[frame="6 70"]تلك هي المشكلة بالنسبة للنساء المتشددات من اليهود اللاتي وجدن أنفسهن في مأزق بعدما ذهب الاحبار الى أن الشعر المستعار الذي تضعه الكثيرات منهن لتغطية شعرهن بموجب قواعد الاحتشام الدينية تنتهك الشريعة اليهودية.وبرزت المشكلة قبل نحو عامين عندما اكتشف الاحبار الاسرائيليون ان الشعر المقصوص من رؤوس المتعبدين الهندوس بالمعابد الهندية يستخدم لصناعة الشعر المستعار الذي ترتديه اليهوديات المتدينات.
وقال عمير زاهافي مدير أحد مصانع الشعر المستعار على أطراف تل أبيب "لقد كانت فضيحة كبيرة لانهم اكتشفوا ان الشعر الذي تم جمعه في الهند استخدم في شعائر للتعبد الى وثن."
ووفق الشريعة اليهودية لتي تقوم على التوحيد فان الشعائر الهندوسية مثل تلك التي تؤدى في المعابد تعتبر تدنيسا للمقدسات.
ولا يمكن للشعر الذي يستخدم في مثل تلك الممارسات أن يستخدم لصناعة الشعر المستعار الذي ترتديه المتشددات اليهوديات وفق مراسيم دينية تطلب من جميع اليهوديات المتزوجات تغطية شعرهن في الاماكن العامة أو في وجود رجال غير أزواجهن.
وقال زاهافي "لقد كانت مشكلة كبرى وخلال فترة زمنية قصيرة للغاية توقف أغلب النساء عن ارتداء الشعر المستعار. كانت هناك حالات تم فيها احراق الشعر المستعار في الشارع."
وأزكى الجدل حول الشعر الهندي نقاشا محتدما بالفعل في اوساط اليهود المتشددين بخصوص ما اذا كان ينبغي ارتداء الشعر المستعار بأي حال.
وجرت التقاليد على أن النساء المتزوجات كن يضعن أغطية رأس لتلبية مطلب تغطية شعرهن بعد الزواج.
غير أن بعض اليهوديات المتشددات في العصر الحديث بدأن في ارتداء شعر مستعار يصنع من شعر صناعي أو شعر بشري مما اشعل جدلا بين المتدينين اليهود بشأن ما اذا كان الشعر المستعار الذي قد لا يمكن تمييزه عن الشعر الحقيقي ينتهك روح اليهودية.
وتسبب اكتشاف استخدام الشعر المستخدم في الشعائر الهندوسية في حالة من الصخب. وذهب الاحبار الى مصانع الشعر المستعار في اسرائيل والخارج للتأكد من ان الشعر المستعار الذي يصل الى سوق المتشددين اليهود لا يحتوي على شعر من الهند.
ومنح مبعوثو الاحبار شهادات موافقة للشعر المستعار الذي تأكدوا أنه خال من الشعر الهندي بنفس الطريقة التي يصدرون بها علامة الموافقة على المنتجات الغذائية المطابقة للقواعد الغذائية اليهودية.
وقالت شالهيفيت هاسفيئل الكاتبة بمجلة للازياء الخاصة بالمتشددات من اليهود "في هذه الايام يجب أن يكون كل شيء شرعيا. بدءا من الطعام ومرورا بالهواتف المحمولة ووصولا الى لعب الاطفال وحتى الشعر المستعار."
ونتيجة لذلك ارتفعت بشدة أسعار الشعر البشري المستعار. فالشعر المستعار الواحد المصنع من الشعر القوقازي وهو الاكثر رواجا قد يكلف نحو 2000 دولار.
ويسافر التجار الى بعض أفقر المناطق في العالم لشراء شعر النساء من أجل تجارة الشعر المستعار ويدفعون ما يتراوح بين خمسة و10 دولارات مقابل كامل شعر الرأس الواحدة ويقومون ببيعه لصانعي الشعر المستعار مقابل ما يتراوح بين 700 و2000 دولار للكيلو الواحد.
وقال زاهافي "من الصعب جدا الحصول على شعر عالي الجودة.... انت تريد شعرا طبيعيا لم يصبغ أو يلمع.. والامر يصبح أكثر صعوبة هذه الايام للحصول على شعر جيد لم يلون."
ويفضل بعض الاحبار استخدام الشعر المستعار على أغطية الرأس الاخرى ويشيرون الى أن الشعر المستعار يمنع امكانية ظهور الشعر ورؤية الرجال له.
ويقولون ان هناك اعتبارا اخر هو أن الشعر المستعار يسمح لليهوديات اللاتي يعشن في الخارج بالاندماج في مجتمعهن مما يقل من مخاطر امكانية تمييزهن وتعرضهن لهجمات تنطوي على معاداة للسامية.
غير أن أحبارا اخرين خاصة في المجتمعات اليهودية المنحدرة من أصول شرق أوسطية يعارضون وبشدة ارتداء النساء للشعر المستعار. ويقول هؤلاء ان استخدام الشعر لتغطية شعر المرأة ينتهك روح قانون الشعائر.
وقالت شيلي وهي أم من المتشددين اليهود في القدس وترتدي غطاء رأس فوق شعرها الاسمر "يمكنك هذه الايام شراء شعر مستعار غير محتشم وعلى درجة عالية من الجودة لدرجة أنه أكثر جمالا من الشعر الحقيقي للنساء."
ولماذا فقط يوجه اللوم للمرأة المسلمة في حجابها، ويعتبر رجعية وتخلف!!!
يحق لليهود التمسك بشعائر دينهم، ولا يحق للمسلمين التمسك بشعائر دينهم!!
رويترز[/frame]