عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-06-2005, 06:03 PM
الصورة الرمزية بنت الامارات
بنت الامارات بنت الامارات غير متصل
 





بنت الامارات كاتب جديد
افتراضي اين هي نخوه الرجال في هذا الزمن !

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخوتي قرأت قصه عن نخوه واخلاق اجدادنا التي عتدنا عليهم انها رمز من رموزهم التي لا تختفي في نجوم ماضينا لكن هل ياترى هي ستكون في ذهوننا قصه عابره ام قصه تغير ما بنا !



كنت أتمشى في أحد الأسواق الفروانية وأرى الشباب يلاحقون الفتيات ويزعجون الناس ولا يخجلون على أنفسهم ، حتى وصلت الوقاحة كنت واقف بجوار شابين ينظران لرسولة الشيطان - أعتذر- فتاة كاسية ولكنها عارية كست نفسها باللباس الفاخر ومتزينة ، ولكنها عارية من الأخلاق والحياء وصدق فيها قول الشاعر

لا وازع يزع الفتاة كمثل ما *** تزع الفتاة صيانة وحياء
وإذا الحياء تهتكت أستاره *** فعلى العفاف من الفتاة عفاء

فكلمتهما : ألا تستحيان من الله تعالى ثم الناس ، أحدهما نكس رأسه ، والآخر قال : مطوع نحن شباب ، والبنات هن الخربانات (فاسدات) شف لبسها ؟ هي عارضة نفسها ببلاش ، ما عليك إلا تكشخ وترز نفسك قليلا ، وبعدها تشبك معي .. استغربت كم وقاحته ، فقلت : عيب والله عيب استح على وجهك تقول مثل هذا الكلام ، قال : مطوع تبيني أكذب ؟ ، قلت : أليس عندك أخوات ؟ قال : أخواتي شريفات .. فخرجت البنت ونظرت لنا بعينها ومشت ، فقال الشاب لصاحبه : خلنا نلحقها بنجيب رأسها وذهبا خلفها
، فدمعت عيني لمثل هذه المناظر وأخذت أسبح في بحر أحلامي ، كما فعل سقراط لما رأى الحروب والظلم في الأرض أخذ يسبح في عقله ويكون عالما جميلا يسوده العدل والأمان وانتشار الخير ، فألف كثير من مؤلفاته على هذه الأحلام ، حتى من يقرأ كتبه يستشف منها أنه كان يعيش في الجنة والله المستعان .. المهم .. فتذكرت هذه القصة الجميلة لعل الجيل الجديد يقرأها ويعتبر بها فوالله الواحد أصبح يستحي يكلم المعاكسين بالأسواق لسوء خلق الطرفين الرجال والنساء وإليكم القصة .

هذه القصة حدثت لشخص يدعى معثم بن غبين من عنزه أصابت ديرته القحط ، فرحل يبحث عن مكان مناسب ليعيش فيه وفي الطريق تصادف مع فارس آخر من أحد القبائل ، فسأله معثم : ماوراك ، فأجابه زوجتي وابنتي وابلي ، وكان الفارس الآخر يدعى أبا الخلف ، فسأل أبا الخلف معثم : وأنت ماوراك فرد معثم زوجتي وابنتي وابلي . وكان معثم ليس لديه بنت بل كان ولد واسمه عقيل. وعندما يدور في بالك لماذا معثم لم يقل أن لديه ابن ؟ أجاوبك انه خاف على أن أبو خلف أن يكره قربه بسبب الفتى. وتعاهدا على أن ينزلا بالقرب من بعض وان يحمي كل منهما الآخر وان يكونوا يدا واحدة فهذه بعض صفات العرب. فذهب معثم واخبر زوجته : فرضت زوجته بالاقتراح ورضى عقيل ، فطلب معثم من ابنه أن يلبس لبس فتاة وان لا يتكلم في وجود زوجة الجار أو ابنته حتى ينتهي الربيع ، فبدا المتشبه بالفتاة يسرح مع ابنة جاره بدون أن تلاحظ عليه شيء وذلك لعفته وحيائه ، ولكن المخفي والمكتوم لم يدم فقد حصل الأمر الذي يرغم الفتى بالكشف عن حقيقة وإبراز شخصيته فقد غار قوما على الإبل فأخذوها ولحق بهم معثم وأبا الخلف فلم يستطيعوا أن يرجعوا الحلال. وعندها لم يطل الصبر بعقيل فركب فرسه حيث انه كان من ابرز الفرسان ذاك لوقت. واستطاع إرجاع الإبل . أصيب الجميع بالدهشة فكيف انه فتى وكان ويخرج مع الفتاة . ولكن أرجعت الفتاة ذاكرتها إلى الوراء فكانت تلاحظ أن الفتاة (عقيل) التي معها لا تنظر إليها ولا ترفع عينها فيها ، وأنا ترفض أن تنزل معها في الغدير للاستحمام وكانت تدير ظهرها لها . هنا تأكد للفتاه عفت وشرف هذا الفارس عقيل . وعندما وصل عقيل إلى المنازل ومعه الإبل وبعض الأسرى قابلته الفتاة بهذه الأبيات ( لاحظوا يا شباب كيف مدحته )


