[frame="5 80"]
قــسوةٌ نــراها في مجتمعاتنا بأشكــالٍ وصورٍ مختلفة
قـــسوةٌ بكــل ما تحمله هذه الكــلمة من معنـــى
سهـــامٌ يطــلقها المجتمع نحو بعضٍ من أفــراده
سهـــامٌ لا يُحِسُ بها إلا من تذوق مــرارتها و أُصيب بهـــا
ومن نزفت جُروحُه منهـــا
قــسوةٌ و معــاناة وظــلمٌ فادحٌ للبعـــض
ومن هنــا يتــساءل الكـــثير منـــا
كيف يكــون المجتمع قاسيا إلى هذا الحد بل ويطلب صورا
توضح لهُ هذه القســوة لكــي يكون على درايةٍ ومعرفةٍ
بما نقصــده من قـــسوة المجتمع . . .
ولهـــذا سأذكــر لكــم صورا مختلـــفة تظـــهرُ القسوة فيها
واضحةً وضوح الشمس في رابعــة النهـــار
الصـــورة الأولــــى :
(( المطــلقة ونظــرة المجتمع ))
ذنـــبُهــا أنهــا لم توفق في حياتهــا الزوجــية
ذنبها الوحيد أنهــا أرادت أن تتخلص من ذلك الزوج الظالم لهــا
ولذلك طلــبت الانفــصال عنه لعل الله يرزقهــا بخير منــه
ولكـــن بعد الطـــلاق
بدأت السهــام تصوب نحــوها
وبدأ المجتمع ينعتها بالمطــلقة التي أخفقت في حياتها وهي أقرب
لأن تكــون فاشلة بكــل المقاييــس
نظــرة غلبــت عليها الشك والريبة !!
رغــم أن للطــلاق أسباب كثيرة إلا أن المجتمع نظــر للجانب المظلم
من هذه الأسباب وبالتالي نبذها مباشرة فقط لأنها مطلقة
نعـــم إنــها نظــرة ظالمة لتلك المــرأة
فهــل كــل من طُــلِقــت نضعهــا في موقع الخطأ مباشرة
أبـــدا ولكـــن
هكــذا يقول ويرى المجتمـــع !!!
الصـــورة الثــانيــــة :
(( المــعاق ونظــرة المجتمـــع ))
ذنــبه أن الله وضعــه في اختــبار صعــب ليــرى كيف يصبر على مصيبته
ذنبه أنه فاقد لأحد أطرافه ذنبه أنه فاقد لبصره أو لسمعه
فهــل هذا يكــفي لأن يكون سببا في قسوة المجتمع على هذا المعاق
المــرأة ترفضه عند الزواج لماذا ؟ لأنه معاق
إعاقة يُعـَـيَّرُ بها من المجتمـــع
فهذه طالبة مصابة بشلل طلبت من معلمتها أن تعيد لها شرح مسألة
رياضيات فردت المعلمة بغضب وقالت أنتِ مصابة بتخلف عقلي
وليس فقط تأخــر في المـــشي
ما أقـــسى هذه المعلمـــة !
ألم تعلم أن هذا كــله من عند الله ولا دخل لهــذا المعاق
فهــو يتمنــى أن يحيا حياة طيبة سليما معافى ولكن هكذا أراد الله جل وعلا
وهذه أم تلزم ابنتها المعاقة بالجلوس في المنزل خشية أن يراها النساء
هـــوة اتسعــت بين المعاق ومجتمعــه
مجتمع يرى أن هذا المعاق عالة عليه لأنه يحتاج من يعينه
على الحيــاة وكــل هذا يزيد المعاق إحساسا بالقصــور والعجز بل ويتمنى
الموت لكــي يبتعد عن نظــرات المجتمع القاسية
ولكــن ماذا نقــول إلا . . .
هكــذا يقول ويرى المجتمع !!!
الصـــورة الثــالثــة :
(( السجنـــاء ونظـــرة المجتمــــع ))
هـــفا هــفوة وزل زلــة أراد بعــدها أن يتوب توبـــة نصوحــا
أراد بعد أن أحس بخطئه أن يعود للنهوض من جديد
ليتــدارك ما فاتــه من أيام أضاعها خلف القضــبان
رســم لنفـــسه أحلام وآمــالا أراد تحقيقهــا
ولكــن لم يعــلم أنــه سيسقط من أعــين المجتمــع ويصاب
بسهــم من سهــامه القــاتــلة
ابتعـــد عنــه
أخــوتــه الذيـن لطــالما تباهــوا بــه أمام الجمــيع
الكــل ينهــى وينتقــد من يجــالسه
وإذا بــه لا يجد مكــانا فــي هذا المجتمـــع
مطــرقة من حديد يضــرب بهــا المجتمع بلا رحمــة
فلا وسطــية ولا اعتــدال في المعامــلة
ولكــن ماذا تــرانا نقـــول إلا :
هكــذا هــو المجتمــع وهــذه قــسوتــه !!!
الصـــورة الرابعـــــة :
(( اللــقـــطاء ونظــرة المجتمــــع ))
ضحايا ومحــرومون افتقــدوا أبسط الأمــور فــي الحياة
افتقدوا أُمَّــاً تَحِنُ عليهم وأَباً يعمل كادحا لأجلهم
نظــر لهم المجتمع بأنهم أولاد لا نسب لهم ولا عشيرة
أبناء لأفعــال غيــر شرعية
مجتمع تنــاسى أن اللقيط ليس فــي كل الأحول يكون هكذا
وليس كــل لقيط نتج عن علاقة غير شرعية
فهناك من ســُرِق ابنها وهي فــي غفــلة
وهنــاك من تضيق بها الحال ولا تجد سبيلا إلا بترك ابنها
وهنــاك من يتعرض لظــلم فادح من الأب تحت ذريعة الشك
وبعــد هذا كـــله ينظــر المجتمع لهــم نظــرة قاسية
ويــرشقهم بسهامه القــاتلة
معــاناة وألــــم
ولكـــن ماذا نقــول إلا
هكــذا هــو المجتمع وهــذه قــسوتــه !!!
أحــبتــي الكـــرام :
هــذه صور مختلفة وليست محلا للنــقاش
ولكــن ما نــريد أن نناقــشه هـــو قــسوة المجتمع ولمــاذا أصبح المجتمع
قــاسيــا ولهــذا سأضع بيــن أيديكم محاور للنــقاش :
1 / بــرأيك كــيف اكتــسب هذا المجتمع هذه القــسوة ؟
2 / كــيف تــقيم دور مــؤسسات المجتمع المختلفة من إعـلام
جامعات ومساجد . . . وغيرهــا فــي تصحيح هذه النظـرات
الخاطـــئة للمجتمــع ؟
3 / برأيك ما هــي الحلول المناسبة للحد من هذه النظرات القاسية
التي تصوب فــي كــل يوم لهــؤلاء الضحايا وغــيرهم
ممن اكتـووا بنــار المجتمع وقسوتــه ؟
هــذا ما لــدي وانتظــر ما لديــكم
وأتمنــى أن نــركز عــلى هذه المحاور بعيدا عن تناول
صــور المطلقة أو المعاق أو السجناء
كــي لا يتشعب الحــوار ويبعدنــا عن المحــور الرئيس لهذا
المــوضوع
دمتــم بخــير وفــي رعاية الله وحفــظــه [/frame]