عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2006, 09:08 AM   رقم المشاركة : 2
آسيل5
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية آسيل5






آسيل5 غير متصل

آسيل5 كاتب رائع


افتراضي

11 ] تنبّه أثناء الكتابة إلى أن كافة فئات المجتمع تقرأ ما تكتبه..

لابد أن تدرك أخي الكاتب وأنتِ أختي الكاتبة أن الانترنت عالم مفتوح للجميع،
لا وجود فيه للأسرار والخصوصيات، ولا مكان فيه لتحديد فئة القراء إلا قليلاً،
وإذا أدركنا هذا الأمر واستقر يقيناً في نفوسنا كان ذلك داعياً لنا إلى مراعاة
مشاعر القراء فيما نكتبه، والذين هم في الغالب من كافة فئات المجتمع،
ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، أصحاء ومُعاقين، بل وجدنا من يتصفح الانترنت
وهو أصمّ، ومن يتصفحه وهو أعمى..

فلا يليق بنا أن نكتب ما نجرح به مشاعر غيرنا، كالحديث بصورة قاتمة مظلمة
عن الطلاق مثلاً ووصف المطلق أو المطلقة بأشنع الأوصاف وأقساها، أو عمّن
يتصف بصفة خلْقية معينة كالسمنة أو الشخير أو غيرها، فكما لك الحق في
اختيار كتاباتك فإن للآخرين الحق في قراءة مالا يتسبب لهم في الإزعاج والإيذاء..
كما أن الأمر هنا يشمل احترام عقول القراء حين الحديث عن بعض الأمور الخاصة،
كالحديث عن الزواج أو التعدد أو ليلة الزواج الأولى وما يترتب على هذه المواضيع
من تفاصيل يتصفد منها وجه المرأة حياءً مما تقرأ، وإذا كان المطلب مُلحاً في
الكتابة عن مثل هذه الأمور فلنتخذ من القرآن والسنة منهجاً لنا في ذلك،
بالتلميح دون التصريح ( أو لامستم )، والإيجاز دون الإطناب ( لتسكنوا إليها )..

[ 12 ] أبدع "كتابياً" في المجال الذي تحسنه..
ابحث عن المجال الذي تجيد الحديث فيه، ثقافياً أو دينياً أو اجتماعياً أو رياضياً،
ثم ابدأ بالكتابة فيه مستعيناً بما لديك من معلومات ومعارف عنه، وحريصاً
على أن تقدم للقراء ما ينفعهم ويجعل لموضوعك في نفوسهم أثراً نافذاً..

[ 13 ] لا تجعل لظروف حياتك العامة تأثير على كتاباتك..
وذلك بأن تجتهد في استقلال كتاباتك وعدم تأثرها بما تمر به في حياتك
العامة من ظروف، سواء كانت مفرحة أو محزنة..
فقد تكتب في وقت فرح شديد فتبالغ فيما تكتب وتغض الطرف عن الخطأ
أو لا تنتبه له، وقد تكتب في وقت حزن أو غضب فينعكس ذلك بصورة سلبية
على كتاباتك، ويدرك الأمر فيما بعد من كانت له أدنى متابعة لكتاباتك السابقة..
فلا تكتب حينما تشعر بأن ظروف حياتك لها تأثير بارز على ما ستكتبه، بل اختر
الوقت المناسب لذلك واهجر الكتابة في الأوقات التي تعلم أنك لن تقدّم فيها
ما تقدّمه عند صفاء الذهن وخلوه من المشاغل والهموم..

[ 14 ] إياك أن تكتب في وقت الغضب..
ولا أبلغ في هذا من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم "لا تغضب" كررها ثلاثاً..
فالغضب - إن لم يكن على محارم الله أن تنتهك - فهو سلبي عليك وعلى كل
من اتصف به، وإذا قٌدّر لك أن تكتب في وقت الغضب فستشعر بعد أن تهدأ بأنك
قد كتبت كلاماً ربما تندم عليه طويلاً..
فابتعد عن الكتابة بالكلية إذا كنت غاضباً، وإياك أن تكتب أو تراسل
وأنت مغضب، فسينعكس ذلك على كتاباتك ولابد..

[ 15 ] احرص على تطوير كتاباتك بقدر استطاعتك..
وذلك ببحثك الدؤوب عن أفضل الطرق الكتابية وأكثرها نفعاً للقراء وجذباً لهم..
فلا يعيبك أن تكون لك كتابات قديمة لم تحسن الأداء فيها كما يجب، بل احرص
على تطوير كتاباتك، بالقراءة لكبار الكتاب والتبحر في فنون الأدب والبلاغة والثراء
المعلوماتي الذي أصبح بحراً لا ساحل له في عالم الانترنت، وستجد كتاباتك
بعد المحاولة تارة والمحاكاة تارة أخرى على مستوىً عالٍ من الجودة مقارنة
بما كتبته قديماً..

