خامنئي: البرنامج النووي سيتواصل أياً كان القرار الدولي
عواصم-الوكالات: تزايدت التوقعات الدولية بضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية تنهي البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل في ضوء تشدد طهران في تنفيذ قرارها استئناف أنشطة نووية حساسة واستخفافها بالمساعي الدولية لإحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن الدولي.
ولا تختلف التقديرات حول الضربة الغربية سوى في تحديد توقيتها, فيما تنشط إسرائيل في الدوائر السياسية الأميركية والأوروبية لترويج لائحة عقوبات دولية كفيلة بتدمير الاقتصاد الإيراني وعزل الجمهورية الإسلامية بشكل كامل.
لكن طهران بدت أكثر تشددا حيث أعلن المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي أن أي قرار يتخذه العالم لن يثني بلاده عن طموحاتها النووية.
وفي هذه الأجواء توقع علي الأنصاري خبير الشؤون الإيرانية بمعهد لندن الملكي للشؤون الدولية أن توجه الولايات المتحدة الأميركية ضربة عسكرية لإيران خلال ما بين ستة إلى 18 شهرا.
وحذر الأنصاري في لقاء مع جريدة »شتوتغارتر ناخريشتن« الألمانية أمس من »تزايد احتمالات عدم القدرة على تجنب المواجهة العسكرية« وقال إنه لن يمكن التنبؤ بعواقب هذه الضربة.
وأضاف الأنصاري: »إننا نفقد وسائل التغلب على الأزمة بشكل متسارع واننا نعتمد حاليا على التكهنات التي زاد منها الطرفان بعد أن فقد كل منهما صوابه منذ وقت طويل«.
بدوره لم يستبعد خبير ألماني بارز في شؤون الإرهاب قيام دول غربية بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران في حال فشل المجتمع الدولي باقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية.
ونقلت وكالة الصحافة النمساوية عن الخبير الألماني رولف توفهوفين قوله إنه »في ضوء التطورات الأخيرة بشأن الملف النووي الإيراني وتمسك طهران باستئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم فإنه لا يستبعد لجوء الولايات المتحدة وإسرائيل إلى القيام بضربة وقائية للحيلولة دون مضي طهران في بناء ترسانتها النووية كخيار أخير«.
لكن انري بونتيغا رئيس أركان الجيش الفرنسي أكد أن استخدام القوة العسكرية ضد إيران لمنعها من مواصلة برنامجها النووي سيكون محض جنون.
وقال لمحطة إذاعة (أوروبا1): اعتقد أنه مازالت هناك مسارات للتفاوض لم تستكشف بعد.
وتابع: »لا أعتقد أن من المنطقي القيام بعمل عسكري ضد إيران لمنعها من مواصلة هذا البرنامج النووي. هذا من شأنه خلق مأسة مروعة في الشرق الأوسط...اعتقد أن هذا سيكون محض جنون في الوقت الراهن«.
ورفضت فرنسا اقتراحا لطهران باستئناف المفاوضات حول ملفها النووي وأكد ناطق باسم وزارة الخارجية أن إيران »يجب أن تعود أولا إلى تعليق كامل لنشاطاتها الحساسة«.
من جانبه قال المندوب الأميركي في مجلس الأمن الدولي جون بولتون إن الأزمة النووية الإيرانية تشكل اختبارا كبيرا لمجلس الأمن الدولي, محذرا من أن التوصل إلى إجماع حول طريقة التعامل مع طهران ليس مضمونا.
وقال بولتون للصحافيين »إذا لم يكن مجلس الأمن قادرا على التعامل مع مسألة مثل برنامج الأسلحة الإيرانية فمن الصعب أن نتصور الظروف التي يمكن لمجلس الأمن أن يتحرك فيها بموجب ميثاق الأمم المتحدة«.
وأوضح أن »هذا تهديد واضح للسلام والأمن الدولي ونحن نقول ذلك منذ مدة«.
إلا أن بولتون أكد ضرورة إشراك مجلس الأمن, موضحا أن ذلك »لايعني بأي شكل من الأشكال أنه سيتم استبدال الوكالة الدولية للطاقة الذرية, بل العكس نعتقد أن مشاركة مجلس الأمن الدولي يمكن أن تعزز الوكالة الدولية في التعامل مع برنامج إيران للأسلحة النووية«.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك في تصريح صحافي انه حتى الان لم نر شيئاً يشير الى ان طهران ترغب في الالتزام بعملية ديبلوماسية جدية.
واضاف »انه سيكون هناك العدد الكافي من الاصوات لرفع الملف الايراني الى مجلس الامن« متوقعاً ان ذلك سيكون القرار الذي ستتخذه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى اجتماعها المقبل.
الى ذلك كشفت صحيفة »هآرتس« الاسرائيلية عن ان الدولة العبرية بلغت مرحلة متقدمة في المحادثات التي تجريها مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية في شأن مجموعة من العقوبات من المقرر تطبيقها على ايران.
واستعرضت الصحيفة بعض الافكار التي قدمتها اسرائيل الى المسؤولين الاميركيين والاوروبيين خلال الشهرين الماضيين ومنها فرض عقوبات على صادرات النفط الايرانية حيث ترى اسرائيل ان فرض حظر على النفط سيضر بايران اكثر من ضرره بالغرب حيث ان اقتصاد ايران يعتمد بشكل كامل على النفط فضلاً عن ان طهران تكرر بنفسها كمية قليلة من النفط مما يعني ان الدولة تعتمد ايضا على استيراد المشتقات المكررة وان العقوبات ستؤدي الى ارتفاع اسعار النفط, الا انه لا توجد دولة تعتمد كلية على النفط الايراني.
ومن هذه الافكار حرمان فريق الكرة الايراني من المشاركة في كأس العالم الذي سيعقد في الصيف المقبل وعدم منح تأشيرات سفر للخارج للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والمسؤولين الايرانيين المشاركين في برنامج الدولة النووي, ووقف التعاون الفني بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ايران في شأن القضايا النووية وفرض قيود على هبوط الطائرات المدنية الايرانية.
في المقابل قال المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي ان العالم لايمكن ان يمنع ايران من مواصلة برنامجها النووي, مؤكدا ان العالم لايمكن ان يؤثر على ارادة الشعب الايراني على مواصلة برنامجه النووي مهما كان القرار الصادر ضد ايران.
واكد خامنئي صاحب الكلمة الاخيرة في كل شؤون الدولة من الناحية الدستورية ان ايران لن تتبنى اي برنامج لتصنيع القنابل الذرية, مضيفا ان »الغرب يجب ان يكون على دراية بتلك الحقيقة«