[frame="1 80"]

يا طيبة الحبّ مـا أخفيـت أشواقـي
ولا نقضـت بُعيـد العهـد ميثـاقـي
لقـد سعيـت حثيثـا أمتطـي ولهـاً
ظهر الأثير وتجري في العـلا ساقـي
وفي فؤادي مـن الأشـواق أجنحـةٌ
تطير بـي حيثمـا يمّمـنَ أشواقـي
جُبت الفيافي إلـى الرحمـن يدفعنـي
حُبّ تغلغـل فـي أعمـاق أعماقـي
يفيض دمعـا كمـاء الـورد أسكبـه
في (روضة الطهر) من قلبي لأحداقي
أجل..طويت قفـار البيـد.. تحملنـي
روحٌ محلّقـةٌ فـي ثـوب مشـتـاق
ما كلّ سعيي،فلا صوتـي يقهقرنـي
إلى الـوراءِ.. ولا الإبطـاء أخلاقـي
أسعى لطيبـة كـي أحظـى بمكرمـةٍ
سعي اللديغ-يروم الطـبّ- للراقـي
فقد سقمت وفي أرض الهـدى حِلَـقٌ
بالذكـر فيهـا مـن الأدواء ترياقـي
ياطيبـة الحب،والإيمـان مـوردنـا
فكـم نهلْنـا بعـذبٍ منـه رقــراقِ
نهـر سقـاه رســول الله أفـئـدةً
فأشـرق النـور فيهـا أيَّ إشـراق
لمّا ارتوت من معين الذكر عـنَّ لهـا
مجدٌ تليـدٌ.. فنعـم النهـر والساقـي
قد استقيت ففاضـت منـه أوردتـي
حباً ترقـرق حبـراً فـوق أوراقـي
منه سحائب شعري أمطرت، وزهـت
قصائـدي بعـد إرعـادي وإبراقـي
يفوح منهـا شـذا الإيمان،تنشدهـا
بأعذب الصوت شـدواً ذاتُ أطـواقِ
تشـدو لطـابـة ألحـانـاً مـغـرّدةً
من فيض قلبٍ.. صدوق الحبّ ..خفّاقِ
إذا تذكّـر أمجـاد الأولـى سلـفـوا
أجـاب معتصـرا بالدمـع آمـاقـي
وكيـف يسلـو محـبٌّ شفّـه ألــمٌ
وليس إلا نفيس الدمع مـن واقـي؟!
يا أرض طيبة روحي فيـك مشرقـةٌ
قد حلّقت وارتقت يعلو بهـا الراقـي
بالدين تعلو إلـى الأجـواء يسبقهـا
شـوقٌ ويدفعهـا حُبّـي وإشفـاقـي
لشاعر حمود الصاعدي
[/frame]