الليبراليون السعوديون على ظهر دبابة أمريكية ..!!

[Nathyaa]

[FRAME="12 70"] ليـس جديداً أن تعيش أمتنا في عصر ضعف وذل وانهزام ، تحتل فيه مقدساتها ، وتسترخص دمائها وتستباح بلادها ؛ لأن سنة الله ماضية بين الحق والباطل ؛ فهما في صراع أبدي منذ القدم إلى يوم القيامة .

ومتى كانت الدولة والغلبة للباطل وأهله ؛ فهو بسبب بعد أهل الحق عن عوامل النصر ووقوعهم في عوائقه ، من فساد العقيدة وضعف الإيمان واتباع الأهواء والبدع .

وباستقراء التاريخ لا يصنع النصر ، إلا العلماء ورثة الأنبياء ، حينما يصلحون ما فسد من أمر العقيدة ويحاربون الأهواء والبدع ، وهو ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها).

رواه أبود داود وصححه الحاكم وغيره .

ولأنه الصادق المصدوق ؛ فقد وقع ما أخبر به في هذا الحديث ، وتوالى المجددون من العلماء في كل عصر يعيدون الأمة إلى ما اندرس من دين سلفها الأول بعيداً عن السبل المضلة والبدع المحدثة على هدي قوله تعالى : (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).

وحين نستعرض العلماء المجددين عبر القرون الماضية يجيء على رأسهم الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله - المجدد الأول في الإسلام ، ومنهم أيضاً إمام اهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل - رحمه الله - في القرن الثالث حينما هبة رياح فتنة القول بخلق القرآن وقف صامداً كالجبل وقال للمعتصم : ياأمير المؤمنين ائتني بآية أو حديث أو أثر ؛ فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، وانحسرت أمواج البدعة والفتنة .

ومنهم شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية - رحمه الله - في آخر القرن السابع وأول الثامن ، لما هجم التتار على بلاد الشام خرج الناس يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم ، وقال بعض القبوريين مطمئنين الناس :

يا خائفـين من التتــر لوذوا بقبر أبي عمر

لوذوا بقبر أبي عمر ينجيـكــم من الـتـتر



فقال لهم ابن تيمية : والله لو كان أبو عمر بين ظهرانيكم لما استطاع أن يفعل شيئاً وأنتم بهذه الحال من فساد العقيدة وعدم الأخذ بالأسباب ؛ فصار يأمرهم بإخلاص الدين لله عز وجل وأن لا يستغيثوا بغيره ولما صلح حالهم كان لهم النصر.

‏ومنهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في القرن الثاني عشر ، يقول الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - : ( في تلك البيئة نشأ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - فرأى شمس الإسلام إلى أفول، ورأى ظلمة الكفر إلى امتداد وشمول، وأراد الله له الخير فقدر له أن يكون أحد الذين أخبر الرسول أنهم يبعثون ليجددوا لهذه الأمة دينها) .

ولم يسلم الشيخ محمد بن عبدالوهاب حين دعا الأمة للعودة إلى دينها على هدي سلفها ، من تشويه أهل الباطل والبدعة الذين ضاقوا ذرعاً بدعوته المجددة ، حاله كحال المجددين حينما يسلكون طريق السلف ؛ وبحمد الله صار حاله وحالهم كما وصف الله جلا وعلا : ( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) .

وكتب الله لدعوته القبول وعم نفعها وخيرها مشارق الأرض ومغاربها وآتت ثمارها اليانعة ، وقامت الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة - ومازالت بحمد الله - وتجددت السنة في حياة الناس واختفت البدعة ، وظهر التوحيد على شرك القبوريين من الرافضة والصوفية والمبتدعة .

واليوم والأمة تنتظر من يصنع لها النصر ويرسم لها معالم التمكين ، يتجدد الهجوم لا على المحتل الذي استباح الدماء والديار ..؛ بل على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تحت ذريعة تسببها في تسلط المحتل وانتاج الإرهابيين ، وتعاد دعاوىء المناوئين لدعوته بعد أن بالت وانتهت ؛ ولكن بصياغة وأقلام ليبرالية مشبوهة تفتقد للمصداقية والنزاهة في النقد .

أفـق يامعـيب الشيخ ماذا تعيبه لقـد عبت حقاً وارتحلت بباطل

ولمـا دعـا لله في الخلق صارخاً صرختم له بالقذف مثل الزواجل

أفـيقـوا أفيـقوا إنه ليس داعياً إلـى ديـن آبـاء لـه وقـبائل

دعـا لكـتاب الـله و السنة التي أتـى بـها طـه النبي خير قائل

وفي الوقت الذي يهاجمون فيه دعوة الشيخ ، بلا دليل أو حجة ظاهرة ، نجدهم يمارسون غزلاً وعزفاً متناغماً مع الرافضة في اطروحاتهم وأهدافهم ، ويغضون الطرف عن عوراتهم .

هذا التناغم والتقارب الليبرالي الرافضي لم يعد خافياً أو سراً ؛ فهذا حمزة المزيني حامل لواء حرب المناهج الإسلامية يحل ضيفاً عليهم في القطيف ، ويحل حسن الصفار ضيفاً محتفاً به على المحارب الآخر حماد السالمي في الطائف ، بينما لم تجف بعد مداد أقلامهم في حرب المناهج والعلماء والمؤسسات الشرعية .

وإذا تصفحت جرائدهم وقرأت مقالتهم أو استمعت لحواراتهم ، لا تجد كلمة واحدة في نقد أولئك ، سواء لعقيدتهم الضالة المبنية على تكفير كل من عداهم من أهل السنة أو ولائهم لمعمميهم في إيران ، (الصور التي غطت شوارع القطيف وقت الانتخابات البلدية ليست أول ولا آخر شاهد على ذلك) ؛ بل حتى الأحزاب الشيعية الخارجة على الدولة المجاهرة بحربها في الخارج والتحريض عليها ، لا تجد عليها غضبة مضرية من الليبراليين ادعياء الوطنية ..! ؛ بل صمتوا عن استعدائهم للغرب على الدولة السلفية ودعوته لتقسيمها صمت القبور ..!

هذا الإزدواجية الليبرالية في التعامل ليست بمستغربة أو جديدة ، فلكل دولة أعداء من داخلها ، تتحد كلمتهم وتتفق سهامهم مع اختلاف توجهاتهم وأساليبهم في حرب هوية الأمة وضربها في عقيدتها ؛ بل ربما وضعوا أيديهم مع المحتل الأجنبي ؛ لأجل التمكين لهم وتسليمهم السلطة ، وما العراق عنا ببعيد حين آتى أمثالهم على ظهر دبابة أمريكية .

ولم يكن هذا الهجوم الليبرالي بهذه الجرأة ، إلا مع بدأ الحرب الأمريكية على الأمة ودينها تحت ذريعة الحرب على الإرهاب ، ودعوتها المعلنة لتغيير المناهج وتغييب المؤسسات الشرعية ؛ فهل هم وكلاء للمحتل وطليعة لمشروعه ..؟! [/FRAME]

 

 

[ابو فارج]

الليبراليون هم علة في المجتمعات العربية

وكل حلولهم بلاء ومصائب

مشكورة نثية

[Nathyaa]

كفانا الله شرهم

اشكرك لتواصلك المشرف