هـلا هـلا باللي سلامـه يـداوي *** ما هو زبون للعلوم الرديه
اشهد شهادة حق ما هـو دناوي *** ولا شبوح العين للاجنبيه
عقيل مـن شفته خجول حياوي *** من عرفت ما باق غرة خويه
فـوق العبيه مثل فـرخ النداوي *** ينف خيل القوم نف الرعية


فرد عقيل :


يـا عـم والله مـا جعلت الغطـاوي *** ويشهد على ما قلت رب البرية
عـن طاري الشكات ولا الهقاوي *** حلفت لك والله رقيب عليه
عـن المشـكه يـا زبون الجـلاوي *** شاروا علي بشورهم والديه
ويـوم خـذونـا طـيـبـين العـزاوي *** دون العشاير ما نهاب المنية


وبعدها فهم والد الفتاة سبب تخفي عقيل وهي كرامة للجار خشية تنفيره من وجود فتى . وبعد انتهاء الربيع رحل كلا إلى أهله وافترق عقيل عن الفتاه ولكنه ظل هائما في حبها . حتى مرض بسبب فراقها وعلم صديقه فهيد بان عقيل مريض ، فبعث بطبيب عربي لعلاجه ويدعى عيد وعندما أحمى عيد المنشار ليكوي عقيل ، قال عقيل :


يـا مـحـمـي الـمـنـشـار بالنـار خـلـه *** جروح قلبي حاميات مكاويه
مـا بـي مـرض يـا عيد لا شك عـلـه *** من غير شفي ما طبيب يداويه
ما طيب لو تحمى المخاطر أب مله *** أنا بلا قلبي على فقد غاليه
الصـاحـب الـلي عـنـده القـلب كلـه *** علمي بدور العافية قبل أخاويه
والـيوم مـدري ويـن حلوة محلـه *** فاتن ثلاث سنيين يا عيد نرجيه


وعرف عيد سبب مرضه وتجاهل الأمر ، وأصر على أن يكويه حتى يتضح له أكثر . وبعد الكي قال ستطيب فرد عقيل:




يا عيد لو كويتني ما بي أو جـاع *** ليتك عرفت بعلتي وش بلايه
بلاي غرو طـول قرنه يحي بـاع *** يا عيد دعني لا تبيح خفايه
مـادام مـانت لعـلـة الـقـلـب نفـاع *** يا عيد مالك بي تحمل خطيه
ياما عذلت القلب يـا عيد ما طـاع *** اطلب وربي ما يخيب رجايه




وبعد أن عرف بأمره معثم طلب منه أن يرافقه لخطبة الفتاه ، وفعلا فقد زوجه الفتاه وقد أنجبت له ولدا وهو معروف اسمه عباس ولقب أبو طاسه ، ولقد عرف عنه الشجاعة والبسالة . ومن الأبيات التي قالتها الفتاه على فراقهم



أول نهاري دمـع عـيني عـصـيـتـه *** وتالي نهاري دمع عيني عصاني
وغارب قعودي من دموعي سقيته *** مثل هما ليل البرد يوم جاني
عـلى الـذي مـن بـد حـيـه بـغـيـتــه *** وهو الذي من بد حي بغاني
وسبعـة مخاطـر بالضمايـر كويتـه *** وسبعين مخطر بالضماير كواني
وأنـا الـذي طـي الشويحـي طويتـه *** وهو اللي طي البر يسم طواني


واسمحولي على الاطاله وشكرا لكم للقراه