[align=center]ثانيا : ما هو تنظيم القاعدة الذي دخل اللعبة لأداء دور الارهاب؟
نحن نعرف أن ما يسمى بالقاعدة شبكة يتزعمها الملياردير السعودي أسامة بن لادن وأن هذا الأخير قد عمل عن قرب ولسنوات طويلة خلال الحرب الباردة مع الاستخبارات الأميركية ضد السوفيات. أليس من الغريب أن زعماء المواجهة في أفغانستان -أي شبكة بن لادن والأوساط الأصولية الأفغانية والباكستانية والأجهزة الاستخباراتية الأميركية- على معرفة فيما بينهم منذ زمن طويل؟ ومما يسترعي انتباه المتخصص في الشؤون الإسلامية أن القاعدة لا تتشابه مع غيرها من التنظيمات الإسلامية التاريخية، فهي تظهر كـ"كشكول" إسلامي ضبابي بل أخطبوط تعمل أجنحته المسلحة داخل تنظيمات إسلامية معروفة. ومنازلة بعض المحاربين في الميدان أو سجنهم في غوانتانامو لا يجعلنا نعرف العقل المدبر لأخطبوط القاعدة، فهل استطاع بن لادن ومقربوه الإفلات من قبضة أعظم قوة بأجهزتها الاستخباراتية المدعمة بأجهزة الحلفاء وعلى رأسها الموساد؟ إن في المسألة سرا لا يدركه العقل.. يمكننا بدون شك -وكما يفعل بعض الصحفيين- أن نفسر غياب نتائج التفسيرات الأميركية بعدم فعالية الأجهزة الاستخباراتية. غير أن هذه الفكرة تبقى نشازا مادامت هذه الأجهزة الاستخباراتية ساهمت بشكل مستمر -ضد حرية شعوب كثيرة مع الأسف- في تقدم المصالح الأميركية. وكوننا نعارض السياسة الخارجية الأميركية لا يحول رغباتنا إلى حقائق حين نرمي الأميركيين بمثالب هم منها براء.
وإذا كانت القاعدة تنظيما مستقلا عن الأنظمة الأمنية للدول في علاقاته السياسية والمادية والمالية، فهل بإمكانها أن تظل على قيد الحياة رغم التحالف غير الطبيعي لجميع القوى الدولية ضدها منذ عشر سنوات؟ وإذا كان قد أتيح لتنظيم القاعدة أن يبقى حيا فمعنى ذلك أن جزءا من العقل المدبر لهذا الأخطبوط ظل يتغلغل في نظام هذه القوى التي تحاربها رسميا.[/align]