[frame="11 70"]تعريفها : هي شعور أبناء الأمة الواحدة بأن هناك رابطة تجمعهم وتميزهم عن الأمم الأخرى .
وهي رابطة عرقية أو لغوية أو ثقافية أو حضارية أو تاريخية أ, إقتصادية أو سياسية .[/frame]
[frame="9 70"]أصل مصطلح القومية :
ظهر هذا المصطلح في أوربا في القرن التاسع عشر الميلادي .
وقد تبين أن بعض أباء الكنيسة في أوربا قد تصدا لهذا المصطلح على اعتبار أنه يتضمن إدانة لأصحابه والذين يأخذون به ، ،،،، وهي إدانة أخلاقية ،، لأن مفهوم القومية يوجد بين أفراد يجمعهم تراث واحد ولكن يفرق بينهم وبين غيرهم ممن لا ينتسبون إلى نفس القومية .
وتأتي إدانة هذا المصطلح أيضا من حيث أنه يشير إلى أفضلية عمياء ،، يعطيها الإنسان لكل ما يعود على الأمة التي ينتمي إليها .
# علاقة القومية بالاستعمار :
استهدفت الدعوات القومية تمزيق الأمة الإسلامية والعودة بها إلى عصبيات جاهلية .
ومن الملاحظ أن الصلة وثيقة بين الدعوات القومية وبين الدعوات العلمانية ،،، فالقومية في حقيقة أمرها هي تطبيق للفكر العلماني الذي يجعل الدين في مرتبة ثانية ،، بعد تحقيق المصالح القومية العصبية والمصالح المادية ،، التي تجتمع عليها القومية .
ويتضح هذا من عناوين بعض الكتب التي روجت للاستعمار ونادت للقومية ،، مثل الكتاب الذي أُلف بعنوان (( العروبة أولاً )) للمؤلف " ساطع الحصري "
كان وقت ظهور الأفكار القومية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ،، ظهر كتّاب وشعراء من نصارى "سوريا ولبنان " ينادون بالقومية العربية ويثيرون البغضاء تجاه الأتراك .
من هؤلاء ،، المدعو " بطرس البستاني " و " ابراهيم اليازجي "
وعن الجانب الآخر من تركيا نجح الاستعمار في تدبير انقلاب أطاح بحكومة السلطان " عبد الحميد الثاني " سنة 1908م
وذلك بعد مناداته بفكرة الجامعة الإسلامية ،، ولمحاولته استعادة دولة الخلافة .. وقد كان من الضباط الذين اشتركوا في هذا الانقلاب المدعو " كمال اتاترك " الذي عرف بعداءه للإسلام وساعده الاستعمار ( الإنجليزي ) في الإمساك بالسلطة في تركيا .
وفعل اتاترك ما فعل حينما تولى السلطة في تركيا سنة 1924 ومن ذلك زعمه أن تركيا في خطر ما دام الإسلام هو دينها الرسمي ،،
وفي سنة 1928م صدر قانون ينص على أبطال الدين الإسلامي كدين رسمي للدولة وتم إلغاء الحروف العربية ووضع بدلا منها الحروف اللاتينية .
وفي العالم العربي ظهرت نداءات القومية بصورة عملية على يد بعض السياسيين ،،،، وعلى الرغم من أن هذه الدعوات يكتب لها النجاح التام في تمزيق وحدة المسلمين فإن محاولة الاستعمار لم تهدأ ،، إذ ظهرت في صور متعددة أشهرها تلك الدراسات التي قامت بها جامعة " برنستون " الأمريكية في الفترة ما بين 1971-1978م وكان يمولها أكبر المؤسسات الرأسمالية الأمريكية وهي مؤسسة (( فــورد )) .
وكانت الدراسات تستهدف ظاهرياً القضايا المعاصرة في العالم الإسلامي وتمت في أربع حلقات .
الاولى : تدرس موقف الاسلام من الرق
الثانية : تدرس الأقليات الدينية والعرقية في المشرق الإسلامي .
الثالثة : بعنوان الشخصية القومية للمجتمعات الإسلامية .
الأخيرة : بعنوان تاريخ الاقتصاد الإسلامي .
جاءت الحلقة الأولى : لتؤكد على مزاعم وهمية وتفترض أن الأفارقة ينبغي أن يأخذوا حذرهم من العرب على الرغم من اشتراكهم في دين واحد وهو الإسلام ..
ولا شك أن هذا الإدعاء ليس له ما يبرره علمياً أو موضوعياً على الرغم من صدوره عن هيئة علمية .. فهذا البحث قد استهدف أساساً تشويه العلاقات العربية الإفريقية كما استهدف تفتيت وحدة المسلمين .
وأما الحلقة الثانية : فهي التي تخصصت فيما أسمته موضوع الأقليات الدينية في المشرق الإسلامي .
ونلاحظ أن هذه الدراسة قد زعمت أن أفضل الحلول لتحقيق "الحرية " في تلك الأقليات الدينية والعرقية هي أن تتحول إلى قوميات بحيث تحصل كل قومية منها على استقلالها السياسي وتصبح دولة مستقلة !!
