واقفة تنظر إلى المباني الشاهقة المحيطة بمرسى دبي ، أمام أحد اليخوت الجميلة ومن خلفها (النافورة) الساحرة.
شككت في البداية هل هي التي تقرأ مشاركاتي في (المنتدى) ، أهي من كان لي معها ما كان ؟
هي أممممممممممم 100% هي نعم هي ، فقد اقتربت منها بما فيه الكفاية لرؤية الانحراف في أنفها والذي لطالما كانت تقول لي أنها ستقوم بعملية تجميل له .
وحين أقول لها بأنه لا يجوز شرعاً فهذا تغيير لخلق الله
قالت: لقد سألت شيخ علم وقال عادي؟
قلت: ليش؟
قالت: كم مرة قلت لك ، لأني طحت في بيت خالتي وأنا صغيرة على ويهي؟؟
قلت: إذا العملية التجميلية هي (علاجية) ؟
قالت: عليك نور
لقد استغربت من ردة فعلي وأنا أنظر إليها أكثر من استغرابي من اللحظة (زماناً ومكاناً) فالزمان يوم الخميس و أنا ممن يكره الزحمة على طاولة الأكل في المطعم فما بالكم بزحمة (يوم الخميس) و المكان مرسى دبي وأنا لا تستهويني أماكن القنص العشوائي للمناظر الخاطفة والتي تلعب بالقلوب الساكنة و المشاعر الهادئة إضافة إلى أنه المرسى وما أدراك ما هو.
تباطأ الوقت عمداً لكي يفسح لي مجال استرجاع الذكريات ، ولكن عبثاً يحاول فلا تزال رائحة عطر (golden Dust) الممزوج (برشة ) من عطر دهن عود (شمس) تلاعب أعصابي كما كانت ، فتباطؤه لم يكن للاسترجاع بقدر ما كان للاستمتاع بمشاهدتها هادئة.
هل أنت هادئة؟
سألتها هذا السؤال ذات مرة ، فقالت: يا ريت.
وعلى رغم معرفتي الجيدة بها ، إلا أنني لم أكن أعلم أنها تعني هدوء قلبها ، فقد كنت أراها هادئة الطبع و رقيقة المشاعر ، فاستنكرت جوابها ، ولم يدر في خاطري أنها تقصد هدوء قلبها وكيف لي أن أعلم و أنا المشغول عنها دائما
تجرأت أن أقف بجانبها ، محاولا الاشتراك معها في المنظر الذي تشاهده بضبط زاوية ميل الرأس و اتجاه العين .
فلم أفلح ، فأمثالها ممن اضطربت قلوبهم صعب على أمثالنا أن يشاركهم.
لقد كان لها صديقة تدرس معها في الجامعة ، بل كانت أكثر من صديقة ، وامتدت هذه الصداقة لتشمل الأسرتين بالتواصل والزيارات المتكررة....
مر الوقت ، أعجبوا بها ، فخطبوها لأحد أبنائهم ، في الخطبة ، بقدرة قادر وصل هاتف الخاطب إلى مخطوبته ، ودامت الخطبة سنة كاملة وكان التواصل (بالموبايل) مستمراً ، عشقته و عشقها ، كانت الهدايا تصلها من خطيبها عن طريق أخته
ومن هذه الهدايا عطر شمس و Golden Dust ، كتبت الخواطر ، قرأت شعر الغزل ، تفتح الإيميل كثيراً ....الخ
في النهاية .... ما صار نصيب......ليش: لأسباب كثيرة
تخاصمت العائلتان و على إثرها تخاصمت قلوب (الحبايب)
أقفلت الحجرة على نفسها ، وعندما تدعى إلى وجبة الطعام تقول: لا أشتهي
لا تحضر أي مناسبة سعيدة كانت أم حزينة.
بكل صراحة ، لم أكن أعلم سبب كل ذلك والسبب هو انشغالي المتواصل مع أصحابي ، ولكن قلت لنفسي سأخوض تجربة إخراجها من سجنها الاختياري ، فحاولت وبذلت كل ما في وسعي ....
ودخلت قلبها ، وصرت أقرب الناس إليها ، وكانت تتكلم عن الجرح الذي خلفه الخاطب لها و أحلامها التي تحطمت بل وكنت أشاركها بكاءها و أتقاسم معها أحزانها .
وكيف لا أفعل ذلك وهي أختي ، ألمها ألمي و فرحتها فرحتي .
وعلى حين غفلة قطعت علي هذه الخواطر وقالت: وين سرت؟؟
قلت لها : لقد ذهبت أحضر لك الهدية التي وعدتك بها .
فابتسمت ابتسامة الرضا ، وشعرت (أنا) بفرحة تغمرني وأنا أراها تبتسم ، ولا تفكر بقلبها المكسور (على الأقل حالياً)
وأنا أطلب من كل أخ أن يبحث في قلب أخته و لا يجعلها تنجرح بعاطفتها إذا ما وقعت في تجربة حب فاشلة ،وحاول أن تيشاركها مشاعرها ، بل ان استطعت أن تشاطرها هواياتها فافعل وهو ما فعلته أنا فاستركت في ذات المنتدى الذي تكتب فيه هي.
مشينا إلى مكان بعيد عن الناس نسبياً ، وكانت الهدية (صغيرونه) و (ملمومة) .
مسكت يدها و ألبستها إياها بهدوء وكانت (مستحية شوي) .
فقالت : شو ماركة هالساعة .
قلت: ( بوسيني )