[ 16 ] أشرك الآخرين في اختيار كتاباتك..
وإذا أردت الكتابة في موضوع جديد، فاحرص على استشارة من تثق برأيه
وذلك من أجل اختيار كتاباتك وماهيتها وعمّ تتحدث وتتمحور، واعلم أن هذه
من أنفع الطرق وأكثرها فائدة في تصحيح نظرتك لما تكتبه، فقد يرسل لك
أحدهم بفكرة أو يعرض أحدهم عليك أمراً فيكون سبباً في تغيير دفة ما تكتبه
نحو الأفضل بصورة كبيرة لم تكن تتوقعها..
فليكن للآخرين نصيب من الرأي في اختيار كتاباتك، وأحق من تطلب استشارته
في هذه الأمور زوجتك وأبناءك ووالديك واخوتك وسائر أهل بيتك، وليكن لأصدقائك
في الانترنت نصيب مماثل، خصوصاً من تعلم بصدق الود بينك وبينه وأنه
لن يضن عليك برأي سديد تنتفع من ورائه..

[ 17 ] اعرض كتاباتك على من تثق برأيه..
وإذا انتهيت من كتابتك، رداً كانت أو موضوعاً، ورأيت بأنك محتاج إلى من
يُقيّم ما كتبته فيصحح خطأك ويكمل نقصك ويلفت انتباهك إلى ما قد تغفل
عنه في كتابتك، فاذهب بما كتبته إلى من تثق بآرائهم وأسألهم أن
يقيموها لك وألا يجاملوا في الحكم أو يداهنوا فيه، واستفد مما قد يُدوَن
على كتابتك من ملاحظات واحرص غاية الحرص على تطبيق ما يَرد إليك
منهم، نقداً كان أو مدحاً أو تصحيحاً، فالناقد بصير، ونظرة القارئ أعم
وأشمل من نظرة الكاتب في الغالب..

[ 18 ] غض الطرف عن إساءة المسيء ، واحفظ للمحسن إحسانه..
وإذا أخطئ أحدهم بحقك وتجاوز الحد معك، سواء بالتعدي عليك والتهجم
بما لا يليق أو التشكيك في نواياك أو همّش رأيك وضرب به عرض الحائط
فغض الطرف عنه ولا تجاريه في سفهه، واتخذ من آية الفرقان
[ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ] منهجاً تسلكه في
التعامل مع من يخطئ بحقك..
متاركة السفيه بلا جوابٍ .. .. أشد على السفيه من الجوابِ
وفي المقابل، إذا أحسن أحدهم إليك، بنقد أو مناصحة أو شفاعة
أو مساعدة أياً كانت هذه المساعدة، فاحفظ له هذا الجميل وادّخره له
أبد الدهر، واحرص غاية الحرص وألزمه على رد الجميل له إذا
ما وجدت الفرصة مواتية لتحقيق ذلك، فالمجتمع المسلم إنما بُني
على التكاتف والتعاون، كالبنيان يشد بعضه بعضاً..

[ 19 ] قلل من أثر اختلافك مع الآخرين..
احرص على التقليل من أثر اختلافك مع الآخرين، واجتهد في أن ينحصر
هذا الاختلاف في الآراء والأفكار وحدها، دون أن يشمل كل جزئية في
التعامل بينك وبين من اختلفت معه..
فالاختلاف في مجمله أمر إيجابي كما يعده بعض علماء النفس،
وفيه دلالة على الاستغراق في التفكير واستخراج الآراء والمذاهب،
فانظر للجانب المشرق منه وأنه قد فتح لك آفاقاً أخرى كنت تجهلها
وربما كانت هي الصواب دون أن تشعر، ولا تلقي كثير اهتمامٍ إلى ما قد
يبرز من سلبيات لم تكن من الخلاف ذاته بقدر كونها نتيجة تمسك كل
طرف برأيه وانتصاره له وإن كان باطلاً..
فلتبقى الأخوة الإسلامية وإن تعددت الآراء، وهانحن نقرأ عن أئمة المذاهب
الأربعة الاختلافات المتعددة في الأقوال، ورغم ذلك قد لا تجد من يمدح
الواحد منهم أكثر من أصحابه الثلاثة الآخرين، رحمهم الله جميعاً..

[ 20 ] تذكر أنه من غير اللائق أن تتحدث بكل ما تسمع وتعرف..
فما كل ما يعرف يُقال، وقد يكون من التروي والتعقل أن تمسك لسانك عن
الخوض في بعض الأمور التي لديك علم بها كما كان يفعل ذلك أبو هريرة
رضي الله عنه مخافة أن يُفتن الناس في دينهم وتدبّ بينهم
الوساوس والاختلافات..
فاحفظ لسانك عمّا يغلب على ظنك أنه سيكون مثار شبهة أو فتنة ،
ولا يضرك أن تحجم عن الكتابة في موضوع من المواضيع إذا علمت
أن القراء سيكون لهم شأن آخر فيه، من تطاولٍ على العلماء مثلاً
أو التشكيك في نزاهتهم أو التعرض لبعض المسلّمات التي
لم تـُـقصد لولا كتابتك عنها..
وكفاك في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم
في صحيحه: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" ..
والأمر كذلك يشمل تورعك عن الكتابة التي تهيّج المشاعر سخطاً وغضباً
وربما كان لها أثر سلبي هائل في نفوس قرائها من الجنسين دون أن تشعر،
فمواضيع الزواج والتعدد والتفاضل في القبائل والدول وألجناس والأعراق
وإثارة النعرات الجاهلية أياً كانت؛ كلها موضوعات قد تكون لها جوانب
مظلمة تلقي بظلالها على واقع الكثير من القراء ذكوراً وإناثاً
دون أن يشعر الكاتب..
يـــتبعْ الجزء الثالث والأخير