الإهداء/ لي وحدي . .
وأتمنى أن لا تكون مصافحتي الأخيرة في رحابكم العامره طهراً
أيضاً أتمنى أن تغفروا لي عدم مراجعة النص
لضيق الوقت!
نـــــــامـــــي!!
نامي
_وقبل شعرها
أماهُ نامي
الشارعُ مقفرٌ متهالكٌ خاوي
تقتاتهُ أرديةُ الفصول
فيمضي الضوء للفقد
ونجمُ السعادةٍ أغفى
أراهُ الآن محض أفول
أماهُ نامي
ماتبقى للروح سلوى!
كُسرت مرآيا المنى
وأرتد طرفي للبكاء ولذبول!
صليباً من أسى
نقش الدهر عليه وجهي
حين مات من قبل الوصول!
عن قنديلكِ الراعش الباكي
مركبي العبوس يأخذني
فيومض خلف أسيجةِ الليل
لتنأى . .
وينأى طائر ذاتي
كأن ذاك الومض دمعاً
يبعثُ من جوفهِ صوتاً ينادي!
أماهُ قد يفوت العمر قسراً
لكنها تبقى أبداً ذكرياتي!
نامي
تجديني دائماً
أرعى خيول الحلم بيضاءاً
بين يداي تلهو فتاتي
وأبني العابث حولكِ
يأخذ مني طابعاً
فلا يكترث لصدى صرخاتي
رماداً مركبي الظالم أمسى
على المرفأ تذروهُ أحقاد رياحي!
فنامي!
عطركِ بالمنفى وطنٌ
عالقٌ كالملكِ فوق أكتافي
أخشى أماهُ كم أخشى
عليه الرياح رزيةٌ
تطاردهُ في خطوط ردائي
منهُ وجهكِ الطاهر يبدو
أفتش عنهُ
لألتمس في الأفق المنير بقائي!
وعيناي باسمتان
_تظل ترقبها
كم أنشد في الصباح غنائي
فتغرسني في أحضانها
لتردع الرحيل شاهقةٌ
حتى وشمت بالحنائي
يداكِ لي وطنٌ
فلا وطن لي تشبههُ يداكِ!
ما إستشعرت يوماً لضعفي
إلا حين غدوتُ كطفلٍ
سلب الحضن مني
فربتت يد الوجع صدر أحلامي!
نامي
ولاح طيفي من الجدار
أفزع الوسن في عينها
فأولت حلم اللقاء
بوهمٍ يرتدي وجه إنتظار
حين أبصرتني عابراً
فختلجت أهدابها
بلؤلؤتان آثرتا الفرار
قالت:
أما آن الأوآن لكي تعود
كل الرسائل لا تعيد
وخطى ساعي البريد
ترسم بوقعها لون الرماد
ونجمك الضاحك قادني
للغرفةِ والأبن البعيد
لازال غافٍ تحت أكداس
الغياب ...
فمتى تعود؟!
ما دونها الجدارُ غير تصدعٍ
وخبزها المبلل بالدموع
ينسى ملامحها الحسان
طالت مشاوير الوجع
فأضاء في ذيل الزقاق
نجمٌ قادها تحت المطر
لتراني من جديد
طيفٌ عابرٌ
وعيناي باسمتان
نامي
_وغادر طيفها!!
أماهُ نامي كي أنام
نسي الزمان ملامحي
وأنكرني المكان!!