ما قام به معالي رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية من استعداد للتنازل عن السلطة يمثل الفرق بين المسلم الذي يفهم المنصب على أنه تكليف لاتشريف فهو يتصرف من عقيدة ولا يتصرف وفق أهواء وشهوات تقوده.... يرغب منها الشهرة فقط على حساب مصالح العباد والبلاد
ما فعله معالي رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية يضرب أروع المثل في إيثار المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والذي للأسف يفتقده كثير ممن وصلوا الى ما وصل اليه من مسئولين في العالم العربي فكانت قيادته قيادة واعية راقبت مصالح الشعب وعملت على ما ينفعها ولم تكن قيادة هوى همها الإعجاب بالنفس وتقريب المحاسيب على مصالح العباد والبلاد
مافعله إسماعيل هنية نتيجة لتربية إسلامية لاتدعي أن مشروعها السياسي قد بلغ الكمال أو أنه فوق النقد فقد أعلن استعداده على التنحى وهو يعلم ان الدين النصيحة وسينظم الى صفوف المقاومة جنديا من جنودها كما انظم خالد بن الوليد جنديا تحت قيادة ابي عبيدة بعد ان كان اميرا وما زاده ذلك الا رفعة وعلوا
اسماعيل هنية أحرج القيادات والزعامات العربية بعمله هذا فقد أعرض عن كبر الرؤساء الفجرة والأمراء الظلمة والمستبدين المتألهين لأنه أدرك ووعى أنه رجل من صميم الأمة يرى أن السلطة المخولة له سياجا للمصالح العامة لامصيدة للمنافع الخاصة وقد أدرك مفهوم الآية الكريمة {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83
إسماعيل هنية وصل الى ما وصل اليه وهو يبتغي بذلك وجه الله ويريد هو وإخوانه رضوان الله ولا ينتظرون من أحد جزاء ولا شكورا
اسماعيل هنية الرجل الصالح والوزير الصالح والمواطن الصالح عندما يتنازل عن ابهة الرياسة وبريق السلطة وهي لاتساوي في نظره شيء لكنه يتنازل عنها لخير الإسلام وابناء المسلمين في فلسطين الحبيبة .
هذه التربية الإسلامية الأصيلة هي التي أهلت المجاهد إسماعيل هنية للوصول الى السلطة وهي التي جعلته يعلن تنازله عنها لأنه تعلم ان من الجهاد في سبيل الله ان كان قائدا ففي مطالب القيادة ينفق وان كان تابعا ففي مساعدة الداعين الى الإسلام يعمل .
الشعب الفلسطيني النبيل عندما اختار حكومة حماس كان هذا الإختيار دليل وعي ورقي في حسن اختيار القادة الذين رأيناهم يحسنون ادارة أجهزة الدولة وهاهي قيادتهم التي اختاروها تبدي تنازلها عن بريق الرئاسة في سبيل كسر الحصار الغاشم عن الشعب المسلم لأنها تدرك ان المصلحة العامة قبل الخاصة
أخوتي الكرام ... إن الحركة الإسلامية التي كافحت من أجل الإسلام واخرجت لنا قادة ومجاهدين في كل قطر من أقطار العالم الإسلامي لجديرة بأن تقود الأمة المسلمة وجديرة بأن تحوز على ثقة الجماهير المسلمة