هكذا نفهم الحرية الحقيقية للمرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا نفهم الحرية الحقيقية للمرأة
يثير البعض زوبعات حول حرية المرأة و كأننا رجعنا للوراء ، لنعيش في جاهلية ما قبل الإسلام ، حيث كان يحكم عليها بالهلاك و الموت خشية إملاق ..
حيث نجدهم يرفعون الشعارات الطباشيرية العريضة ، و التي تزين بثوب اللغة الفضفاض و التعابير المزخرفة و الأسلوب الفاخر ..
و لكن ، هل سأل هؤلاء المطالبين بحرية المرأة المفرطة أنفسهم ، عن ماهية الحرية التي يطالبون بها لهذه المسكينة (( مسلوبة الحرية )) ؟؟
و هل هم الأوصياء عليها و على نيل حريتها الضائعة و أصحاب الخطوط العريضة التي تحقق لها حريتها ، و إن كان ذلك فما هي هذه الحرية و ما مضمونها حسب آرائهم ؟؟
نحن نعلم جيداً أهمية دور المرأة و مكانتها في المجتمع ، و نجاعة هذا الدور العملاق و الرائد في الكثير من المجالات ، فقد انتفضت المرأة من سبات عميق _ بالإكراه _ و من مرحلة حاولت أن تطمسها تماماً و تنزع منها حريتها ، و بكل جد و كد أخذت تسطر أنصع و أبيض الصفحات في كثير من المناحي الهامة .
فبعد أن حرمت من الخروج من حدود بيتها أصبحت تشارك الرجل جنباً إلى جنب لانجاز الأعمال البناءة ، و الخدمة الجليلة لبناء المجتمع و الحفاظ عليه ، حيث أنها تفوقت في كثير من المجالات ، و التي تناسبها من حيث بنيتها الفسيولوجية ، و التي تحتاج التحكم جيداً في عضلات الأنامل و الأطراف في شكل عام ، حيث أثبت ذلك علمياً ..
و هذه الأعمال نذكر منها :: الطباعة ، العمل على الحسابات الالكترونية ، و الأعمال الكتابية ، و الكمبيوتر ، و الآلات الموسيقية و غير ذلك .. إلخ
و لكنها تقف عاجزة أمام بعض الأعمال التي لا يجرؤ القيام بها و المثول أمامها إلا الرجل ، لما حباه الله من قوة جسدية عضلية و تحمل للصعاب و المشاق .
ليس هذا فحسب ، بل تجاوزت ذلك حيث بلغت ذروتها في إدارة بعض الأعمال و المؤسسات الهامة في كثير من مناطق العالم ، و نالت حقها الكامل في الكتابة و الإفصاح عن آرائها و أفكارها و تنافست مع الكثير من المفكرين و الأدباء و الشعراء في هذه المجالات ، و أثبتت جدارتها لدرجة أنها وصلت إلى مناصب هامة في إدارة دفا الحكم في بعض الدول ، و هذا الإثبات الأكبر على أنها أخذت كل ما حرمت منه من الحرية التي تجاوزت أحلامها .
و المجالات على مصراعيها مفسوحة أمامها ، لإثبات كيانها و ذاتها ، للتعبير عما يجول في خاطرها ، و تسخيره لمنفعة البشرية و منفعة المجتمع .
أليست هذه قمة الحرية ؟ أليست هذه الحرية البالغة بما تحمل الكلمة من أرق المعاني و أسماها ؟ و لكن للأسف فإننا نرى بعد هذا كله ، يطالب البعض بالمزيد من الحرية التي قاربنا أن نسيء فهمها ، و نفقد المضمون الجوهري لهذه الكلمة ، التي هي آمال الشعوب بأسرها ، و آمال كل من شعر بطعم الظلم و الكبت (( لأن الشعور بالظلم هو السبيل الوحيد للحرية ))
و طالما أن المرأة انتزعت حريتها في حقبة من الزمن ن فيجب أن تحافظ على حريتها بعد أن نالتها بعد عناء و مثابرة ، و بعد أن وهبها لنا الله عز و جل .
فيجب أن تقف المرأة هنا ، عند هذا الحد ، لتهذب هذه الحرية و تخرجها في أطوار معقولة تتناسب مع عاداتنا و تقاليدنا كأناس ينادون بالمثل و العرف و التمسك الشديد بديننا الإسلامي
ولو اطلع هؤلاء الذين ينهالون بشعاراتهم و كتاباتهم على دراسة القرآن الكريم دراسة واعية مستفيضة ، لوقفوا عند حدهم عن الكتابة و الحديث في مثل هذا الموضوع و عرفوا أثاروه ما هو إلا زوبعة في فنجان ليس إلا ، لأنهم سيجدون القرآن لم يترك أدنى صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها ، و سيجدون أن المرأة التي يدافعون عن حريتها ، أعطاها القرآن ما لم يمكن أن يعطى من أحد و ذلك بشكل يضمن لها الكرامة و العزة و السير على الخطوط الواضحة التي رسمت من عالم الغيب و الشهادة ، و ليس من جماعة نسوا أنفسهم فأنساهم الله إياها ..
و في حفاوة الإسلام بالمرأة و تقديرها أمثال كثيرة و متعددة إن الله عز وجل أبلغ خديجة السلام بطريقة الوحي جبرائيل عليه السلام ..فمن أين سنأتي بشرف مثل هذا للمرأة في عصرنا هذا .
هل بلعب المرأة كرة السلة و الطائرة و الجمباز ، و خروجها على المسرح و السينما ، و هل بإظهار جسدها و عوراتها ، و هل بإظهار مفاتنها لتكون عرضة للفت الأنظار تنال حريتها ؟