في هذا الموضوع سيوضح بعض الاخطاء التي تقع في صلاه العيدين...
الماده مأخوذه من كتاب " جامع اخطاء المصلين" للشيخ مسعد بن كامل بن مصطفى..
صلاه العيد في المسجد:
لا يزال كثير من المسلمين يصلون صلاه العيد في المساجد , وهذا الامر ليس وليد اليوم بل يحدث منذ عهد بعيد , ويحتجون بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى في المسجد ولو نظرنا في حياه النبي صلى الله عليه وسلم من خلال سنته المشرفه , لعلمنا انه عاش طول حياته يصلي بالصحراء لا بالمسجد ,
وكان يقول: " لا تشد الرحال الا الى ثلاثه مساجد , المسجد الحرام , ومسجدي هذا , والمسجد الاقصى " [البخاري ومسلم].
مع هذا كله كان يترك هذا المسجد المعظم ويخرج الى الصحراء في الاعياد ويأمر الرجال , والصبيان والنساء حتى الحيّض بالخروج معه للصلاه , وفي البخاري ان امرأه قالت : يا رسول الله على احدانا بأس اذا لم يكن لها جلباب ان لا تخرج _ أي لصلاه العيد_؟ , فقال: " لتلبسها اختها من جلبابها فليشهدن الخير ودعوه المؤمنين" [البخاري].
وفي روايه: " كنا نؤمر ان نخرج الحيض فيكبرن بتكبيرهن ويدعون" [البخاري].
ولم يصح عنه صلى الله عليه وسلم انه صلى العيد ابدا بالمسجد الا مره واحده لضروره المطر [ احرجه ابو داوود وابن ماجه والحديث ضعيف ] .
قال الذهبي: الخبر منكر. فلا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال.
قال ابن الحاج المالكي : والسنه الماضيه في صلاه العيد ان تكون في المصلى , لان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صلاه في مسجدي هذا افضل من الف صلاه فيما سواه الا المسجد الحرام " ثم هو مع هذه الفضيله خرج وتركه .
وقد استمر العمل على هذه السنه في الصدر الاول الا اذا كانت ضروره من مطر ونحوه , وهذا مذهب الائمه الاربعه وغيرهم.
ترك التكبير في الطرقات عند الذهاب الى المصلى يوم العيد:
ومن الاشياء التي تهاون فيها كثير من المسلمين , وهي من شعائر ديننا الحنيف التكبير في الطرقات عند الذهاب الى المصلى لاداء صلاه العيد .
قال الله عز وجل : ( ولتكملوا العده ولتكبروا الله على ما هداكم ) [البقره/185] .
فالايه على قول اهل العلم , المراد بها اظهار التكبير والجهر به عند رؤيه هلال شوال ويكبروا في منازلهم ومساجدهم وفي الطرقات عند الذهاب الى المصلى .
قال ابن زيد : ينبغي لهم اذا غدوا الى المصلى كبروا , فاذا جلسوا كبروا , فاذا جاء الامام صمتوا , فاذا كبر الامام كبروا , ولا يكبرون اذا جاء الامام الا بتكبيره حتى اذا فرغ وانقضت الصلاه فقد انقضى العيد.
قال يونس: " قال ابن وهب : قال عبد الرحمن ابن زيد : والجماعه عندنا على ان يغدوا بالتكبير الى المصلى ".
قال شيخ الاسلام ابن تيميه: " ويشرع لكل احد ان يجهر بالتكبير عند الخروج الى العيد , وهذا باتفاق الائمه الاربعه".
قال ابن قدامه في "المغنى" : "وجملته انه يستحب للناس اظهار التكبير في ليلتي العيدين في مساجدهم , قال بعض اهل العلم في تفسيرها : لتكملوا عده رمضان ولتكبروا الله عند اكماله على ما هداكم , ومعنى اظهار التكبيره رفع الصوت به , واستحب ذلك لما فيه من اظهار شعائر الاسلام وتذكير الغير" .
ثم قال ابن قدامه : فصل: " ويستحب انه يكبر في طريق العيد ويجهر بالتكبير " .
"تنبيه" : من المخالفات التي يفعلها كثير من الناس اجتماعهم يوم العيد بالمسجد او المصلى , وانقسامهم الى طائفتين , كل واحده منهما ترد على الاخرى بالتكبير المعروف , فان السنه ان يكبر المسلمون في البيوت والطرقات ومصلاهم كل على انفراد".
قال الشيخ الالباني: ومما يحسن التذكير بهذه المناسبه ان الجهر بالتكبير هنا لا يشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد , كما يفعله البعض , وكذلك كل ذكر يشرع فيه رفع الصوت او لا يشرع فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور فلنكن في حذر من ذلك , ولنذكر دائما قوله صلى الله عليه وسلم : " خير الهدى هدى محمد " .
قول المؤذن الصلاه جامعه قي صلاه العيد:
ومن اخطاء المؤذنين في صلاه العيد , قول احدهم : الصلاه جامعه , وهذا شيئ قد اشتهر وعمّت به البلوى , وهل قال بلال ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلو قال ذلك لنقل الينا لانه شيئ مما تتوافر الهمم والدواعي الى نقله , لانه صلاه العيد كانت تؤدى في جموع غفيره من المسلمين , رجال ونساء وصبيان , فلو قيل لنقلوه ولو نقلوه لوصل الينا , لكن قد ورد اثر مرسل عن الزهري , كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المؤذنين في العيدين ان يقول: الصلاه جامعه . ومراسيل الزهري ضعيفه عند اهل الحديث.
.
عن جابر بن سمره قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدين , غير مره ولا مرتين , بغير اذان واقامه".
.
اقوال اهل العلم:
قال النووي رحمه الله : " قوله : " فبدأ بالصلاه قبل الخطبه بغير اذان ولا اقامه" هذا دليل على انه لا اذان ولا اقامه للعيد , وهو اجماع العلماء اليوم وهو المعروف من فعل النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين".
ثم قال رحمه الله : " المراد لا اذان ولا اقامه ولا نداء في معناهما ولا شيئ من ذلك".
قال ابن تيميه رحمه الله : " من الروايات المحدثه في العبادات كمن زاد في العيدين الاذان والاقامه" .
ثم قال: " وليس لاحد ان يقول: ان مثل هذا من البدع الحسنه مثل ما احدث بعض الناس , الاذان في العيدين , والذي احدثه مروان ابن الحكم , فأنكر الصحابه والتابعون لهم باحسان ذلك , هذا وان كان الاذان ذكر الله لانه ليس من السنه ".
قال "صاحب السنن والمبتدعات" : وكان صلى الله عليه وسلم اذا انتهى الى المصلى اخذ في الصلاه من غير اذان ولا اقامه ولا قول: الصلاه جامعه , والسنه انه لا يفعل شيئا من ذلك ".
ثم قال: " وقولهم عند صلاه العيد : الصلاه جامعه لم يرد فيها الا خبر مرسل , سقط منه الصحابي , وهي سنه في الكسوفين صحيحه".
دامت ايامكم افراح واعياد
وكل عام وانتم بالف صحه وعافيه
وعيدكم سعيد