجربته في ما يتعلق بإخطار الآباء قد تمنع المراهقين من الحصول على الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها. ويتذكر أنه قام بتشخيص فتاتين في الـ16 من عمرهما كانتا تعانيان من ورم حليمي متقدم يمكن له أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. ويقول إن أيا من البنتين لم يتم علاجهما للوقاية من سرطان الرحم لأنهما كانت بحاجة للحصول على موافقة الأبوين قبل تلقيهما العلاج.
يقول تشولاني: " إن خطر الإصابة بسرطان الرحم في المستقبل البعيد يمكن تحمله بسهولة أكثر من الخطر الماثل الناجم عن كشف المراهقين نشاطهم الجنسي لآبائهم."
ريبيكا فيسيلي كاتبة في شؤون الصحة العامة في صحيفة أوكلاند تريبيون.
للمزيد من المعلومات:
معهد آلان غوتماخر:
التربية الجنسية: الساسة والآباء والمدرسون والمراهقون: https://www.agi-usa.org/pubs/ib_2-01.html
مجلة الجمعية الطبية الأمريكية-- تقرير المراهقين حول ما يعرفه الآباء عن استخدام أبنائهم للخدمات الجنسية الصحية وردود فعلهم على ضرورة إخطار الآباء قبل حصولهم على موانع الحمل التي تُصرف بوصفة طبية:
https://jama.ama-assn.org/cgi/content/abstract/293/3/340
--------------------------------------------------------------------------------
ملحوظة: وُمينز إي نيوز غير مسؤولة عن محتوى الوصلات الخارجية، كما أن محتويات هذه الوصلات قد تتغير دون إشعار.
وُمينز إي نيوز خدمة إخبارية مستقلة غير ربحية تغطي القضايا الخاصة بالنساء وحليفاتهن. وُمينز إي نيوز التي نشأت كبرنامج يحظى بالدعم من صندوق مدينة نيويورك، تُدعم من قبل قرائنا، ومن أجور إعادة النشر والترخيص بإعادة النشر، ومن قبل صندوق جيمس أل نايت، مؤسسة باربارا لي الأسرية، مؤسسة روكفيلر الأسرية، مؤسسة هيلينا روبنستاين وصندوق ذا ستاري نايت. ويُعد دعم هذه المؤسسات مؤشرا مهما على أننا نقوم بخدمة قرائنا- وهو المقياس الذي يوظفه الداعمون لنا في تقييم عملنا. تبرع اليوم!
بوسع المشتركين في وُمينز إي نيوز أن يختاروا تلقي نص كامل يوميا أو موجز يومي أو أسبوعي. لتغيير
24-10-2005, 06:12 PM
الدكتوره ساره العوضي
المواضيع المتشابهه