فإذا طبقت هذه المقترحات فإنه يترتب عليها تفتيت دول الشرق الأوسط إلى نحو " أربعين دولة " فيما بين الفرات وبحر العرب شرقاً والنيل والبحر المتوسط غرباً ..
وقد لوحظ أن المتحدث عن وضع العرب الفلسطينيين في الحلقة كان أستاذاً يهودياً في جامعة إسرائيلية …
ويظهر أن الأهداف كانت تطبيق لمبدأ الاستعمار " فرق تسد "
أما الحلقة الثالثة : فقد تخصصت فيما أسمته الشخصية العربية الإسلامية وما وصلت إليه هذه الحلقة من نتائج إنما يلتف حول التأكد بأن هذه الشخصية الإسلامية تعيش في عالم وهميّ تصنعه من أحلامها ..
وبالتعقيب عن هذا الكلام نقول لهم ما قال سبحانه وتعالى (( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )) وأن المنهج الإسلامي في أساسه منهج واقعي ،، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع ،، فإن فائدة العلم في منفعته ،،بخلاف الأوربيين ذو البحث الفلسفي والمنطقي والذي استمرت فيه حتى القرن الثامن عشر …
أما الحلقة الرابعة والأخيرة : وما زعمت من دراسة للاقتصاد الإسلامي فإنها تميزت بقدر من الموضوعية لأنه من المتعذر تزييف أحداث التاريخ …
ومن الملاحظ أن الحلقات الثلاث السابقة ذاتية (أي متحيزة للاستعمار ) ضد المسلمين ،، أما الأخيرة فهي موضوعية وقريبة من الحقيقة ….
- القومية العربية وحزب البعث الاشتراكي ..
البعثية هي منظمة سياسية قومية ،،اشتراكية ،، علمانية ..
وهي تدعو إلى انقلاب عميق الجذور للقيم والمفاهيم ..
وتقوم على ثلاث دعائم هي : الحرية ، والاشتراكية ،، والوحدة العربية .
وشعارها ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة )
** ومؤسسوا حزب البعث هم " زكي الأرسوزي" و " ميشيل عفلق " وهم من النصارى.
أما ( زكي الأرسوزي ) فقد ولد عام1900 م وهلك 1968م . وكانت والدته تنتمي إلى أسرة نصرانية .
أما ميشيل عفلق فقد ولد سنة1910 م وهلك سنة 1989 م وكان من أسرة نصرانية ،،، وتلقى تعلميه في باريس وكتب كتاباً بعنوان ( في سبيل البعث) وأيضا كتاب ( معركة المصير الواحد )
وقد كان لحركات المبادئ القومية السابقة لظهور حزب البعث الأثر الكبير في تبلور أفكار حزب البعث العربي الاشتراكي وقد أشرت على وجه الخصوص إلى المدعو ( ساطع الحصري ) وقد كان من الرواد الذين ساروا على نهج حزب البعث ..
حكم الاسلام في القومية :
هناك الكثير من الأيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة التي تدين النزعات القومية ، يوق الله تعالى في كتابة (( يا أيها الناس أن خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير )) الحجرات 13
وقوله جلّ وعلا (( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين )) الروم 22
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ))
ويقول عليه الصلاة والسلام (( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى )) ..
ويقول ابن كثير في البداية والنهاية 13/119 ( فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر )
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 3/267 ( والانسان متى أحل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء )
ومن أقوال علماء المسلمين عن الأفكار القومية التي ظهرت في العالم الإسلامي ،،
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في رسالته نقد القومية العربية ( إن الدعوة إليها والتكتل حول رايتها يفضي بالمجتمع ولا بد إلى رفض القرآن ، لأن القوميين غير المسلمين لن يرضوا تحكيم القرآن فيوجب ذلك لزعماء القومية أن يتخذوا أحكاماً وضعية تخالف حكم القرآن حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام ….. وهذا ظاهر الفساد العظيم والكفر المستبين والردة السافرة )
وقال الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه ( الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه ) ص 73و74 ( بل إن العلماني الذي يرفض مبدأ الإسلام بيقين يجب أن يستتاب وتزاح عنه الشبهة وتقام عليه الحجة وإلا حكم القضاء عليه بالردة ..)
هذا اختصار شديد للقومية وأفكارها ومؤسسيها وحكم الإسلام فيها ..
أتمنى لكم الفائدة
ولمزيد من الاطلاع إليكم المراجع التالية :
1- حزب البعث تاريخه وعقائده لـ سعيد بن ناصر الغامدي
2- نقد القومية العربية لـ الشيخ ابن باز رحمه الله
3- مذاهب فكرية معاصرة لـ محمد قطب من ص554 إلى ص588
4- حزب البعث العربي الاشتراكي جذوره ومبادئه في ضوء الإسلام لـ إبراهيم بن محمد الدوسري [/frame]