(( الحلقة الثانية ))
(( اقتحمتي حـــياتي ))
ذهبت للمدرسة كي أستلم نتيجتي ها أنا قد انتقلت للمرحلة الأخرى بتقدير ممتاز وأوفى أبي معي بوعده واشترى لي السيارة الجديدة ، قرر زملائي بالصف الاحتفال بالنجاح بإقامة حفل في إحدى الفنادق الراقية في مدينتنا الساحلية ، وحدد موعد للاحتفال بعد ثلاث أسابيع من الآن ، في أثناء هذه الفترة كنت أتردد كثيراً على صديقي رياض.
عرفتم من هو رياض انه الشاب الذي أعاد لي حقيبتي بعد عراكي مع ذاك الفتى ، رياض من عائله غنية جداً ولكن الغريب في أمر هذا الفتى انه يسكن بعيداً عن أهله كنت اسأله لماذا يفضل السكن بعيداً عنهم .. كان يجيبني بكل برود كعادته الحرية يا صديقي .. لم افهم ماذا كان يقصد بالضبط ألا أنني كنت أتناسى هذا الموضوع في إحدى الليالي وأنا عائد من منزل رياض إلى منزلنا وجدت بندر وصالح يقفان أمام منزل صالح كانت عقارب ساعة معصمي تشير إلى أن الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل توقفت بسيارتي بالقرب منهم ألقيت عليهم التحية ولكن علامات وجههما كانت تثير فيني الشك .. سألتهم ما بكم هل هناك شي تخفونه عني ؟؟ رد صالح لا ليس هناك شي .. نظرت لبندر ما بك هل هناك شي اخبرني .. أشاح بوجهه عني قائلاً من المؤكد انك قادم من منزل صديقك رياض أليس كذلك .. نظرت لهم وأنا ابتسم يالكم من أغبياء أهذا كل ما في الأمر نعم لقد كنت عنده ، نظر إلي بندر ونظراته أصابتني بدهشة خالد أني غير مطمئن لهذا الشاب تصرفاته لا تعجبني ابتعد عنه أرجوك ,,
ابتسمت وهمست له حسناً سوف نتحدث في هذا فيما بعد سوف اذهب لمنزلي الآن ومن المؤكد أنني سوف أواجه أبي ولن ارتاح قبل أن اسمع موشحاته اليومية,,
فتحت باب المنزل وامشي بخطى هادئة كي لا يشعر بقدومي احد .. ما أن أمسكت بمقبض باب غرفتي حتى سمعت صوت احدهم قادم فتحت غرفتي ودخلت مسرعاً مستلقياً على سريري .. ففتحت أمي الباب وهي تهمس لماذا تأخرت ؟؟ وأين كنت ؟؟ ومع من ؟؟ ولماذا إلى هذا الساعة المتأخرة ؟؟ اجبني ؟؟ نظرت لها أمي اتركيني الآن إني متعب وأريد أن أنام و أرجوكِ أن تذهبي قبل أن يستيقظ والدي واضطر لسماع مواله اليومي علي نظرت لي قائله حسناً لي حديث مطول معك في الغد أغلقت الباب ورحلت ,,
سرقني النوم من التعب ليلة الأمس واستيقظت قبل الظهر أديت صلاتي ونادني والدي .
خالد متى عدت ليله البارحة قبل أن أتفوه بأي حرف سارعت أمي بالرد لقد عاد بعد نومك بنصف ساعة التفت والدي نحوي هل عدت في الحادية عشر والنصف مساء.. نظرت إلى أمي وارى في عينيها توسل بأن لا اخذلها قلت نعم ،
نظر أبي إلى قائلاً .. حسناً هذا جيد نظرت لي أمي متبسمة وبصمت حملت نظراتها لي هذه المرة أخرجتك من موال كنت سوف تسمعه لولاي . جلست على المائدة وحولي أمي وأبي وأخوتي جميعهم . أخي محمد مهووس بالتطور التكنولوجي وعالم السيارات لدرجه انه يعيد تركيب الأجهزة الإلكترونية بنفسه حجرته متخمة بالأجهزة ومجلات للسيارات يالها من هواية مملة فعلاً . أخي تركي رغم مستواه الدراسي المتدني ألا انه رسام موهوب جداً .. أتمنى أن أراه يوماً ويداه نظيفة من الألوان التي يستعملها , أما أخي الأصغر عبد العزيز تجده دائما في حلقات تحفيظ القرآن والحلقات الدينية . أبي يحبه جداً ويساعده على حفظ القرآن الكريم . وأما أخواتي عهد وشهد فهن أميرات المنزل يأمرن فيطاعن . لا شيء يقولونه وألا نفذه أبي . غريبة جداً عائلتي تناقض عجيب بين أفرادها سرقني من شرودي على المائدة صوت أبي ,, خالد !
