[frame="9 80"] العراق بعد عامين.. إلى أين؟ قبل أكثر من عامين، كان النظام العراقي، وعلى رأسه صدام حسن حاكم العراق المطلق، يئن تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليه الأمم المتحدة. وكان الشعب العراقي، على اختلاف طوائفهم وعرقياتهم، في الوقت نفسه، يعاني من قمع الحريات السياسية. وقبل عامين، وتحديداً في العشرين من مارس/ آذار عام 2003، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا، أولى هجماتها العسكرية على العراق، أعقبها في التاسع من إبريل/ نيسان سقوط بغداد بأيدي قوات التحالف. ومع انتهاء الحرب رسمياً، انطلقت حرب أخرى في بلاد الرافدين، ألا وهي حرب العصابات والمتشددين. وبعد عامين على الحرب، التي راح ضحيتها الآلاف من العراقيين المدنيين والعسكريين، وأكثر من 1500 أمريكي، غير الضحايا من الجنسيات الأخرى والجرحى، اختلفت الصورة جذرياً.. فصدام حسين معتقل، والعراقيون خاضوا أول انتخابات حرة لهم منذ أكثر من نصف قرن، وانتخبوا أول مجلس وطني لهم، وإن كان مؤقتاً. ورغم أن الانتخابات لم تكن شاملة، من حيث أن جزءاً كبيراً من الطائفة السنية قاطعوها، فإنها تظل تشكل منعطفاً تاريخياً لأبناء الرافدين. وقد تبدو الصورة جميلة نوعاً ما.. غير أنها لا تكتمل دون مشاهد تصبغها باللون الأحمر. فبعد عامين على الحرب، لم يتمكن الأمريكيون وحلفاؤهم، من وقف نزف الدماء والقتل وأعمال التفجير اليومية، التي تحصد من العراقيين، مدنيين وعسكريين، أضعاف ما تحصده من أفراد القوات الأمريكية. مراقبون يرون انه مع استمرار الأنفجارت، وبشكل يومي في مختلف انحاء العراق، تزول بارقة الأمل في وضع حد للانفلات الأمني، الذي تشير الأصابع إلى أن وراءه شخصية ربطت نفسها بالقاعدة، وهو أبو مصعب الزرقاوي. العراقيون والأمريكيون يصرون على أن ما تم إنجازه على الصعيد السياسي حتى الآن، وما سيتم لاحقاً، من وضع دستور دائم للبلاد وبناء جيش نوعي، وقوات أمن قوية، كل ذلك سيعمل على تمتين الوضع الأمني واستقراره. قوات التحالف، بدأت تنسحب تدريجياً، أو تعلن عن خطط لسحب قواتها من العراق، وآخر هذه الدول أوكرانيا وإيطاليا.. ومع ذلك تصر الولايات المتحدة على أن التحالف مازال متماسكاً ![/frame]
Nathyaa