* سؤال: من س ، ع: لدي طفلان واحد في السنة الثامنة من عمره، ولديه مزاج هادئ ويعاني من هموم وهواجس، متذمراً يشكو من قلة التقدير والرضا، أما الثاني وهو في سن الخامسة، لديه مزاج حاد دائماً، ومشاكس، يعارض في كل شيء، إلا أنه يبدو لطيفا معي. هل من الصحيح أن يغلق طفلنا الثاني أذنيه ولا يسمع كلام أحد، يعمل كل ما يدور في رأسه، ولا يعير الانتباه لأحد، أمام كل مشكلة نواجهها؟ فمثلاً عندما نحاول شراء الملابس له، يقوم هو بانتقاء ألوان ملابسه بنفسه، رغم أنه لا يميز الألوان، فكثيراً ما يطلب الأزرق وهو يشير إلى الأخضر. وعندما يحس بأنه من المستحيل الحصول على غرض ما، يقوم بتخريبه أو تقطيعه أو كسره، اشترى في هذه الأيام الأخيرة نظارة زرقاء بنفسه، وعندما طلبنا منه أن يعطيها لأخيه، قام بإتلافها، ربما يريد أن يعاقبنا، فما العمل؟
* الجواب : كثير من الأطفال يعانون من هذه المشكلة التي يبدو فيها اعتماد الطفل على طريقة الاعتراض وعدم الاتفاق مع والديه لإثبات ذاته وإفهام الغير بوجوده. وكثيراً من الآباء والأمهات يمضون أوقات طويلة في الحديث إلى طفلهم، بينما يكون الطفل في حالة إصغاء دائم، ويضعه بين ذراعيه ويختار له اللعبة المفضلة لديه هو لا لدى الطفل. وغالباً ما يولد هذا الموقف عدم الرضا لدى الطفل، وإذا ما عبر عنه الطفل، فإن ذلك يستقبل بامتعاض وعدم رضا.
وبالعكس من هذا كله، فإن في اللحظة التي يبدي فيها الطفل اعتراضه على غرض ما، سواء أكان ملابس أم هدايا.. اخترتموها بنفسكم له، فإنه في هذه اللحظة بالذات يبدأ النمو التربوي الصحيح لدى طفلك.
حيث تبدأ ميوله تتجه إلى الاستقلالية وإثبات شخصيته وتأكيد وجوده عبر الاعتراض على موقف معين أو على اختيار محدد. وهو في الغالب موقف إيجابي لا يدعو إلى الانزعاج.