نظرت له نعم يا أبي .. سألني هل سوف تذهب لمكان معين هذا اليوم .. قلت نعم لماذا رد قائلاً الغي كل شي فيجب أن ترافقني لدعوه عمك اليوم للعشاء .. أزعجني جداً طلبه وعلى رغم جميع محاولاتي بالهرب من الذهاب معه ولكن جميعها باتت بالفشل , يوم من أيام إجازتي يمضي هكذا لا جديد يذكر،
في اليوم التالي ذهبت لرياض في منزله . كان يتحدث بالهاتف بهمس لا أكاد اسمعه . تركته وأخذت أشاهد التلفاز أتنقل من محطة لأخرى ما أن أغلق سماعه الهاتف ورمى بجسده على الكنبة المقابلة لي وتنهد بقوه وهو يقول آآآه يا خالد أحبها أحبها,,
ملاك يا خالد ولكن يمشي على الأرض اعتدلت في جلستي وقلت من هي ؟؟ رد على وهو محدق بسقف الغرفة نوال يا خالد نوال أحبها بجنون هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها عاشق متيم أمام عيني مباشرة وما كنت اقرأ عنهم ألا عبر المجلات أو القصص أو أشاهدهم عبر المسلسلات أو الأفلام سألته وهي هل تحبك ؟ اعتدل في جلسته وبغرور شديد همس وهل سوف تجد رجل مثلي ؟؟ لم اعرف ماذا أقول فحاولت تغير دفه الكلام لموضوع آخر ولكنه داهمني قائلا إن لنوال صديقه تدعى عبير آآآه يا خالد لو كنت اعرفها قبل نوال أنها آية في الجمال فتاه لم أرى مثلها قلت له ولكن قبل قليل كنت تقول انك تحب نوال نظر إلي يا غبي أحب نوال واعشق عبير ما المشكلة..!! اندهشت من كلامه ذهب للمطبخ واتى بعلبتين عصير قدم لي واحدة منها وقال لي سوف أعرفك على عبير أنها فرصه لن تعوض فهي لن تجد مثلك يا صديقي . قلت وأنا متلعثم وأحس برشفه العصير حجارة تنزل لمعدتي ماذا أنا .. لا لا لا ، فلم أتحدث مع فتاه من قبل ولا أحب الخوض في تجربه كهذه أعفيني يا صديقي ابتسم قائلاً جرب فلن تخسر شي ,,
غيرنا حديثنا عن نوال وصديقتها عبير وتوجهنا للخارج لنشتري بعض الأشياء فلم يتبقى على الاحتفال سوى يومان فقط .... تركت صديقي رياض وأخذت أدور في شوارع مدينتي بسيارتي الجديدة ... لم اعرف لماذا كنت أحس بملل شديد .. أتنقل من مكان لآخر لا اعرف أين اذهب أو لماذا كل هذا التعكير في مزاجي ،أمسكت بهاتفي المحمول وهاتفة بندر،
أين أنت ؟؟
في النادي ,,
انتظرني أني في طريقي أليك ,,
حسناً ,,
أخذت بندر وبدأنا في التنقل بين شوارع المدينة الواسعة ... دار بيننا عدة أحاديث... سألني إن كنت أود أن اذهب لشاطئ البحر ..
قلت الآن ؟؟
أشار لي هل لديك مانع أو عمل تؤديه ؟؟
قلت لا,,
قال إذا أذهب ,,
ذهبنا للشاطئ وتوقفنا هناك ونزلنا لنمشي قليلاً سألني بندر .. خالد أنت مرتاح مع هذا الفتى رياض ... قلت نعم انه طيب و خلوق جداً وهادئ الطباع ... كان كلام بندر عنه غريب ويحذرني منه بشكل مخوف تناسيت الكلام وأكملنا سيرنا ,,
أوصلت بندر لمنزله وتوجهت أنا لمنزلي وفي عصر اليوم التالي ذهبت لرياض فغداً هو الاحتفال دخلت عليه وكان يتحدث بالهاتف أشار لي بيده بأن اجلس ولا اصدر أي صوت فجلست ومددت يدي وأخذت إحدى المجلات وأتصفح فيها وأشاهد الصور حتى أغلق السماعة . رحب فيني ثم قال سوف تتصل عبير بعد قليل وستحدثها ,
نظرت له ببلاهة .. عبير تحدثني ؟ وتحدثني أنا ؟ لماذا ؟
ضحك بصوت عالي لما كل هذا الارتباك حدثها وان لم يعجبك حديثها أغلق السماعة وانتهى الأمر,,
همست له بكل هذه البساطة,,
أشار بطرف عينه ممازحاً ليس لهذا الحد فقط جرب,,
وقبل أن انطق بحرف باغتنا رنين الهاتف رد رياض على الهاتف ،
نعم ,
أهلا نوال أين عبير هل هي بجانبك ؟
حسناً خالد أمامي الآن يريد أن يحدثها
يريد أن يحدثها .....!!! أغاضتني كلمته هذه
ألقى بسامعه الهاتف في حضني وقال تكلم,
تجمدت كل الدماء في جسدي عندما وضعت السماعة على أذني وهي تهمس (( الو)) لم احدث فتاه في حياتي كان يتميز حديثي بالصمت والارتباك و أما هي أحسست أنها مجبره على التحدث انتهى الكلام بيننا بمحاولة من كلا الطرفين في إغلاق سماعه الهاتف ,,
نظرت لرياض هذه هي التي أزعجتني في سرد مزاياها أنها مغرورة لن أحدثها مره أخرى ولن تجبرني على هذا يا رياض ,
امسك بعلبه السجائر وأشعل سيجاره ونفخ الدخان في وجهي وهو يقول حسناً فقط استرخي الآن أنت ونفكر في حفله الغد ,, تمددت على الأريكة غفيت قليلاً .
ورياض يشاهد التلفاز
رنين هاتفي أفزعني من نومي ،
يتبع
^
^
^
^